الخطيب يعلن الاستعداد لتسليم الجنود الدوليين المخطوفين إلى «الصليب الأحمر»

«المعارضة» تسيطر على منطقة خان الشـــيخ في حلب

سيارة مدرعة للأمم المتحدة قرب قاعدة للقوات الدولية بالقرب من الحدود بين إسرائيل وسورية. رويترز

سيطر مقاتلو المعارضة السورية، أمس، على منطقة خان الشيخ في حلب القديمة، إثر اشتباكات مع القوات النظامية، فيما قصف الطيران الحربي مناطق عدة في مدينة حمص وريفها، في حين انسحبت قافلة سيارات تابعة للامم المتحدة، أمس، بعد دخولها بلدة جملة السورية لتسلم ‬21 مراقبا من الفلبين يحتجزهم «لواء شهداء اليرموك» التابع للجيش الحر، بعد تعرض قرية مجاورة لها للقصف من قبل القوات النظامية، بينما أكد رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، أحمد معاذ الخطيب، أمس، أنه تم نقل العناصر المختطفين إلى مكان آمن بانتظار تسليمهم إلى منظمة الصليب الأحمر.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات عنيفة دارت بين «مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في احياء حلب القديمة، سيطر على إثرها مقاتلو الكتائب على نقاط تمركز جديدة قرب الجامع الاموي». وأضاف أن «المقاتلين سيطروا على منطقة خان الشيخ في حلب القديمة إثر اشتباكات مع القوات النظامية». وتحدث المرصد عن سقوط قذائف عدة على حيي بستان القصر والمرجة.

كما تعرضت مدن وبلدات الاتارب والباب وعندان بريف المدينة للقصف من قبل القوات النظامية من بعد منتصف الليلة قبل الماضية، بحسب المرصد.

وفي حمص، واصلت قوات النظام السوري، أمس، قصف الأحياء القديمة في المدينة بسلاح الجو.

وقال المرصد إن مناطق في أحياء الخالدية وحمص القديمة «تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات النظامية، استخدم خلاله الطيران الحربي، رافقها اصوات انفجارات وتصاعد لاعمدة الدخان في سماء المناطق». وأشار المرصد كذلك إلى اشتباكات عنيفة بين مقاتلي المعارضة وعناصر من القوات النظامية «عند اطراف هذه الاحياء في محاولة من القوات النظامية لفرض سيطرتها على المنطقة منذ أيام».

كما قصف الطيران الحربي بلدة الدار الكبيرة في ريف المدينة، ما اسفر بحسب المرصد عن «تهدم عدد من المنازل وأضرار مادية».

وفي ريف درعا (جنوب)، وبالقرب من مكان احتجاز المراقبين الدوليين دارت اشتباكات عنيفة بين معارضين مسلحين والقوات النظامية، إثر هجوم نفذه مقاتلون على سرية القوات النظامية في قرية عابدين الواقعة جنوب قرية جملة، بحسب المرصد الذي أفاد بتحليق طائرات مروحية في سماء قرية عابدين، مشيراً الى معلومات تفيد بقصف على المنطقة، إذ سيطر أول من أمس المقاتلون «على سريتين للقوات النظامية في قرية معرية ومحيطها المحاذية للجولان والاردن». وأوضح المرصد أن القصف تجدد من قبل القوات النظامية على بلدة صيدا بريف درعا جنوب سورية، بينما تعرضت بلدات الغارية الشرقية والكتيبة وخربة غزالة للقصف. وفي دمشق، أفاد التلفزيون السوري الرسمي، بمقتل مدير مكتب محافظ دمشق أسعد مهنا في انفجار عبوة ناسفة زرعها «إرهابيون» في سيارته. وذكرت قناة الاخبارية السورية في شريط اخباري عاجل «إرهابيون يفجرون عبوة ناسفة في سيارة مدير مكتب محافظ دمشق أسعد مهنا، ما أسفر عن استشهاده» في منطقة مشروع دمر السكنية الواقعة شمال غرب دمشق.

