أنصار الصدر يحتشدون ضدّ الطائفية.. وحلبجة تدعو إلى «التسامح»
تجمع عشرات الآلاف من مؤيدي زعيم التيار الصدري ورجل الدين، مقتدى الصدر، في جنوبي العاصمة العراقية بغداد، أمس، في استعراض للقوة ضد الطائفية والظلم، فيما انتقد زعيم التيار، الحكومة العراقية على ما وصفه «احتماءها» بالشعب بدلاً من حمايته، فيما أحيت مدينة حلبة الكردية الذكرى الـ25 لتعرضها للقصف الكيميائي، بدعوة الى ترسيخ مبدأ التسامح بدل «الكراهية».
وتفصيلاً، تجمع محتجون من مختلف انحاء العراق وحملوا الاعلام العراقية ورددوا عبارات مناهضة للولايات المتحدة في مدينة الكوت على بعد 150 كيلومتراً جنوبي بغداد. ودعا الصدر مخاطباً المتظاهرين عبر شاشة تلفزيونية بمقاومة ومكافحة الطائفية. واضاف ان الطائفية هي الشر الأكبر.
وقال في كلمة مسجلة ألقاها خلال مظاهرة «يوم المظلوم»، في مدينة الكوت مركز محافظة واسط بجنوب شرق بغداد، أمس، إن «الحكومة (العراقية) جعلت من الشعب حماية لها في الوقت الذي كان عليها أن تقوم هي بحماية ابناء شعبها». واضاف أن «هناك العديد من الآفات التي يجب التحدث عنها، منها الظلم الذي يحيط بنا تحت حجة الحرية والقانون، فلقد وصل الطغاة في تلذذهم في ذل الشعوب إلى درجة انهم يتصورون انفسهم منابر للعدل والإحسان، فأصبحوا يصدقون أكاذيبهم التي لا تنطلي إلا على انفسهم وبعض السذج من الناس».
ورأى أن «الكثير من الذين يرشحون للانتخابات يهملون من صوّت لهم بعد الوصول للمناصب».
واتهم الصدر بعض الحكومات من دون ان يسميها «بجعل الشعوب حماة للكراسي بدلاً من حماية شعوبها». وقال «حينما يريدون الاستمرار في الحكم، يسارعون إلى الشعوب ونراهم يصرخون ويزورون ويخرجون أمام شعوبهم، وما أن ينتخبهم الشعب ويصوت لهم حتى يعودوا إلى مناطق خضراء وأخرى حمراء».
من ناحية أخرى، احتشد، أمس، في وسط حلبجة الواقعة شمال شرق بغداد مئات من سكان المدينة والقرى المحيطة بها، وبدأوا يجولون منذ الصباح شوارعها وهم يرفعون اعلاماً كردية، فيما رفع آخرون صوراً لبعض ضحايا القصف. وامام «نصب الشهداء» في المدينة المحاذية للحدود الإيرانية، علقت صور لضحايا القصف الكيميائي الذي وقع 1988 في الفترة الاخيرة من الحرب العراقية الإيرانية.
وأدى القصف الذي شنته طائرات حربية الى مقتل بين 4000 - 7000 شخص معظمهم من النساء والاطفال، في قصف بمختلف انواع الاسلحة الكيميائية مثل غاز الخردل والسارين وخليط آخر يشل الاعصاب بحسب تقديرات كردية مستقلة. ويتهم الاكراد نظام صدام حسين بقصف المدينة التي كانت محتلة من قبل القوات الايرانية، علماً ان النظام السابق كان اتهم ايران بالقصف.
ووضعت في ساحة مقابلة للنصب شاحنة صغيرة قتل فيها عدد من السكان، والى جانبها قطع من صواريخ، يقول المشرفون على النصب انها تعود الى الصواريخ التي كانت تحمل المواد الكيميائية.
ورفعت في ارجاء المدينة لافتات كتب عليها «من الدموع الى الامل»، و«من الكراهية الى التسامح»، وهي دعوة يؤكد عليها المسؤولون الاكراد منذ بدء احياء ذكرى عمليات الانفال الخميس الماضي.
وخصصت قرب النصب زاوية لمجلس النواب العراقي علقت فيها نسخ عن اوراق استخباراتية للنظام السابق، تتضمن تفاصيل عن وضع المدينة وتحركات القوات الايرانية فيها، قبل قصفها.
بدوره، تحدث رئيس حكومة اقليم كردستان، نيجرفان البارزاني، عن الازمة السياسية بين الاقليم وبغداد، مؤكدا ان البلاد تأسست على مبدأ الشراكة والتوافق والفيدرالية «نحن لن نرضى اذا لم تكن هذه المبادئ». لكنه اعرب عن استعداده التام لبدء حوار لحل المشكلات بين بغداد واربيل.
وطالب البارزاني حكومة بغداد بتعويض ضحايا قصف حلبجة، التي اقرت في المحكمة العليا العراقية، بحسب قوله. وكذلك طالب «المجتمع الدولي بأن يصبح الـ16 من مارس يوما عالمياً لمكافحة الاسلحة الكيميائية».
وبعد كلمة بارزاني هتف بعض اهالي حلجبة الذين كانوا في القاعة مطالبين بتقديم مساعدة طبية ومالية لهم، قبل ان يعدهم بارزاني بذلك.