الأمم المتحدة مستعدة لتسهيل حـــوار بين النظام السوري والمعارضة
اعلنت الأمم المتحدة، أمس، عن استعدادها لتسهيل قيام حوار بين النظام والمعارضة في سورية، وفيما قتل عشرات الجنود السوريين والمعارضين المسلحين، أمس، في معارك عنيفة في مدينة الرقة قرب الحدود التركية، اكدت إيران ان الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى «الرئيس الشرعي لسورية حتى الانتخابات المقبلة المقررة عام 2014»، وذلك على لسان وزير خارجيتها علي اكبر صالحي، في مؤتمر صحافي مشترك في طهران مع نظيره السوري الزائر وليد المعلم، الذي ندد بإعلان واشنطن تقديم 60 مليون دولار من المساعدات الى المعارضة، ودعا الى ممارسة الضغط على تركيا وقطر، اللتين يتهمهما النظام السوري بدعم المعارضين. وأعلن الجيش السوري سيطرته على قرية تل شغيب الاستراتيجية على الطريق الدولي الواصل بين محافظتي حماة وحلب.
وتفصيلاً، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والموفد الدولي الى سورية الأخضر الإبراهيمي في بيان مشترك اثر لقائهما في سويسرا، امس، ان الامم المتحدة مستعدة لتسهيل قيام حوار بين النظام والمعارضة في سورية.
وجاء في البيان ان الامم المتحدة ترحب بشدة، وستكون مستعدة لتسهيل قيام حوار، بين وفد قوي وتمثيلي للمعارضة ووفد ذي مصداقية مكلف من الحكومة السورية.
من جهتة، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان، ان مواجهات عنيفة تدور بين كتائب مقاتلة عدة والقوات النظامية في ضواحي الرقة شمال شرق دمشق، ويسمع دوي انفجارات في المدينة التي تقع قرب الحدود مع تركيا، بينما ترتفع اعمدة الدخان. وأضاف ان الجيش يقصف العديد من الأحياء في المدينة اضافة الى ضواحيها والمعارك اسفرت عن مقتل عشرات الجنود والمقاتلين المعارضين، من دون ان يتمكن حتى الآن من تحديد حصيلة. وأفاد المرصد وناشطون في المكان ان مروحيات الجيش النظامي تدخلت لقصف مواقع المعارضين.
الى ذلك، افاد المرصد بأن دبابات قصفت مواقع للمعارضين في محافظة حماة (وسط)، فيما تدور مواجهات على الطريق التي تربط بين قريتي كفرنبودة وقلعة المضيق في شمال غرب حماة.
وفي ريف دمشق، اندلعت مواجهات في داريا التي تشكل معقلاً للمقاتلين المعارضين، ويحاول الجيش استعادة السيطرة عليها منذ اشهر. وقصف الجيش ايضاً معضمية الشام المجاورة ودوما ويبرود، بحسب المرصد.
من جهته، أيد وزير الخارجية الإيراني الدعوة الى الحوار مع المعارضة المسلحة التي وجهها النظام السوري، مكرراً ان نظام الاسد «لا خيار آخر» لديه حتى الآن سوى مواصلة التصدي للمقاتلين المعارضين.
وكرر صالحي الموقف الرسمي لإيران القائل ان الاسد سيبقى الرئيس الشرعي (لسورية) حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2014. وأضاف صالحي بعد لقائه المعلم الذي وصل، صباح امس، الى طهران، بعد ستة ايام من زيارته موسكو، ان «لا حل عسكرياً للأزمة السورية، والحل الوحيد هو الحوار بين السلطة والمعارضة». واعتبر انه في هذا السياق، فإن الدعوة الى الحوار مع المعارضة المسلحة التي وجهها المعلم للمرة الاولى خلال زيارته موسكو تشكل خطوة ايجابية.
في المقابل، رأى الوزير الإيراني ان «لا احد يمكنه ان يطلب من السلطة السورية التخلي عن السلاح»، لان «لا خيار آخر لديها سوى التصدي للمرتزقة لإعادة الهدوء».
