توتر على الحدود السورية ــ الإسرائيلية.. والبطريرك اليازجي يدعو إلى حوار ينهي العنف
المعارضة تسيطر على سرية مدفعية في الرقة
سيطر مقاتلو المعارضة السورية، أمس، على سرية مدفعية وحاجز عسكري في مدينة الطبقة بمحافظة الرقة شمال البلاد، في حين شن مقاتلون آخرون هجوماً على لواء عسكري في مدينة دير الزور (شرق)، بينما أعلنت مصادر إسرائيلية أن حالة من التوتر والترقب الشديد تشهدها الأوضاع على «الحدود السورية الإسرائيلية» في هضبة الجولان المحتلة دفعت تل أبيب إلى استبدال قوات الاحتياط، التي ترابط عادة على هذه الجبهة، بقوات نظامية ذات تدريب عالٍ، في حين أكد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر اليازجي، أمس، أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة في سورية وإنهاء العنف، داعياً للعمل على إحلال المصالحة والسلام والحرية في سورية.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن مقاتلين من «جبهة النصرة» الاسلامية المتطرفة، وكتيبة أويس القرني، وكتيبة أحرار الطبقة، سيطروا على سرية المدفعية في مدينة الطبقة، واستولوا على ذخيرة ومدافع ثقيلة. كما سيطر المقاتلون «على حاجز مديرية المنطقة في المدينة»، بحسب المرصد.
وكان مقاتلون من الكتائب نفسها دخلوا قبل ايام الى «سد البعث» الواقع بين مدينتي الطبقة والرقة الخاضعتين لسيطرة القوات النظامية، في وقت بات معظم مناطق ريف المحافظة في أيدي المقاتلين المعارضين.
وفي محافظة دير الزور (شرق)، اشار المرصد الى ان «اللواء 113 يتعرض للقصف بالدبابات من قبل مقاتلين من كتائب مقاتلة عدة»، وتشتبك مع القوات النظامية في محاولة للسيطرة على هذا اللواء المخصص للمدفعية. ويقع اللواء الى الشمال من مدينة دير الزور التي مازالت تحت سيطرة النظام، في حين يسيطر المقاتلون على الريف. كما دارت اشتباكات عنيفة، أمس، في حيي المطار القديم والحويقة في مدينة دير الزور التي حقق المقاتلون المعارضون تقدماً فيها، نهاية الشهر الماضي، بسيطرتهم على مركز للامن السياسي وجسر أساسي.
وفي محافظة حلب (شمال)، قتل أربعة عناصر من القوات النظامية وجرح 20 آخرون على الاقل إثر تفجير مقاتلين من «جبهة النصرة» مبنى كانوا يتمركزون فيه بقرية الدويرينة، تلته اشتباكات بين الطرفين. وتحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة كذلك بين «أرتال القوات النظامية المتجهة الى مدينة السفيرة، ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب مقاتلة يحاولون منعها من التقدم». وفي دمشق، قتل ثلاثة اشخاص جراء انفجار في حي ركن الدين شمال العاصمة، من دون ان تعرف تفاصيل عنه، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق، افاد المرصد عن مقتل شخصين وجرح 13 جراء انفجار عبوة ناسفة في ضاحية جرمانا جنوب شرق دمشق الليلة قبل الماضية.
وشن الطيران الحربي ثلاث غارات على مدينة زملكا ومحيطها الى الشرق من العاصمة، في حين تعرضت مناطق عدة للقصف، منها مدينتا داريا والنبك.
وفي محافظة حماة (وسط)، قتل خمسة حراس في معمل للاسمنت واقع في قرية كفربهم في ريف حماة الغربي «إثر هجوم نفذه مقاتلون على المعمل»، بحسب المرصد.
من ناحية أخرى، أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية في تقرير، أمس، وجود حالة من التوتر والترقب الشديد تشهدها الأوضاع على الحدود السورية الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة.
