إسقاط مروحية في حلب.. و«الجيش الحر» يرفض الحوار قبل رحيل الأسد
دمشق تعلن استعدادها للحوار مع المعارضــة المسلحة
أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، من موسكو، أن السلطات السورية «جاهزة للحوار مع كل من يرغب في الحوار بما في ذلك مَن حمل السلاح»، فيما رفض الجيش السوري الحر دعوة المعلم الى الحوار قبل تخلي الرئيس بشار الاسد عن السلطة و«وقف كل انواع القتل» و«سحب الجيش» من المدن. في حين أسقط مقاتلو المعارضة، أمس، طائرة مروحية فوق مطار منغ العسكري في ريف حلب، بينما سقط 46 قتيلاً خلال 24 ساعة في اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل بريف حلب الغربي.
وقال المعلم قبل محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف «نحن جاهزون للحوار مع كل من يرغب في الحوار بما في ذلك من حمل السلاح»، في اشارة واضحة إلى المعارضة المسلحة التي تقاتل نظام الاسد. وأضاف «إننا نعتقد أن الاصلاح لن يأتي من خلال سفك الدماء، بل يأتي من خلال الحوار»، مشيراً الى تشكيل ائتلاف حكومي للتفاوض مع «معارضة الداخل والخارج».
وأكد نظيره الروسي ان الحل الوحيد «المقبول» في سورية هو تسوية سياسية للنزاع المستمر في البلاد منذ عامين.
وقال لافروف «لا بديل مقبولاً لتسوية سياسية يتم التوصل إليها من خلال توافق مواقف الحكومة والمعارضة»، محذراً من استمرار النزاع الذي أدى الى مقتل 70 ألف شخص منذ بدايته في مارس 2011، بحسب الامم المتحدة. وأوضح أن الوضع في سورية «في مفترق طرق».
وأضاف «هناك الذين يؤيدون مواصلة سفك الدماء، وهذا يهدد بانهيار الدولة والمجتمع، لكن هناك أيضاً قوى تتحلى بالمنطق وتزدادا إدراكاً لضرورة بدء المحادثات في اسرع ما يمكن للتوصل الى تسوية سياسية. إن عدد مؤيدي هذا الخط الواقعي يتزايد».
وأكد أن «على الشعب السوري تقرير مصيره من دون تدخل أجنبي».
وروسيا هي الدولة الكبرى الوحيدة التي مازالت لديها علاقات وثيقة مع دمشق وسبق أن منعت الى جانب الصين إصدار مجلس الامن اي مشروع قرار يدين النظام السوري. وأكد لافروف الاسبوع الماضي وجود مؤشرات إيجابية من الطرفين لمصلحة الحوار. كما دعت روسيا التي تزود سورية بالسلاح رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أحمد معاذ الخطيب، الى زيارة موسكو، وأفادت الخارجية الروسية بأنه قد يلبي الزيارة مطلع مارس المقبل.
وتجرى محادثات المعلم ولافروف عشية أول لقاء في برلين لوزير الخارجية الروسي ونظيره الاميركي الجديد جون كيري، ويتوقع أن تهيمن عليه الأزمة السورية. وقال مسؤول في الخارجية الأميركية يسافر مع كيري «لدينا شعور بأن روسيا قادرة على لعب دور محوري في إقناع النظام (السوري) والجميع بالحاجة الى انتقال سياسي».
من جهته، أكد رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، أمس، أن المعارضة المسلحة ترفض الجلوس إلى طاولة الحوار قبل تخلي الاسد عن السلطة، وقبل وقف «كل أنواع القتل» و«سحب الجيش» من المدن.
وقال إدريس في اتصال هاتفي مع قناة «العربية» الفضائية، رداً على دعوة المعلم إلى الحوار «لم نتلق هذا الطرح بشكل رسمي ولا نثق بالنظام».
لكنه أضاف ان «النظام قد يتنصل من طروحاته. نريد أن يقدم هذا العرض بشكل رسمي برعاية وضمانات، ثم نعرضه على القيادة وندرسه».
إلا انه أكد على وجوب أن تكون هناك «أسس واضحة للحوار». ومن أهم هذه الأسس بحسب قوله «أن يكون هناك قرار واضح باستقالة رئيس عصابة الاجرام وتخليه عن منصبه، وبتقديم القادة الأمنيين وقادة الجيش الذين أعطوا أوامر بالقتل الى المحاكمة».
وأضاف «يريدنا وليد المعلم أن نجلس معه على طاولة الحوار. أنا كقائد للثوار ورئيس أركان للجيش الحر لن أجلس مع المعلم او مع أي واحد من هذه الزمرة قبل ان يتوقف كل شيء، كل نوع من أنواع القتل، وقبل ان يسحبوا كل القطع والجيش من المدن، وتعود بقايا هذا الجيش المجرم الخائن الى ثكناتها».