من جهته، ندد المعلم بإعلان واشنطن، الخميس الماضي، تقديم 60 مليون دولار من المساعدات الى المعارضة السورية، اضافة الى مساعدة غير قاتلة للمقاتلين المعارضين، وقال «لا نفهم هذه المبادرة فيما هذه المعارضة تقتل الناس». وتابع أن هذه ليست سوى سياسة للكيل بمكيالين، إذ ان من يسعى لحل سياسي لا يعاقب الشعب السوري. ودعا الى ممارسة «الضغط على تركيا وقطر»، اللتين يتهمهما النظام السوري بدعم المعارضين. واعتبر المعلم ان باستطاعة الولايات المتحدة الأميركية وقف سفك الدم السوري اذا أرادت. وقال «إن قطار الحوار مع المعارضة وضع على السكة.. لكن كلما تقدم قطار الحوار نحو محطة جديدة يتصاعد العنف». وأضاف أن سورية «تواجه أزمة يشارك فيها معظم الكون، لكننا صامدون بفعل صمود شعبنا».
وكرر المعلم موقف سورية بأن الحل للأزمة السورية هو حل سياسي، لكنه قال انه من اجل انجاح الحوار السياسي مع المعارضة «لابد من وقف العنف.. وان يبدأ بتجفيف مصادره، لأننا نواجه مجموعات ارهابية مسلحة ترتبط بتنظيم القاعدة».
وقال ان الجهود المشتركة لوقف العنف تبدأ بالضغط على تركيا وقطر وآخرين من الذين يدعمون الارهاب ويمولون ويسلحون هذه المجموعات الإرهابية التي تسفك الدم السوري. وتساءل كيف أن اميركا التي تفرض هي والاتحاد الأوروبي وبعض العرب «حصاراً اقتصادياً على الشعب السوري، ثم تخصص 60 مليون دولار لمساعدة مجموعات معارضة بحجة مساعدات غير قاتلة.. هم يقتلون الشعب السوري». ورداً على سؤال عن إعلان الولايات المتحدة نيتها تقديم مساعدات غير قاتلة لمقاتلي المعارضة، قال المعلم إن أكثر وصف مهذب لهذا الأمر هو ازدواجية المعايير، معتبراً أن من يدعو إلى الحل السياسي لا يعاقب الشعب السوري ويموّل حفنة من هذا الشعب. وتساءل «على من يضحكون حين يتحدثون عن سلاح غير قاتل، فهل هناك سلاح غير قاتل؟»، مضيفاً «نعرف أن للولايات المتحدة دوراً مهماً وهي قادرة على وقف سفك الدم السوري إذا أرادت». وقال المعلم «نحن نخاطب كل من يدّعي أنه يريد حلاً سياسياً، إذا كان مخلصاً يجب أن يضغط على هؤلاء لوقف العنف». وأكد المعلم أن «الحكومة السورية لا تسمح لأحد بالمس بالسيادة الوطنية لسورية، ولا نقبل بالإملاءات ونتمسك باستقلال قرارنا السياسي ونرفض العنف والتدخل الخارجي في شؤوننا ونؤمن بأن شعبنا هو صاحب القرار في تقرير مستقبله وقيادته عبر صناديق الاقتراع».
وشدد على رفض الحكومة السورية أن تكون قطعة شطرنج في يد المجتمع الدولي، مؤكداً أن الشعب السوري قادر على حل أزمته بنفسه. وعن الموقف الروسي، قال المعلم إن هذا الموقف ثابت لأنه يستند إلى القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
من جهته أعلن الجيش السوري سيطرته على الطريق الدولي الواصل بين محافظتي حماة (وسط) وحلب شمال البلاد. وذكر بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أنه تمت إعادة الأمن والاستقرار إلى القرى الموجودة على الطريق الدولية. وقال المرصد إن قوات بشار الاسد سيطرت على قرية تل شغيب الاستراتيجية وأعادت فتح خط امداد الى أكبر مدن سورية، حيث تقاتل قوات المعارضة منذ ثمانية اشهر.