آلاف الفلسطينيين شاركوا في التشييع.. و«فتح» تتوعد بالرد
عباس: وفاة جرادات لا يمكن أن تمر ببساطة
اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، إسرائيل، بأنها تريد نشر الفوضى في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن وفاة المعتقل الفلسطيني عرفات جرادات في سجن اسرائيلي نتيجة التعذيب «لا يمكن أن تمر ببساطة». وفيما شيع آلاف الفلسطينيين جثمان جرادات توعد الجناح العسكري لحركة «فتح» بالرد على وفاته.
وقال عباس في خطاب في المقاطعة مقر السلطة الفلسطينية في رام الله، إن «الاسرائيليين يريدون الفوضى عندنا ونحن نعرف ذلك، ولن نسمح لهم» بذلك.
وبعدما أشار إلى أن الفلسطينيين «يمرون بأيام صعبة»، أضاف عباس «فقدنا الشهيد الأسير عرفات جرادات الذي اعتقل عندهم وعاد جثة هامدة، وهي قضية لا يمكن ان تمر ببساطة، ولن نسمح بأن يقضي الأسرى حياتهم وعمرهم في السجون».
وقال «نحن نريد السلام والحرية لأسرانا، ومهما حاولوا أن يجرونا لمخططاتهم لن ننجر، لن نسمح لهم باللعب بحياة اطفالنا وأبنائنا»، واتهم اسرائيل بأنها «تصعد ضد المتظاهرين الفلسطينيين وتطور في مواجهاتها مع أطفالنا وشبابنا بإطلاق الرصاص الحي عليهم».
وتوفي عرفات جرادات (30 عاماً) من بلدة سعير قرب الخليل جنوب الضفة الغربية، السبت الماضي، في سجن مجدو بشمال إسرائيل، بسبب «أزمة قلبية» كما قالت مصلحة السجون الاسرائيلية، لكن السلطة الفلسطينية أعلنت، مساء أول من أمس، أن جرادات قضى نتيجة التعذيب وليس بأزمة قلبية.
وقال وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع، إن «نتائج التشريح (جثمان جرادات) أثبتت تعرض الأسير للتعذيب، وبينت ان قلبه سليم تماماً، ولا يوجد به اي آثار لتجلطات قلبية».
وأضاف عباس «إنهم يتحملون المسؤولية عن قتل الأطفال، ويريدون ان يوصلوننا الى مرحلة نحن لا نريد الوصول إليها، نحن طلاب سلام وطلاب عدل، نريد الحرية واجتثاث الاستيطان». وقال «نريد السلام المبني على أساس دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية».
وشيع آلاف الفلسطينيين جثمان جرادات في قرية سعير قرب مدينة الخليل. وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية وأعلام حركة «فتح» والفصائل الفلسطينية الاخرى.
وتعهدت «كتائب شهداء الأقصى» الجناح العسكري لحركة «فتح» التي يتزعمها عباس، أمس، في بيان بالرد على وفاة جرادات.
وقالت في بيان، إن «هذه الجريمة البشعة لن تمر دون عقاب، ونتوعد الاحتلال الصهيوني بالرد على هذه الجريمة». وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمود العالول لـ«رويترز»، إنه «لا خيار أمامنا سوى الاستمرار في المقاومة الشعبية وتصعيدها لمواجهة سياسة الاحتلال، سواء عبر جيشه أو مستوطنيه». وانتشر عدد من النشطاء الملثمين والمسلحين من الحركة على أسطح المنازل في القرية بحسب مراسلين لـ«فرانس برس».
وانتشرت قوات الامن الاسرائيلية خارج القرية تحسباً لوقوع مواجهات بعد الجنازة.
من جهته، قال مصدر أمني إسرائيلي لـ«فرانس برس»، إن مسؤولي الدفاع على اتصال دائم مع نظرائهم الفلسطينيين في محاولة لإعادة الهدوء.
وأكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي وجود «تظاهرات متفرقة هنا وهناك» في الضفة الغربية، أمس، لكنها أشارت إلى أنها صغيرة الحجم، وأنه لم تقع إصابات، إلا أن مصادر طبية فلسطينية أكدت أن سبعة أشخاص أصيبوا بشكل طفيف بعد ان أطلق الجيش الاسرائيلي الرصاص الحي، بينما كان نحو 500 فلسطيني يتظاهرون بالقرب من سجن عوفر العسكري بالقرب من مدينة رام الله.
بدوره، عبر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر، عن قلقه من أن تؤدي زيادة في الاحتجاجات الفلسطينية العنيفة بالضفة الغربية إلى اندلاع انتفاضة جديدة إذا أسفرت الاشتباكات عن سقوط قتلى.
وقال ديختر للإذاعة الإسرائيلية «وقعت الانتفاضتان السابقتان نتيجة سقوط عدد كبير من القتلى (خلال احتجاجات)، يمثل سقوط قتلى وصفة مؤكدة تقريباً لتصعيد العنف». إلى ذلك، اقتحم عشرات المتشددين اليهود، أمس، باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية. وقال مصدر مقدسي، إن ما يزيد على 40 متطرفاً اقتحموا المسجد، واعتدوا بالضرب على عدد من الفلسطينيين وصفت إصاباتهم بالمتوسطة. كما منعت سلطات الاحتلال، أمس، الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن 45 عاماً من الدخول الى المسجد الأقصى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news