فشل الجولة الأولى من مشاورات المرزوقي مع الأحزاب
أقرّت الرئاسة التونسية بفشل الجولة الأولى من المشاورات السياسية، التي بدأها أمس، الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي، مع عدد من مسؤولي الأحزاب في بلاده، بهدف إيجاد مخرج للأزمة التي تعيشها تونس، والتي تفاقمت باستقالة رئيس الحكومة حمادي الجبالي، فيما قال زعيم حركة النهضة الاسلامية راشد الغنوشي، إن الحركة لم تتفق ـ حتى الان ـ على أي مرشح لمنصب رئيس الوزراء، بعد استقالة حمادي الجبالي، وقال انه يتوقع تكوين حكومة ائتلاف سياسي، خلال هذا الأسبوع.
وتفصيلاً، قال عدنان منصر، الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية، في تصريحات أعقبت المشاورات التي أجراها المرزوقي مع مسؤولي الأحزاب السياسية، إن مسألة تكليف شخص آخر لرئاسة الحكومة التونسية لم تُحسم بعد.
وأوضح منصر سبب هذا الفشل، بالقول إن «حركة النهضة لم تحسم بعد قرارها، في اختيار مرشحها لرئاسة الحكومة»، وذلك عملاً بمقتضيات المادة 15 من القانون المؤقت المنظم للسلطات في تونس.
وتنص هذه المادة على أن الرئيس التونسي المؤقت عليه تكليف مرشح الحزب الفائز بالأغلبية في المجلس التأسيسي، أي حركة النهضة، بتشكيل الحكومة في أجل لا يتجاوز 15 يوماً.
وحال تجاوز هذا الأجل أو حال عدم حصول الحكومة على ثقة المجلس التأسيسي، فإن الرئيس التونسي المؤقت يجري ـ بعد ذلك ـ مشاورات جديدة مع الأحزاب والائتلافات والكتل النيابية، بتكليف الشخصية الأقدر على تشكيل حكومة بالإجراءات نفسها، وفي الآجال نفسها، التي نصّت عليها المادة 15.
من جهة أخرى، أعلن منصر أن حركة النهضة الإسلامية «لم تتخذ بعد القرار النهائي، في ما يتعلق بتحييد وزارات السيادة»، وهو مطلب من المطالب الرئيسة التي تنادي بها أحزاب المعارضة.
واعتبر أن «المشكلة التي تمر بها تونس هي مشكلة سياسية وليس دستورية»، لافتاً إلى أن أي حكومة جديدة «يجب أن تحظى بموافقة المجلس الوطني التأسيسي»، الذي تهيمن عليه حركة النهضة.
وكان المرزوقي اجتمع، أمس، خلال الجولة الأولى من المشاورات السياسية، في أعقاب استقالة حمادي الجبالي من منصبه رئيساً للحكومة، مع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية، ومية الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري، ومع وفد من حزب المسار الديمقراطي والاجتماعي.
وقال الغنوشي، عقب هذا الاجتماع، إن حركته «لم ترشّح بعد رئيساً جديداً للحكومة، خلفاً لحمادي الجبالي، ونحن مازلنا بمرحلة التشاور»، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن البلاد «تحتاج حكومة اتلافية تشارك فيها أوسع الأحزاب والكفاءات».
إلى ذلك، أعلن القيادي في حزب المسار الديمقراطي والاجتماعي سمير الطيّب، أن المرزوقي طلب من حزبه المشاركة في الحكومة الجديدة، وقال في تصريحات للصحافيين إن إجابة طلب الرئيس «ستكون بعد العودة إلى هياكل الحزب، والتشاور مع حلفائنا في جبهة الاتحاد، من أجل تونس». لكنه أكد في المقابل أن البلاد «لا تحتمل الانتظار أسبوعاً أو أكثر لتكوين حكومة جديدة، وأنه بعد يوم السادس من الشهر الجاري، واغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، لا مجال للقبول بوزارة داخلية تحكمها النهضة».
وكانت أنباء تردّدت، في وقت سابق، أن حركة النهضة الإسلامية قد تعيد ترشيح أمينها العام حمادي الجبالي، لتشكيل الحكومة الجديدة، غير أن موقف رئيس الحركة راشد الغنوشي يشير بوضوح إلى أن هذا الأمر لن يحصل باعتبار ان الجبالي لايزال متمسكاً بشروطه.
وعبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون عن «احترامها الشديد» لقرار حمادي الجبالي بالاستقالة، وأشادت بحسه الكبير لـ«مفهوم الدولة»، فيما أعرب وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، عن «احترامه» لحمادي الجبالي، ودعا «القوى السياسية كافة» في البلاد، إلى تبني «فكر الحوار».