تظاهرات حاشدة في الذكرى الثانية للثورة.. والأوروبيون يسعون إلى «موقف مشترك» حول تزويد الثوار بالأسلحة

دمشق تهدّد بضرب المعارضة السورية داخل لبنان

تظاهرة في حي بستان القصر وسط حلب بمناسبة الذكرى الثانية لانطلاق الثورة ضد الأسد. إي.بي.إيه

هددت دمشق بقصف تجمعات مقاتلي المعارضة السورية المختبئين في لبنان ما لم يتحرك الجيش اللبناني ضدهم، مؤكدة أن «لصبرها حدود»، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي أنه سيحاول التوصل الأسبوع المقبل الى «موقف مشترك» حول قضية تزويد المعارضة السورية بالأسلحة. وفي حين خرجت تظاهرت حاشدة مع دخول الثورة السورية عامها الثالث، تؤكد المضي بها حتى النصر بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، مهما كانت الصعوبات، سيطر مقاتلو المعارضة على مستودعات الذخيرة في خان طومان بريف حلب، وحواجز استراتيجية للقوات النظامية.

وأعلنت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا)، أمس، أن سورية حذرت في رسالة بعثت بها وزارة الخارجية السورية الى نظيرتها اللبنانية من انها قد تضرب مقاتلي المعارضة المختبئين في لبنان اذا لم يتحرك الجيش اللبناني ضدهم.

وقالت الخارجية السورية، في وقت متأخر أول من أمس، إن «مجموعات ارهابية مسلحة قامت خلال الـ ‬36 ساعة الماضية وبأعداد كبيرة بالتسلل من الاراضي اللبنانية الى الاراضي السورية»، مشيرة الى أن القوات السورية قامت «بالاشتباك معها على الاراضي السورية ومازالت الاشتباكات جارية»، بحسب ما جاء في الرسالة .

وشددت الوزارة على ان «القوات العربية السورية المسلحة لاتزال تقوم بضبط النفس بعدم رمي تجمعات العصابات المسلحة داخل الاراضي اللبنانية لمنعها من العبور الى الداخل السوري، لكن ذلك لن يستمر الى ما لا نهاية».

وأشارت إلى أن «سورية تتوقع من الجانب اللبناني ألا يسمح لهؤلاء باستخدام الحدود ممراً لهم لأنهم يستهدفون امن الشعب السوري وينتهكون السيادة السورية، ويستغلون حسن العلاقات الاخوية بين البلدين».

وأوضحت الوزارة ان «تدفق المسلحين والأسلحة بدأ بشكل لافت منذ صباح يوم ‬12 مارس ‬2013 من الاراضي اللبناية الى الاراضي السورية في منطقة القصير وجوسية وحتى تاريخه، وكذلك الدعم اللوجستي الواضح من الأراضي اللبنانية».

وشهدت المناطق السورية الحدودية مع لبنان والواقعة في ريف مدينة القصير في محافظة حمص (وسط)، اشتباكات عنيفة في الايام الماضية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ومساء أول من أمس، افاد المرصد في بريد الكتروني بـ«اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في محيط بلدة جوسية في ريف مدينة القصير، حيث تسمع اصوات الاشتباكات في القرى الحدودية».

وفي نيويورك، أعرب مجلس الأمن الدولي عن «بالغ قلقه» ازاء تبادل اطلاق النار على الحدود بين لبنان وسورية.

وأكد أهمية اعتماد لبنان سياسة «النأي بالنفس» حيال الأزمة السورية. ورحب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ببيان مجلس الأمن الدولي حول لبنان ووصفه بـ «البناء». وقال ميقاتي، أمس، للصحافيين إن «البيان مرحب به، وهو بيان بناء، ونحن متفقون معه ونأخذ كل هذا الشيء في الاعتبار». من جهته، حذر رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة انتونيو غوتيريس، أمس، في بيروت من «خطر حقيقي لانفجار» في المنطقة نتيجة استمرار النزاع السوري.

ودعا في مؤتمر صحافي، المجتمع الدولي على تكثيف جهوده من اجل المساعدة على حل النزاع ولتقديم مساعدات الى المتضررين منه. ودعا « إلى حل النزاع وايجاد تسوية سياسية له».

من ناحية أخرى، أعلن رئيس االمجلس الاوروبي هيرمان فان رومبوي، أمس، أن الاتحاد الاوروبي سيحاول التوصل الاسبوع المقبل الى «موقف مشترك» حول قضية تزويد المعارضة السورية بالاسلحة.

وقال إن «بعض الدول الاعضاء اثارت مسألة رفع الحظر. اتفقنا على ان نطلب من وزراء الخارجية دراسة الوضع بسرعة خلال اجتماعهم غير الرسمي المقرر الاسبوع المقبل في دبلن واتخاذ موقف مشترك». وجاءت تصريحات فان رومبوي في ختام قمة رؤساء دول وحكومات بلدان الاتحاد الاوروبي في بروكسل.