ونقلت عن مصادر ذات صلة قولها إن إسرائيل استبدلت قوات الاحتياط، التي ترابط عادة على هذه الجبهة، بقوات نظامية ذات تدريب عالٍ. في المقابل، وعلى الجانب السوري، فإن نشطاء ما تصفه الصحيفة «بالإرهاب العالمي» يسكنون القرى السورية الواقعة قي الجانب الاخر للحدود، ورعاة ماشية تم ايفادهم لجلب معلومات استخبارية جرى ضبطهم بواسطة وحدة الكلاب التابعة للجيش الاسرائيلي. وقالت مصادر اسرائيلية ترصد الأجواء السائدة، بعد العملية الاسرائيلية في العمق السوري، إن وقوع عملية تفجير كبيرة هو مسألة وقت فقط. ونقلت الصحيفة عن ضباط اسرائيليين على الجبهة السورية قولهم إنه في حال وقوع عملية «عسكرية إرهابية»، فإن ذلك لن يكون مفاجئاً. ووصف قائد عسكري اسرائيلي التغيير الحاصل في النظرة للأمور بقوله: «لقد تدربنا على الحرب أمام الجيش السوري، ولكن الرد السوري قد يكون اليوم أو بعد شهر أو شهرين عن طريق حالة فردية عبر انفجار على الحدود أو في قرية لبنانية أو في نابلس».
وفي دمشق، دعا البطريرك اليازجي في كلمته، في ختام مراسم تنصيبه خلفاً للبطريرك الراحل إغناطيوس الرابع هزيم، إلى الحوار لانهاء العنف في سورية.
وقال البطريرك الجديد في كنيسة الصليب المقدس في حي القصاع: «نحن على رجاء ويقين بأن سورية حكومة وشعباً ستجد باب الخلاص بالحوار والحل السياسي السلمي لتتبدد غيمة العنف، وتعود سورية الى الاستقرار والطمأنينة والسلام كما كانت دوماً». وأضاف «لا يرضى الله عندما يرى العيش المشترك المحب مع الذين يشاركوننا الوطن الواحد من غير المسيحيين يتقهقر هنا وهناك لاسباب مختلفة، منها السياسي ومنها اللجوء عندنا وعندهم الى نزعات أصولية لا تمت الى الدين الاصيل بأي صلة»، داعياً إلى جعل قضية الذين تشرّدوا نتيجة الأزمة في سورية أولوية، وبذل المزيد من الجهود لإيجاد حلول لأوضاعهم.
وحضر الاحتفال جمع من المسؤولين الكنسيين تقدمهم بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للموارنة، الكاردينال بشارة بطرس الراعي، وبطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، الى جانب ممثلين عن رؤساء الطوائف المسيحية الاخرى ورجال دين مسلمين.
من جهته، جّدد البطريرك الراعي دعوته لوقف إراقة الدماء في سورية، وقال: «كل ما يقال عن حقوق الإنسان والإصلاحات والديمقراطية لا يساوي قطرة دم من إنسان يراق»، مؤكداً أن التنصيب «يأتي في أوقات صعبة تمر فيها سورية العزيزة المتألمة الجريحة». وشدّد على أهمية الأخوة والمصالحة والكرامة الإنسانية في المنطقة، مضيفاً أن «كل نقطة دم تسقط على هذه الأرض هي دمعة من عيون (السيد) المسيح». وحضر المراسم سياسيون لبنانيون مقربون من النظام السوري. وأثارت زيارة الراعي، وهو أول بطريرك ماروني يزور سورية منذ اكثر من 70 عاماً، جدلاً في لبنان المنقسم بين موالين لنظام الرئيس الاسد ومعارضين له. إلى ذلك أكد الراعي في مقابلة مع «المؤسسة اللبنانية للارسال» من دمشق ان زيارته تحمل طابعاً «رعوياً غير سياسي، وهي تأتي لتفقّد المسيحيين في سورية، لاسيما منهم الموارنة الذين يقارب عددهم 60 ألف شخص»، مشدداً على أن الكنيسة «ترفض الحرب وتدعو الى الحوار».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news