وذكر أن الحوار يجب ان يكون على «تسليم السلطة».
وأشار إدريس إلى أن «الوضع على الأرض ممتاز» بالنسبة الى مقاتلي المعارضة، مضيفاً «نحن نعتقد أن الفرج يقترب كثيراً، لذلك نحن نصر على هذه الشروط، ولا نلتقي مع النظام ومع ممثلين عن النظام إلا تحت سقف هذه الاسس التي يعتبرها الثوار خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها».
غير ان إدريس اكد في الوقت نفسه وجود تنسيق بينه وبين المعارضة السياسية. وقال «نحن على اتصال دائم مع الاخوة في الائتلاف الوطني والمجلس الوطني وأطياف كثيرة من المعارضة المدنية الموجودة في الداخل والخارج».
وكان رئيس الائتلاف الوطني جدد، أمس، من القاهرة استعداه للحوار مع النظام، متهماً اياه برفض مبادرته حول هذا الموضوع.
وقال لصحافيين، ان «الائتلاف وضع محددات للحوار، الحوار ليس كسباً للوقت ومماطلة، النظام رفض أبسط الامور الانسانية وهي اطلاق سراح المعتقلين، قلنا أطلقوا النساء اولاً، ولم يتخذ أي خطوة في ذلك».
وأضاف «هو الذي رفض الحوار بنوع من المماطلة الدائمة، هو الذي عطل المبادرة التي كان فيها ربما مفتاح خلاص للشعب السوري كله».
من ناحية أخرى، أعلن الخطيب أن المعارضة السورية تدرس مشاركتها في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» المقبل الذي كانت قررت مقاطعته بعد «وعود تلقتها من دول كبرى» بالدعم «الواضح والنوعي». وأشار من جهة ثانية الى أن زيارته التي كانت مقررة الى موسكو «مؤجلة حتى نرى كيف ستتقدم الأمور».
وقال الخطيب لصحافيين في القاهرة رداً على سؤال عن احتمال أن يعيد الائتلاف النظر في المشاركة في مؤتمر «أصدقاء سورية في روما»: «لدينا اجتماع اليوم (أمس)، في رئاسة الائتلاف لمناقشة بعض الوعود، هناك اتصالات من دول كبرى عدة طلبت إلغاء التعليق، وانه سيكون هناك دعم واضح ونوعي للشعب السوري».
وكان الائتلاف أعلن السبت الماضي تعليق مشاركته في مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» احتجاجاً «على الصمت الدولي» على «الجرائم المرتكبة» في حق الشعب السوري. كما قرر رفض تلبية دعوتين لزيارة واشنطن وموسكو.
على الصعيد الميداني، أسقط مقاتلو المعارضة، أمس، طائرة مروحية فوق مطار منغ العسكري في ريف حلب، حيث تستمر المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما تدور اشتباكات، بحسب المرصد، بالقرب من مطار كويرس العسكري شرق مدينة حلب.
وسقط 46 قتيلاً خلال 24 ساعة، بينهم ما لا يقل عن 16 مقاتلاً معارضاً و30 عنصراً من القوات النظامية في اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل بريف حلب، ووصف المرصد هذه الاشتباكات بأنها «الأعنف منذ أشهر» في المنطقة، وتمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على حاجز ومبنى ومستودعات الكهرباء التي كانت تتمركز فيها القوات النظامية في البلدة. وذكرت لجان التنسيق المحلية ان الطيران الحربي السوري كثف غاراته، أمس، على المناطق المحيطة بمدرسة الشرطة. وفي محافظة الحسكة (شمال شرق)، سيطر مقاتلون معارضون، بينهم من «جبهة النصرة» الإسلامية بشكل كامل على بلدة تل حميس، التي تبعد نحو 45 كيلومتراً جنوب مدينة القامشلي الواقعة تحت سيطرة القوات النظامية، بعد اشتباكات عنيفة استمرت أياماً، بحسب المرصد. واشار المرصد الى ان مواطنين أكراداً «نصبوا حواجز في القرى الكردية الواقعة الى شمال تل حميس (في اتجاه القامشلي) لمنع دخول القوات النظامية أو مقاتلي الكتائب الى قراهم». ونفذ الطيران الحربي السوري، أمس، غارات في مناطق عدة، قتل في احداها خمسة مواطنين في قرية بليون بمنطقة جبل الزاوية في إدلب (شمال غرب). كما شملت الغارات مناطق في محافظات حماة (وسط)، والرقة (شمال)، ودرعا (جنوب)، وريف دمشق.
وشهدت دمشق، أمس، اشتباكات في بعض أحيائها الجنوبية والشرقية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news