الطفل أحمد الخرير يبكي والده عبدالعزيز الذي قتل برصاص قناص في إدلب شمال شرق سورية. أ.ب

«المعارضة» تسيطر على اليعربية ومعبرهـــا مع العراق

سيطر مقاتلو المعارضة السورية في محافظة الحسكة على مدينة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق بشكل كامل، فيما كشفت المعارضة عن «مجزرة» ارتكبتها قوات النظام السوري، راح ضحيتها ‬72 شخصاً «أعدموا ميدانياً وحرقت جثثهم»، في قرية المالكية غربي مدينة السفيرة، قرب حلب. في حين اعتبرت موسكو ودمشق أن الدعم الذي تلقته المعارضة السورية في مؤتمر روما، أول من أمس، يشجع «المتطرفين»، الذين يريدون الاستيلاء على السلطة بالقوة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن مقاتلين ينتمون الى مجموعات مقاتلة ذات توجه اسلامي، بينها «جبهة النصرة»، و«كتائب الفاروق»، و«أحرار الشام»، سيطروا على مدينة اليعربية والمعبر الحدودي مع العراق في شكل كامل.

وتحدث المرصد «عن معلومات عن فرار بعض جنود القوات النظامية واستسلام بعض عناصر الأمن»، مشيراً الى سماع «أصوات رصاص متقطع في المدينة».

وأوضح ان القوات النظامية «كانت قد استعادت السيطرة على المعبر في ‬21 يوليو من العام الماضي».

ويسيطر المقاتلون المعارضون لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، على مناطق واسعة من شمال البلاد وشرقها، ومن ضمنها عدد من المعابر الحدودية مع تركيا والعراق.

في سياق متصل، أعلن نشطاء ان كتائب من الجيش الحر تقترب من منطقة مطار مدينة القامشلي الحدودية مع تركيا، في حين يستقدم النظام تعزيزات عسكرية للمنطقة ومحيط المطار المدني. وأبلغ ناشطون أن «التعزيزات العسكرية تشمل رشاشات ثقيلة ودبابات وسلاحاً متوسطاً اضافة لمئات الجنود، تم نقل قسم منهم بالطائرات، كما تم سحب وحدات وعناصر من مراكز ومقرات امنية في المدينة وإلحاقها بمحيط المطار». وتبلغ المسافة بين دمشق والقامشلي نحو ‬750 كيلومتراً. ويقيم في منطقة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة شمالي سورية على الحدود التركية، اكراد وقبائل عربية ومسيحيون سريان أشوريون وعدد من الشركس والأرمن. وقال النشطاء ان هناك مخاوف لدى السكان، الذين بدأوا النزوح باتجاه الأرياف والشريط الحدودي مع تركيا، منذ أول من أمس، من أن يتكرر سيناريو الاقتتال بين مقاتلي حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) التركي المحظور الذين تقول قوى المعارضة انهم يحسبون بشكل ما على السلطات السورية، ومقاتلي كتائب من الجيش الحر، كانوا اعلنوا انهم لن يسمحوا بسيطرة «الميليشيا الكردية» على المنطقة.

وأضاف النشطاء ان «جبهة النصرة» سيطرت على آبار النفط المسماة «علي أغا» جنوب منطقة الرميلان القريبة من القامشلي.

وتوقع النشطاء اندلاع اشتباكات خلال أيام بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام السوري في هذه المناطق، التي «ثخنت بالاحتقان»، من سلوك النظام الذي يدفع باتجاه فتنة بين الأهالي الكرد والعرب، بحسب قول النشطاء.

إلى ذلك، اتهمت المعارضة قوات النظام السوري بارتكاب «مجزرة» الأربعاء الماضي، وقع ضحيتها ‬72 شخصاً في قرية المالكية غربي مدينة السفيرة قرب حلب. وذكر بيان صادر عن الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية، ان «قوات نظام الأسد الإرهابي، أعدمت ‬72 شخصاً ميدانياً ثم أحرقت جثثهم، بعد اقتحامها قرية المالكية غربي مدينة السفيرة قرب حلب».

