الخرطوم وجوبا تتفقان على استئناف صادرات نفط الجنوب

مفاوض جوبا باقان أموم وإلى يساره وزير نفط جنوب السودان بعد الاتفاق. رويترز

اتفق السودان وجنوب السودان أمس، على استئناف تصدير النفط الجنوبي عبر خطوط أنابيب تعبر أراضي السودان في غضون أسبوعين، بعد أكثر من من عام من قيام جوبا بوقف إنتاج النفط بالكامل.

ووقع كبير المفاوضين السودانيين ادريس محمد عبدالقادر اتفاقاً مع نظيره من جنوب السودان باقان أموم، يحدد جدولاً زمنياً لاستئناف تدفق النفط، وذلك بعد أربعة ايام من محادثات رعاها الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا.

وأبلغ رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي الذي يتوسط بين الجانبين الصحافيين، أن الأوامر ستصدر إلى الشركات في غضون أسبوعين - اعتبارا من العاشر من مارس - لاستئناف ضخ النفط. وتصافح كبيرا مفاوضي الطرفين ومبيكي مبتسمين بعد توقيع الاتفاق.

وجاء في نسخة من الجدول الزمني «يتم استئناف الإنتاج في اقرب وقت ممكن وفقاً للاعتبارات الفنية». واتفق خصما الحرب الأهلية السابقان أثناء المحادثات في أديس أبابا يوم الجمعة على إصدار أوامر في غضون أسبوع الى قواتهما للانسحاب من منطقة حدودية منزوعة السلاح لتخفيف التوترات وفتح الطريق امام استئناف صادرات النفط.

وقال متحدث باسم القوات المسلحة في جوبا اول من أمس، إن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت أصدر تلك الاوامر بالفعل.

ويستهدف الجدول الزمني الانتهاء من إعادة نشر القوات في المنطقة الحدودية بحلول الخامس من ابريل، وأن يشكل البلدان لجنة مشتركة بحلول الـ‬17 من الشهر الجاري لترسيم الحدود.

ولم يحدد الاتفاق تاريخاً لتقرير الوضع النهائي لمنطقة أبيي المتنازع عليها، وهي محور التوتر المستمر بين الجانبين لكنه نص على تشكيل إدارة ومجلس للمنطقة بحلول ‬17 مارس الجاري أيضاً.

ومن المقرر أن يجتمع وزيرا داخلية البلدين في التاريخ نفسه، لبحث سبل فتح المعابر الحدودية وتسهيل حركة المواطنين بين البلدين، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السودانية.

واتهم جنوب السودان الخرطوم بمنع التجارة عبر الحدود التي تمتد لمسافة ‬2000 كيلومتر قبل الانفصال. ونص الجدول الزمني على البدء على الفور في تيسير حركة الناس والسلع والخدمات عبر الحدود.

وبعد أن وصلا إلى شفا حرب شاملة في ابريل أثناء أسوأ اشتباكات حدودية منذ انفصالهما وافق البلدان في سبتمبر على انشاء المنطقة العازلة لكنهما لم ينفذاها.

وستبدأ القوات من الطرفين المتمركزة احياناً على بعد مئات امتار من بعضها الانسحاب من منطقة تماس حدودية في غضون اسبوع.

كما سيعاد فتح ‬10 نقاط حدودية في غضون اسبوع، بعد ان أدى اغلاقها الى خنق التجارة المحلية.

ومع اعلان السودان وجنوب السودان عن تحركاتهما لنزع السلاح من المنطقة الحدودية اكدت قوات الخرطوم اول من امس، انها اشتبكت مع متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال في ولاية النيل الازرق. وتتهم الخرطوم جوبا بدعم المتمردين، ما شكل عقبة كبرى امام تطبيق الاتفاقات. كما يتهم الجنوب بدوره الشمال بدعم متمردين على اراضيه.

وتسبب العنف في ولاية النيل الازرق وجنوب كردفان -وهي ولاية حدودية اخرى- في توتر العلاقات بين السودان وجنوب السودان. وقتل نحو مليوني شخص في ثلاثة عقود من الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان، التي انتهت باتفاق سلام في ‬2005 مهد الطريق لانفصال الجنوب.

تويتر