وقال المرصد إن مناطق في مدينة داريا بريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، بينما هز انفجار شديد، أمس، محيط مبنى ادرة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا.

إلى ذلك، أعلن المرصد ان قافلة سيارات الامم المتحدة التي دخلت، أمس، بلدة جملة السورية لتسلم ‬21 مراقبا من الفلبين يحتجزهم «لواء شهداء اليرموك» التابع للجيش الحر، أجبروا على الانسحاب من هذه البلدة بعد تعرض قرية مجاورة لها للقصف من قبل القوات النظامية.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن نقلا عن متحدث باسم المجموعة الخاطفة «عندما دخلت سيارات الامم المتحدة بلدة جملة قصف الجيش السوري قرية مجاورة فانسحبت عندها سيارات الامم المتحدة من هذه البلدة». وكان مدير عمليات حفظ الامن في الامم المتحدة هيرفيه لادسو أعلن من نيويورك أن بلدة جملة «تتعرض لقصف عنيف من قبل القوات المسلحة السورية»، من دون ان يوضح ما إذا كان يقصد البلدة بعينها أو محيطها.

واعرب لادسو عن الامل بان يلتزم الجيش السوري بـ«وقف لاطلاق النار بضع ساعات»، لافساح المجال امام اطلاق سراح المراقبين الدوليين التابعين لقوة مراقبة فض الاشتباك في الجولان. وطالب «لواء شهداء اليرموك» الذي يحتجز المراقبين في البداية بانسحاب الجيش السوري من منطقة جملة على الجانب السوري من خط وقف اطلاق النار، قبل ان يطالب بتوقف الجيش السوري عن القصف لاتاحة إطلاق سراح المراقبين. وأعلنت الامم المتحدة، أول من أمس، انها تفاوض لإطلاق سراح المراقبين.

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي، إن قوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان «اتصلت بهم هاتفياً، وأكدت انهم لم يتعرضوا لسوء معاملة»، مؤكداً أن «الامم المتحدة تبذل جهوداً للتوصل الى الافراج عنهم».

من جهته، أعلنأحمد معاذ الخطيب، أمس، أنه تم نقل العناصر المختطفين إلى مكان آمن بانتظار تسليمهم إلى منظمة الصليب الأحمر.

وأشار في تصريح لشبكة «سي إن إن» الأميركية إلى أن «موكب الأمم المتحدة كان معرضاً للخطر، الأمر الذي استدعى نقلهم إلى مكان آمن»، مبيناً بأن تلك المنطقة تعرضت للقصف خلال الأيام السبعة الماضية، على يد القوات النظامية، عندما تم احتجازهم من قبل المعارضة.

وأكد الخطيب أن «الثوار مستعدون لإخلاء سبيلهم، شريطة أن يتم تسلمهم من قبل الصليب الأحمر». وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي، إن قوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان «اتصلت بهم هاتفياً، وأكدت انهم لم يتعرضوا لسوء معاملة»، مؤكداً أن «الامم المتحدة تبذل جهوداً للتوصل الى الافراج عنهم». وفي ظل غياب أي رد فعل رسمي سوري، رأت صحيفة تشرين الحكومية السورية ان خاطفي عناصر من قوات فض الاشتباك الدولية «قاموا بعملهم المدان والجبان»، بإيعاز من قطر وإسرائيل، لدفع الأزمة التي تمر بها البلاد منذ عامين نحو التدويل مع اقتراب الحل السياسي.

في سياق متصل، أعلن الجيش الاسرائيلي، أمس، أن ثمانية من أفراد قوة فك الارتباط في الجولان غادروا موقعا معزولا قرب خط وقف اطلاق النار لاعادة انتشارهم شمالا عن طريق الاراضي التي تسيطر عليها اسرائيل. وقال مسؤول في الامم المتحدة، طالباً عدم كشف هويته، إن على الأمم المتحدة «تكييف» وجودها في الجولان لاسباب امنية، وخفض دوريات مراقبيها بعد خطف ‬21 منهم من قبل معارضين سوريين.

تويتر