وتدافع فرنسا وبريطانيا عن فكرة رفع الحظر على الأسلحة المرسلة الى المعارضة السورية.

ويفترض ان يتخذ قرار رفع الحظر باجماع الدول الـ‬27. لكن يكفي في غياب تفاهم الا يتم تجديد نظام العقوبات، ما سيسمح لكل دولة باتباع سياستها الخاصة. وقال المستشار النمساوي فيرنر فايمان، إنه «يعارض رفع الحظر» لأن تسليم اسلحة «لن يسهم في وضع حد للنزاع».

وحذر في الوقت نفسه «الذين في الجانب الآخر» ممن يدعمون نظام بشار الاسد من «تسليمه المزيد من الاسلحة».

اما المستشارة الالمانية انغيلا ميركل فدعت الى التزام الحذر. وقالت «علينا ان نتنبه من امكانية تسلم النظام مزيداً من الاسلحة من الدول» التي تدعمه.

بدوره أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن امله ان يتخذ الأوروبيون «في الاسابيع المقبلة» قراراً حول رفع الحظر على تزويد قوات المعارضة السورية بالاسلحة. وقال هولاند للصحافيين في ختام القمة الاوروبية ان «أسلحة تسلم من قبل دول بينها روسيا الى بشار الاسد ونظامه. علينا استخلاص كل العبر وعلى اوروبا اتخاذ قرارها في الاسابيع المقبلة».

وتحت شعار «عامان من الكفاح.. ونصر ثورتنا قد لاح»، خرج سوريون بالآلاف في مناطق سورية عدة.

وبدت التظاهرات المناهضة للنظام، أمس، مع دخول الانتفاضة السورية عامها الثالث أكثر نشاطاً وكثافة وأملاً «بالنصر» مهما كانت الصعوبات، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو بثها ناشطون على موقع «يوتيوب». وهتف المتظاهرون في مدينة حاس في إدلب (شمال غرب) «يا عرب يا عرب سلحونا يا عرب»، وحملوا لافتة كبيرة كتب عليها «قسما لن ينفذ مداد حبرنا، قسما لن تفتر عزائم صبرنا، قسما لن نرجع لحظائر أسرنا». وفي مدينة الهبيط في إدلب ايضا، حمل المتظاهرون لافتة كتب عليها «جوع، مجازر، قصف، سكود، رعب، اعتقالات، نزوح، عامان: ثورة شباب ولسه العمر بأولو».

وفي مدينة حلب ومدينة الباب القريبة منها، أحيا المتظاهرون السوريون المناسبة على وقع الطبول والموسيقى والاغاني المناهضة للاسد، وسط غابة من «أعلام الثورة». وفي مدينة الحارة في درعا (جنوب)، هتف المتظاهرون «عاشت سورية ليسقط بشار الأسد».

وأكد متظاهرون في اللطامنة في محافظة حماة (وسط) أن «‬15 مارس رمز عزتنا وكرامتنا»، وجددت مدينة الحميدية في حماة قسمها «باقون على العهد حتى اسقاط النظام»، متسائلة في لافتة أخرى «تسليحنا يخالف القانون الدولي، ذبحنا لا يخالف القانون الدولي؟».

وفي دير الزور (شرق)، رفعت لافتة كتب عليها «صار عمر الشعب سنتين».

كتب عدد كبير من الناشطين السوريين على حساب «سكايب» الخاص بهم للتواصل عبر الانترنت أن اليوم هو تاريخ ميلادهم، في إشارة الى أنهم ولدوا من جديد في مثل هذا التاريخ من عام ‬2011 عندما بدأت الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري.

وفي دوما في ريف دمشق، اشار الناشط ابو نديم عبر «سكايب» إلى أن الناس خرجوا الى الشارع وتظاهروا، على الرغم من تعرض المدينة للقصف. وقال «كل يوم هناك عنف وموت، لكننا صبورون، ونؤمن بأن الأسد سيسقط، والتسلط سينتهي».

على الصعيد الميداني، سيطر الثوار السوريون على مستودعات الذخيرة في ريف حلب. وقال مركز حلب الاعلامي انه بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام السوري، تمكنت كتائب الثوار من حركة أحرار الشام وجبهة النصرة ومجلس شورى المجاهدين ولواء الحق من السيطرة على مستودعات الذخيرة في خان طومان بريف حلب، وكذلك من السيطرة على كل من حاجز «الشرفة» المؤدي إلى أكاديمية الأسد وحاجز «البرج» المؤدي إلى مدرسة المدفعية. وعقب استيلاء الثوار على مستودعات الذخيرة، قام الطيران الحربي بقصفها، ما أدى الى تدمير اربعة مستودعات من أصل ‬62 مستودعاً. كما تعرضت محافظات سورية لقصف صاروخي وجوي من جانب النظام، اضافة الى اشتباكات بين القوات النظامية والثوار اسفرت عن مقتل احد الثوار وسبعة اشخاص، بينهم سيدتان وطفل، وجرح عدد من المدنيين.

تويتر