«الحر» يستهدف قصر تشرين بقذيفتي هاون.. والأمم المتحدة تؤكد أن 4 ملايين بحاجة إلى الـــمساعدة في سورية
31 قتيلاً بقصف صاروخي وتعزيزات للجيـــش في حلب
قتل 31 شخصاً على الأقل بينهم 14 طفلاً في قصف استهدف حي بدرو في مدينة حلب شمال البلاد يرجح انه نتيجة صاروخ ارض - ارض، فيما أرسلت القوات النظامية السورية، أمس، تعزيزات بالعناصر والآليات الى محافظة حلب غداة إحراز مقاتلي المعارضة تقدماً في اتجاه مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له. بينما استهدف الجيش السوري الحر قصر تشرين الرئاسي في دمشق، بقذيقتي هاون، مؤكداً وقوع «إصابات». في حين أعلنت الامم المتحدة أن اكثر من اربعة ملايين شخص بحاجة للمساعدة في سورية متحدثة عن نزوح 850 ألف شخص.
وتفصيلاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 31 شخصاً على الاقل بينهم 14 طفلاً قتلوا في قصف تعرض له الليلة قبل الماضية حي جبل بدرو عند اطراف مدينة حلب الشرقية «ويعتقد انه ناجم عن صاروخ ارض - ارض».
وأوضح ان القتلى هم «14 طفلا دون سن الـ16، وخمس سيدات، و12 رجلا، والعدد مرشح للارتفاع، بسبب وجود جرحى بعضهم في حالة حرجة ومواطنين، تحت أنقاض المباني المهدمة».
وقال ناشطون لـ«فرانس برس» عبر سكايب ان الحي الذي سقط فيه الصاروخ هو حي عشوائي مزدحم بالمساكن الشعبية.
وقال ابوهشام من حلب «إن المنازل مبنية بشكل سيئ، وصاروخ واحد دمر حياً بكامله».
وأظهرت اشرطة فيديو نشرها الناشطون على موقع «يوتيوب» مساكن مهدمة كلها وأنقاضاً متراكمة في مكان تجمع فيه عشرات الأشخاص صباح أمس، في محاولة لرفع الأنقاض والبحث عن ناجين أو جثث. كما ظهرت جرافة تحاول ازالة جبل من الانقاض.
وذكر ناشطون معارضون مراراً خلال الفترة الماضية ان النظام استخدم صواريخ ارض - ارض في قصف اهداف في شمال البلاد.
كما رصد حلف شمال الأطلسي اكثر من مرة «إطلاق صواريخ من نوع سكود» داخل سورية، محذراً من خطورة هذا العمل.
وقال الناشط محمد نور «أسقط الصاروخ ثلاثة مبان متجاورة في حي جبل بدرو. يجري استخراج الجثث تدريجيا. البعض وبينهم أطفال لفظوا أنفاسهم الأخيرة في المستشفيات». وأضاف أن «رواية ناجين تشير إلى أن 25 شخصاً آخر مازالوا تحت الأنقاض».
في سياق متصل، أرسلت القوات النظامية السورية، أمس، تعزيزات بالعناصر والآليات الى محافظة حلب.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس»، إن «أرتالا من القوات النظامية تتجه الى حلب من جهة الشرق قادمة من وسط سورية، وقد وصلت الى بلدة تلعرن جنوب شرق مدينة حلب». ويهاجم مسلحو المعارضة منذ ايام ارتال القوات النظامية لدى وصولها الى هذه المنطقة في محاولة لاعاقة تقدمها.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية عن «اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي في قرية تلعرن» القريبة من مدينة السفيرة قبل قليل.
وأشار المرصد الى ان الهدف من التعزيزات الحؤول دون سقوط مطار حلب الدولي، ثاني اكبر المطارات السورية المقفل منذ الاول من يناير الماضي امام حركة الملاحة بسبب المعارك حوله، في ايدي المقاتلين المعارضين.
وكان مقاتلو المعارضة اقتربوا بعد معارك عنيفة أول من أمس، من مطار حلب واحتلوا بناء على بعد 200 متر من سور المطار، بحسب ما ذكر مصدر عسكري لـ«فرانس برس»، ما جعل «سور المطار تحت مرمى نيرانهم».
من جهة ثانية، سجل خلال الليلة قبل الماضية قصف على حي طريق الباب في شرق مدينة حلب ما تسبب بمقتل ثمانية مواطنين، بينهم طفلة، بحسب المرصد الذي اشار الى تهدم عدد من المنازل.
وفي مدينة دمشق، سقطت قذيفتا هاون، أمس، بالقرب من قصر تشرين الرئاسي في دمشق، وتسببتا في أضرار مادية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول قوله إن «القذيفتين سقطتا باتجاه السور الجنوبي لقصر تشرين، وأسفرتا عن أضرار مادية فقط».
وأوضحت الوكالة أن القذيفتين «أطلقهما إرهابيون بالقرب من مستشفيي الأطفال والمواساة بدمشق، من دون ان تسفرا عن وقوع ضحايا».
ويبعد سور قصر تشرين، المعروف ايضا بقصر الضيافة، كونه يستخدم لاستقبال كبار زوار سورية الرسميين، مئات الامتار عن المستشفيين، ويقع قصر تشرين بين حيي المزة، والمهاجرين في غرب العاصمة.
وأعلن المكتب الاعلامي للمجلس العسكري، في دمشق وريفها، التابع للجيش السوري الحر على صفحته على موقع «فيس بوك»، أن الجيش الحر أطلق قذائف هاون على قصر تشرين الرئاسي، متحدثا عن «إصابات مؤكدة به». كما سجلت اشتباكات فجر أمس، بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في مخيم اليرموك (جنوب)، بحسب المرصد الذي افاد بقصف على حي جوبر في شرق العاصمة.
في الوقت نفسه، استمر الاشتباكات العنيفة في مدينة داريا في ريف دمشق التي تحاول القوات النظامية منذ ثلاثة اشهر السيطرة عليها.
وفي جنيف، افادت ارقام نشرها مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة بأن اكثر من اربعة ملايين شخص بحاجة للمساعدة في سورية.
وهذا الرقم يفوق بأربعة اضعاف ما كان عليه قبل عام في مارس 2012، حيث قدر المكتب آنذاك عدد المحتاجين الى مساعدة بمليون شخص.
وأوضحت الأمم المتحدة التي تعنى بتنسيق المساعدات الانسانية في سورية أن الاربعة ملايين شخص يمثلون ما معدله سوري واحد من اصل خمسة.
وأضافت أن اكثر من 850 الف شخص غادروا سورية هرباً من اعمال العنف للجوء الى الخارج خصوصاً البلدان المجاورة، لبنان والاردن والعراق وتركيا. وقالت المديرة العامة لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية فاليري آموس، ان 250 الف سوري غادروا بلادهم في الشهرين الأخيرين. وفي مخيم الزعتري للاجئين السوريين شمال شرق الاردن توفيت طفلة تبلغ من العمر سبعة اعوام، فيما اصيب والدها واثنان من اشقائها بحروق متوسطة في حريق شب بخيمتهم. وقال المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن، أنمار الحمودا إن حريقاً لم يتضح سببه بعد شب بخيمة في مخيم الزعتري (85 كم شمال-شرق عمان)، ما ادى الى وفاة الطفلة لميس (سبعة اعوام).
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news