فلسطينيون يحاولون تفادي قنابل الغاز التي أطلقها جنود الاحتلال على تظاهرة في محيط سجن عوفر. إي.بي.إيه

الاحتلال يفرّق بالقوة تظاهرات مؤيدة للأسرى

أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق ورضوض، أمس، في مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تظاهرات في الضفة الغربية، تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام. في حين طردت بلغاريا ثلاثة نواب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أثناء قيامهم بزيارة غير مسبوقة، الأمر الذي دانته الحكومة الفلسطينية المقالة، متهمة بلغاريا «بالانصياع للضغوط الصهيونية».

واندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال وفلسطينيين في أماكن عدة من الضفة الغربية خلال تظاهرات، تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل.

وقالت مصادر فلسطينية، إن قوات إسرائيلية هاجمت متظاهرين اعتصموا قبالة سجن عوفر القريب من مدينة رام الله، بإطلاق كثيف لقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وأدى نحو ‬1000 فلسطيني صلاة الجمعة أمام سجن عوفر، قبل ان ينطلقوا بتظاهرة مناصرة للأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. واندلعت مواجهات مع القوات الإسرائيلية التي أطلقت قنابل مسيلة للدموع تجاه المتظاهرين وقامت بتفريقهم بالقوة، ما أدى إلى إصابة نحو ‬150 فلسطينياً بحالات اختناق، وفق وسائل إعلام محلية.

وقال أمين عام «المبادرة الوطنية»، النائب مصطفى البرغوثي، إن التظاهرة جاءت نصرة للأسير سامر العيساوي الذي يخوض إضراباً عن الطعام منذ نحو ‬207 أيام، تسببت في تدهور حالته الصحية. ورددوا شعارات التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، وأخرى للمطالبة بتدخل دولي لإنقاذ حياتهم، بمشاركة قياديين من الفصائل الفلسطينية ومتضامنين أجانب.

واندلعت مواجهات مماثلة على مشارف مستوطنة «أفرات» جنوب مدينة بيت لحم، بعد أن حاول متظاهرون اقتحامها وهم يرفعون صور الأسرى المضربين عن الطعام.

وقال الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، محمد بريجية، إن مجموعة من المتظاهرين نجحوا في الوصول إلى مستوطنة «أفرات» ورفع أعلام فلسطين وصور الأسير العيساوي داخلها، وعلى بوابتها الخارجية، لافتاً إلى أن القوات الإسرائيلية فرقت المتظاهرين عبر إطلاق القنابل المسيلة للدموع. وكان نشطاء أطلقوا حملة عبر موقع «فيس بوك» للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، ودعوا في هذا الصدد إلى اعتبار، أمس «جمعة كسر الصمت» للتظاهر في جميع المدن الفلسطينية. ويضرب حالياً ستة أسرى عن الطعام في سجون إسرائيل منذ فترات مختلفة.

من ناحية أخرى، طردت بلغاريا ثلاثة نواب فلسطينيين من حركة «حماس» أثناء قيامهم بزيارة غير مسبوقة الى هذا البلد.

ووصل النواب الثلاثة؛ صلاح البردويل ومشير المصري وإسماعيل الاشقر الى صوفيا وهم يحملون تأشيرات دخول مدتها شهر، بدعوة من «مركز دراسات الشرق الاوسط» للمشاركة في مؤتمر حول الشرق الأوسط أمس، في العاصمة البلغارية.

وقال مدير «مركز دراسات الشرق الأوسط» محمد أبوعاصي، إن عناصر من أجهزة الأمن البلغارية دخلوا صباح أمس، إلى غرف الفنادق التي نزل فيها النواب الثلاثة ونقلوهم الى المطار، حيث غادروا صوفيا إلى اسطنبول. وأضاف أن النواب تلقوا أمراً خطياً من وكالة الأمن الوطني بمغادرة بلغاريا فوراً، موضحاً أن رجال الأمن «أوضحوا لهم أن عليهم الرحيل بسبب ضغط سياسي قوي تمارسه إسرائيل على بلغاريا».

من جهته، قال وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسفيتانوف لشبكة التلفزيون «تي في‬7»، إن النواب غادروا بلغاريا. وأضاف أن «هؤلاء الاشخاص دخلوا بلغاريا بتأشيرات لكنهم أظهروا منذ دخولهم الى بلغاريا أن لديهم دوافع مختلفة عما أعلنوا عنه».

وفي غزة، دانت حكومة «حماس» المقالة التي تسيطر على قطاع غزة طرد ثلاثة من نوابها من بلغاريا، معتبرة أنه «انصياع للضغوط الصهيونية».

وقال المتحدث باسمها طاهر النونو، في بيان، إن حكومته «تعبر عن احتجاجها لدى الحكومة البلغارية جراء قيام عناصر أمنها باقتحام مقر إقامة الوفد البرلماني الفلسطيني وترحيلهم».

وأضاف البيان «ندين هذا التصرف الذي يعكس حجم الانصياع للضغوط الصهيونية».

من جهته، أكد مكتب رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية، في بيان، أن الحكومة «تتابع قضيتهم (النواب الثلاثة) ووجهت رسالة احتجاج الى بلغاريا ترفض ما حدث وتعتبره اعتداء على الحصانة البرلمانية المقررة دولياً».

أما النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر، فقد اعتبر ما قام به الامن البلغاري «حماقة وتصرفا سياسيا غير مسؤول، ويشكل رضوخا سافرا للضغوط الصهيونية، وإهانة بالغة للشعب الفلسطيني». ودعا بحر الحكومة البلغارية الى «الاعتذار الفوري عن الاساءة المقصودة للنواب المشمولين بالحصانة الدولية والثقة الشعبية، وإعادة النظر في سلوكها السياسي المتواطئ مع الاحتلال».

 

الأكثر مشاركة