واعتبر الائتلاف ان «هذه المجازر المتكررة التي ترتكبها فرق الموت التابعة للنظام، تشير إلى منهجية إجرامية واضحة تهدف إلى نشر الرعب وتأجيج الغضب ومشاعر الكراهية، في دفع واضح يقوم به نظام الأسد نحو المزيد من التفكيك وزرع الفرقة والبغضاء بين أبناء الشعب السوري».

وأوضح مركز حلب الإعلامي، الذي يضم مجموعة من الناشطين ان الضحايا «بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، أعدموا بتهم التواصل والتعامل مع الجيش الحر، وذلك خلال عملية اقتحام القرية»، لافتاً الى «تخلل عملية القتل حالات اغتصاب وتعذيب وحرق للمنازل».

وأورد المركز في بيانه لائحة تضم اسماء ‬49 شخصاً، بينهم سبعة اطفال تراوح اعمارهم بين ثمانية اشهر و‬12 عاماً.

وأشار الناشطون الى وجود «‬23 شخصاً مجهولي الهوية لم نتمكن من معرفتهم بسبب احراق جثثهم من قبل كتائب الأسد».

كما اورد المرصد السوري «معلومات» تتعلق «بمقتل عشرات المدنيين في المالكية بعد اقتحام القوات النظامية»، التي تحاول السيطرة على القرية من اجل احضار تعزيزات نحو مطار حلب الدولي.

ويشهد شرق مدينة حلب معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين يحاولون السيطرة على المطارات الحيوية الموجودة في المنطقة.

ودعا المرصد الأمم المتحدة لإجراء تحقيق حول الحادثة.

سياسياً، اعتبرت روسيا الحليفة لنظام الاسد، أمس، ان الدعم الذي تلقته المعارضة السورية في مؤتمر روما، أول من أمس، يشجع «المتطرفين».

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن «القرارات والتصريحات التي صدرت في روما تشجع، نصاً وروحاً، المتطرفين على الاستيلاء على السلطة بالقوة، على الرغم من المعاناة الحتمية للسوريين العاديين».

واعتبرت ان «المهمة الملحة اليوم هي الوقف الفوري لسفك الدماء واية اعمال عنف، والانتقال الى الحوار السياسي الذي ينص عليه اعلان جنيف»، في اشارة الى الاعلان الذي وافقت عليه الدول الكبرى في يونيو ‬2012.

وأضافت «نحن مقتنعون بأن هذا سيسمح بتحقيق الأهداف التي تعتبر الاهم بالنسبة للسوريين، وهي ضمان تطور سورية واحدة يسودها السلام والديمقراطية تخدم مصالح جميع مواطنيها دون استثناء».

وفي موقف موازٍ، قالت صحيفة «تشرين» الحكومية السورية، ان الاعلان الاميركي في روما عن تقديم ‬60 مليون دولار من «المساعدات غير القتالية» للمعارضة السورية «يطرح تساؤلاً حول ما يمكن ان يستفيده الشعب السوري من هذه الأموال التي ستقع في أيدي فئة تقيم في أفضل فنادق الغرب ولم توجد يوماً بين السوريين وتعاني معاناتهم». وأشارت الى ان هذه المساعدات إن وصلت الى سورية «فستصل سلاحاً ورصاصاً ومساعدات طبية وغذائية لمن اعتادوا ممارسة القتل والتخريب». كذلك، انتقدت الصحيفة اعلان الاتحاد الاوروبي، الخميس الماضي، تقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية للمعارضة لضمان حماية المدنيين، مع الابقاء على الحظر على تصدير الأسلحة إليها. وقالت إن الخطوة الأوروبية التي تشكل امتداداً لما كان يقوم به الاتحاد بالسر «تعد انخراطاً مباشراً في الأزمة السورية وتأجيجاً للعنف والإرهاب فيها، وتحريضاً للمعارضة على رفض الحل السياسي».

وغداة مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى تركيا في زيارة محورها الأزمة السورية.

وكان رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، قال في مؤتمر صحافي مشترك مع كيري، أول من أمس، «هناك قرار دولي أو اشارات دولية بعدم تسليح المعارضة السورية بأسلحة نوعية»، داعياً الى وقف مد النظام «بأسلحة نوعية لاتزال تأتيه حتى اليوم تحت اسم صفقات قديمة»، في اشارة الى السلاح الروسي.

 

الأكثر مشاركة