تظاهرات في بورسعيد لتأكيد استمرار العصيان المدني.. و«تكتل المعارضة» يعلن مقاطعة الانتخـــابات
مقتل 19 معظمهم سياح بسقوط منـطاد في الأقصر
قتل 19 شخصا، أمس، معظمهم سياح غربيون وآسيويون بانفجار منطاد، كان يحلق فوق منطقة الأقصر التاريخية في جنوب مصر، وفيما تقرر إيقاف كل رحلات المنطاد السياحي بعد الحادث الدامي، انطلقت تظاهرات عدة بمحافظة بورسعيد الساحلية، في حين أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، أنها قررت مقاطعة الانتخابات التشريعية، التي دعا الرئيس المصري محمد مرسي إلى إجرائها، على أربع مراحل، تبدأ أواخر أبريل المقبل.
وفي حادثة، تسجل أكبر حصيلة للقتلى منذ نحو 20 عاما، قتل 19 سائحا، بسقوط منطاد في الأقصر فجر أمس، وعلى متنه 21 شخصا. وقالت وسائل إعلام مصرية إن قائد المنطاد وسائحاً أصيبا بجروح نتيجة سقوط المنطاد، بعد انفجار غازي على ارتفاع 1000 قدم (300 متر).
وأعلن التلفزيون الرسمي المصري، أن المنطاد سقط بعد اشتعال النيران فيه، وعلى متنه 21 سائحا من مختلف الجنسيات بالأقصر.
وقال رئيس اتحاد شركات البالون الطائر بالأقصر أحمد عبود، لـ«رويترز»، إن الحادث وقع بعد انفجار غازي على ارتفاع 1000 قدم. وأضاف أن قائد المنطاد نجا بعد أن قفز منه، عندما كان على ارتفاع بين 10 و15 مترا من الأرض. ونجا أحد السياح الذين كانوا على متن المنطاد أيضا. وقال عبود إن الحادث سببه انفجار أنبوب، بين موقد المنطاد وأسطوانة الغاز.
وكان المنطاد يحلق على ارتفاع 300 متر، فوق القرنة على الضفة الغربية للاقصر، عندما اشتعلت فيه النيران، قبل ان ينفجر بحسب مسؤول أمني مصري.
وتقع منطقة الأقصر الغنية بالآثار على بعد 700 كلم من القاهرة، وهي الأكثر جذبا للسياح في مصر.
وأفاد مسؤول امني مصري، بأن 19 شخصا قتلوا، بينهم تسعة سياح من هونغ كونغ، وأربعة من اليابان، وثلاثة من بريطانيا، وفرنسيان.
وقال رئيس الإدارة المركزية للرعاية العاجلة والحرجة بوزارة الصحة خالد الخطيب، إن القتلى هم أربعة يابانيين وتسعة صينيين، وفرنسيان، ومجري وبريطاني، إضافة إلى مواطنة مصرية، مشيرا أن هذا الحصر تم وفقا للبيانات الواردة من الشركة المسؤولة عن الرحلة، ومديرية الصحة بالأقصر.
وفي هونغ كونغ، أعلنت وكالة السفر التي نظمت الرحلة إلى مصر، أن تسعة مواطنين من هونغ كونغ هم على الأرجح بين السياح الذين قضوا بانفجار المنطاد. وقال مسؤول في وكالة كيوني للسفريات، خلال مؤتمر صحافي «هناك احتمال كبير في أن تسعة من زبائننا قتلوا بالانفجار، موضحا أنهم خمس نساء وأربعة رجال».
وأفادت موظفة في شركة «سكاي كروز»، التي تشغل المنطاد في اتصال هاتفي مع «فرانس برس، بأن الضحايا سياح كوريون ويابانيون وبريطانيون، كما شملت المجموعة سائحا مصريا.
وقالت رافضة الكشف عن اسمها، إن «الأمر رهيب، حقا رهيب». وتابعت باكية «لا ندري ما حصل بالضبط».
وأضافت ان الناجين، وهما سائح وقائد المنطاد، تمكنا من القفز منه في الوقت المناسب، ونقلا الى مستشفى في المنطقة.
لكن وزارة الخارجية الكورية أكدت عدم وجود أي كوري جنوبي بين الضحايا.
وأفادت السفارة الفرنسية في القاهرة، بأنها تسعى الى التأكد من مقتل اثنين من رعاياها، نظرا الى المعلومات المتناقضة.
وفي طوكيو، نقلت وكالة جيجي للانباء عن وزارة الخارجية تأكيدها وجود أربعة سياح يابانيين على متن المنطاد.
وأعلنت شركة «جاي تي بي» اليابانية للسفر ان أربعة من زبائنها شاركوا في الرحلة، مرجحة مقتل اثنين منهم على الأقل.
وتعذر على الخارجية البريطانية ان تؤكد فورا مقتل بريطانيين في الحادث. ولكن شركة «توماس كوك»، أفادت بأن بريطانيين اثنين قتلا، وأن اثنين نقلا الى المستشفى.
من جهته، قرر محافظ الأقصر إيقاف كل رحلات المنطاد السياحي، بعد الحادث الدامي.
ونقلت وكالة انباء الشرق الأوسـط المصرية الرسمية، عن محافظ الأقصر عزت سعد، أنه قرر إيقاف شــركـات البالون عن العمل، وعدم القيام بأي رحلات جوية عبر المنطاد السياحي بالمحافظة.
من جهة أخرى، انطلقت تظاهرات عدة بمحافظة بورسعيد الساحلية، أمس، وجابت أرجاء المحافظة، تعبيراً عن الاستمرار في عصيان مدني، بدأه الآلاف قبل 10 أيام، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس محمد مرسي.
وأبلغ مصدر حقوقي «يونايتد برس إنترناشونال»، بأن مسيرات عدة لمتظاهرين، انطلقت من أمام مجمَّع محاكم بورسعيد، حيث جابت تلك التظاهرات مناطق وأحياء العرب، والزهور، والجميل، وشارع محمد علي الرئيسي، تأكيداً على استمرار عصيان مدني، بدأ بالمحافظة قبل 10 أيام، للمطالبة بإسقاط النظام.
في الأثناء، قال القيادي في جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة نقيب المحامين المصريين، سامح عاشور، في مؤتمر صحافي إن جبهة الإنقاذ قررت ـ بالإجماع ـ مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة، لعدم استجابة السلطة لمطالبها، لضمان نزاهة الانتخابات، وعلى رأسها تشكيل حكومة محايدة لإدارة شؤون البلاد، أثناء هذه الانتخابات.
وأكد عاشور أن الجبهة لن تشارك، كذلك، في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس المصري، لمناقشة ضمانات نزاهة الانتخابات، وقال «طالبنا بإقالة هذه الحكومة العاجزة (الحكومة الحالية)، واختيار حكومة محايدة، طلبنا أن نجري حوارا يؤكد استقلال القضاء، ويمكن المجلس الأعلى للقضاء من اختيار نائب عام جديد، طلبنا حوارا يضمن تشكيل لجنة قانونية محايدة لمراجعة الدستور، طالبنا بحوار يؤكد استقلال سلطات الدولة عن الجماعات السياسية، التي تحكم من خلف هذه المؤسسات، خصوصا جماعة (الإخوان المسلمين)».
وكان المرشح الرئاسي المصري السابق، والقيادي في جبهة الإنقاذ الوطني عمرو موسى قد أكد أن مصر غير جاهزة حالياً للانتخابات البرلمانية، التي دعا الرئيس محمد مرسي إلى إجرائها في أبريل المقبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news