الأسد يؤكد أن دمشق لن تتنازل عن مبادئها مهما اشتدت «الضغوط» و«المؤامرات».. والخطــيب يجدد الدعوة إلى رحيله

مقاتلو المعارضة يسيطرون على سدّ الـفرات

الأسد خلال استقباله وفداً أردنياً تضامنياً في دمشق أمس. أ.ف.ب

سيطر مقاتلو المعارضة السورية، أمس، على سد الفرات في محافظة الرقة، الذي يعد أكبر السدود المائية في سورية، ما يمثل انتكاسة استراتيجية كبرى للنظام السوري، و«الهزيمة الاقتصادية الاكبر» للرئيس بشار الأسد، الذي أكد أن سورية الغارقة في نزاع دام منذ اكثر من ‬22 شهراً، لن تتنازل عن مبادئها مهما اشتدت «الضغوط» و«المؤامرات». فيما قتل ‬14 عنصراً على الاقل من المخابرات السورية في تفجير سيارتين يقودهما انتحاريان امام مفرزتين امنيتين في احدى مدن محافظة الحسكة في شمال شرق سوري. في حين أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد معاذ الخطيب، عدم تلقي «أي رد واضح» من نظام الاسد على اقتراحه حواراً مشروطاً، مجدداً دعوته لرحيل النظام.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس»، إن «المقاتلين سيطروا على سد الفرات في مدينة الطبقة، الذي مازال عاملاً».

وأوضح عبدالرحمن، ان «مقاتلين من جبهة النصرة (الإسلامية)، وكتيبة أحرار الطبقة، وكتيبة أويس القرني»، دخلوا الى غرف التحكم بالسد، «قبل ان يعودوا ويتمركزوا على مدخليه، تفادياً لان يقوم النظام بقصف هذا السد الحيوي».

وأشار إلى ان السيطرة على السد الواقع في محافظة الحسكة في شمال البلاد «هي الهزيمة الاقتصادية الكبرى للنظام السوري منذ بدء الثورة»، قبل اكثر من ‬22 شهرا. وبث ناشطون شريطاً مصوراً على الانترنت، يظهر الأجهزة العاملة في داخل السد. ويقول المصور «من داخل سد الفرات في مدينة الطبقة، جولة ميدانية، ها هو السد يعمل في شكل طبيعي بعد تحريره من عصابات الاسد».

وقال عبدالرحمن، ان السد والمدينة «سقطا في ‬24 ساعة من دون اي مقاومة». وأضاف أن قادة الأجهزة الأمنية فروا، أول من أمس، الى مطار الطبقة العسكري عبر طائرات مروحية، «كما فر الكثير من عناصر الامن من احياء المدينة التي تقطن فيها مكونات الشعب السوري كافة، الدينية والعرقية».

وأظهرت لقطات فيديو احراق تمثال لحافظ الأسد والد الرئيس السوري.

وأظهر فيديو آخر بث على الانترنت مكاناً قال نشطاء، إنه قاعدة مهجورة للقوات الجوية بالقرب من السد، ومواقع تابعة للجيش داخل البلدة.

وقال أبوزياد طيف، وهو نشط بالمعارضة على اتصال بالمعارضين في المنطقة، «كان السد محمياً ببطارية مدفعية والعديد من وحدات المخابرات، شن المعارضون هجوماً خاطفاً عليهم أمس (الأحد)، واقتحموا مواقعهم، وألقوا القبض على أعداد كبيرة من الأفراد».

وأضاف أنه لم يتضح ما إذا كان المعارضون سيتمكنون من استمرار تشغيل السد، وأن هناك ما يكفي من الموظفين في الموقع. وانقطعت الكهرباء في مناطق أخرى في مدينة حلب التي تحصل على قدر من الطاقة الكهربية من السد.

