صورة وظلال
تشافيز..رجل اشتراكية القرن الـ 21
توفي الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، أول من أمس، في كراكاس، على إثر إصابته بمرض السرطان، حسب ما أعلن نائب الرئيس، نيكولاس مادورو، للتلفزيون الفنزويلي العام. والرئيس الفنزويلي عاد بشكل مفاجئ الى كراكاس في 18 فبراير، وأدخل الى المستشفى العسكري في العاصمة بعدما كان يعالج في المستشفى في هافانا بكوبا منذ أكثر من شهرين ، حيث خضع لعملية جراحية رابعة في ديسمبر إثر تشخيص إصابته بالسرطان في يونيو 2011 في منطقة الحوض. وكان تشافيز الذي اعلن بنفسه في 10 ديسمبر أن السرطان عاوده وأنه سيخضع لعملية جراحية في هافانا، يطمح الى انجاز مشروعه «اشتراكية القرن الـ21» على رأس بلاده التي تملك اكبر احتياطي نفطي في العالم. وقد فاز هذا المظلي السابق البالغ من العمر 58 عاماً من العمر، في كل الانتخابات التي شارك فيها على الرغم من اتهام معارضيه له بـ«التسلط». لكن أضعفته العلاجات الطبية التي خضع لها اثر اصابته بالمرض وكان تشافيز فاز للمرة الثالثة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في اكتوبر الماضي بنسبة 54.42٪ من الأصوات، إلا أنه لم يتمكن من العودة إلى كراكاس ليقسم اليمين ويتولى مهامه رسمياً. وقد تم إرجاء حفل التنصيب إلى أجل غير مسمى بينما يتولى نائب الرئيس، نيكولاس مادورو، إدارة البلاد في غيابه. وقد اكد تشافير الذي عرف في الماضي خطيباً لا يكلّ، انه «تعافى تماماً» من مرضه أثناء الحملة الانتخابية، لكنه بدا ضعيفاً في الأشهر الأخيرة، وقد فقد شعره وزاد وزنه كثيراً بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين في 2011 و2012 في كوبا، على اثر تشخيص ورم سرطاني في منطقة الحوض.
ولد تشافيز في 1954 لأبوين معلمين بولاية باريناس (جنوب غرب)، وهو أب لأربعة أبناء، ويدين بالكاثوليكية. وقد طلق مرتين. وقد بدأ منذ 1982 في اعداد مشروعه الاشتراكي المستوحى من سيمون بوليفار، الشخصية الرمز في الكفاح من اجل استقلال البلاد عن الإسبان. وفي 1992 نفذ اللفتنانت كولونيل في سلاح المظليين هوغو تشافيز انقلاباً فاشلاً على الرئيس كارلوس اندريس بيريز الذي ألقى به في السجن سنتين، الأمر الذي جعله يحظى بشعبية كبيرة. وبعد ست سنوات قاد تحالف أحزاب يسارية إلى الفوز بالانتخابات الرئاسية بـ56٪ من الأصوات. وبنى هوغو تشافيز الذي يقود أكبر دولة مصدرة للنفط في اميركا الجنوبية، شعبيته على برامج اجتماعية عدة في مجالي الصحة والتربية، حتى أصبح الناس الأكثر فقراً يشعرون تجاهه بامتنان لا حدود له، ويكررون انه اعاد لهم «كرامتهم» على الرغم من تضخم كبير. في المقابل يأخذ عليه منتقدوه انه يفرض حضوراً طاغياً، ويسخّر موارد الدولة في خدمة قضية واحدة هي البقاء في الحكم. وتشافيز الذي كان متقد الحيوية والنشاط قبل مرضه، لا يرحم خصومه، ويتمتع بكريزما قوية، ويمكنه أن يمزج في خطاب واحد أغنيات شاعرية وشتائم وثقافة واسعة، طور أسلوباً في الحكم غير تقليدي يستند فيه إلى حدسه وما تعلمه من تدريبه العسكري. وبعد محاولة الانقلاب التي تعرض اليها في 2002، قرر الرئيس أن العالم ينقسم الى فئتين: أصدقاء وخصوم، واصفاً معارضيه بأنهم «خونة» و«بلا وطن»، لكن خارج حدود بلاده ينظر اليه على أنه نموذج ومموّل لزعماء يساريين عديدين في أميركا اللاتينية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news