ويسمح السد المقام على نهر الفرات الذي يعبر تركيا وسورية والعراق، بري آلاف الهكتارات، ويحجز خلفه «بحيرة الاسد»، ودشن في مطلع عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي بشار، خلال السبعينات من القرن الماضي.

ويبلغ طول السد ‬4.5 كيلومترات، وعرضه من القاعدة ‬512 متراً، وفي القمة ‬19 متراً، وارتفاعه ‬60 متراً، بحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الموارد المائية السورية. اما البحيرة فيقارب حجمها ‬14.1 مليار متر مكعب.

وفي مدينة الشدادة في محافظة الحسكة، قتل ‬14 عنصراً على الاقل من المخابرات في تفجير سيارتين يقودهما انتحاريان امام مفرزتين امنيتين.

وقال المرصد «قتل ما لا يقل عن ‬14 عنصرا من المخابرات العامة (امن الدولة) والمخابرات العسكرية، إثر تفجير مقاتلين من جبهة النصرة سيارتين مفخختين امام مفرزتي المخابرات العامة والمخابرات العسكرية في مدينة الشدادة»، مشيراً الى ان الحصيلة مرشحة للارتفاع، بسبب «وجود عدد كبير من الجرحى بحالات خطرة». وأوضح عبدالرحمن، ان المدينة «تشهد اشتباكات، وهي باتت شبه خالية من السكان».

سياسياً، قال الأسد، أمس، خلال استقباله وفداً اردنياً في دمشق، إنها لن تتنازل عن مبادئها مهما اشتدت «الضغوط» و«المؤامرات». ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن الاسد قوله، ان «سورية ستبقى قلب العروبة النابض، ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات التي لا تستهدف سورية وحسب، وانما العرب جميعا». وقالت الوكالة ان الاسد شكر للوفد الذي يضم «عددا من الناشطين السياسيين والمحامين والاطباء والمهندسين»، مواقفه «القومية الداعمة للشعب السوري».

وتأتي تصريحات الأسد في يوم أكد فيه الخطيب من القاهرة، انه لم يتلق «اي رد واضح» من النظام السوري على اقتراحه اجراء حوار مشروط.

وقال الخطيب، أمس، في تصريحات للصحافيين بعد لقاء مع امين عام الجامعة العربية نبيل العربي «نوجِّه رسالة أخيرة للنظام السوري أن يتفهَّم معاناة الشعب السوري، وندعوه لأن يرحل تجنباً لسفك مزيد من الدماء، فربما لا تُتاح له فرصة أخرى». وأضاف «إننا (المعارضة) لا نريد الحرب، لكن ليس لدينا مانع في أن نفنى جميعاً حتى نحصل على الحرية، وكل الخيارات مفتوحة أمام الشعب السوري طالما استمرت معاناته». ونبَّه الخطيب إلى أن عرضه مبادرة للحوار مع النظام السوري «لم يكن عن ضعف، ولكن عن قوة ورغبة حقيقية في وقف سفك الدماء»، لافتاً إلى أن النظام السوري لم يعط أي رد على المبادرة، ولم يحصل حتى الآن ترتيب أي لقاء أو اتصال رسمي مع النظام «الذي لم يأت بأي رد فعل حيال المبادرة». وكان الخطيب أعرب، أخيراً عن استعداد المعارضة إلى الحوار مع الحكومة السورية بشروط، ورد النظام السوري بقبول الحوار من دون شروط مسبقة.

من جهة أخرى، وجَّه الخطيب رسالة إلى الشعب السوري بأنه «لن يحل مشكلة سورية إلا السوريون»، الذين دعاهم إلى «التوحد وعدم التفرق في مواجهة الظلم».

وأشار الخطيب إلى أن المعارضة السورية متفقة على رحيل النظام، نافياً وجود خلافات في صفوفها حيال المبادرة التي طرحها للحوار مع النظام السوري. وشدد على حرص المعارضة السورية على وحدة الأراضي السورية ورفض أي تدخل خارجي.

تويتر