الطيران السوري يقصف الحدود مع لبــــنان
قصفت طائرة حربية سورية، ظهر أمس، منطقة على الحدود اللبنانية من جهة الشرق، في أول غارة من هذا النوع منذ بدء النزاع السوري قبل سنتين. فيما تعرضت احياء في دمشق لقصف من القوات النظامية التي نفذت حملة اعتقالات في صفوف طلاب المدينة الجامعية. في حين سيطر مقاتلو المعارضة على حاجز تل الحماميات على الاطراف الشرقية لبلدة كرناز بريف حماة إثر اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية. في وقت بدأت فيه المعارضة السورية، أمس، اجتماعاً ليومين في مدينة اسطنبول في تركيا لاختيار رئيس حكومة تتولى ادارة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وقال مصدر عسكري لبناني لـ«فرانس برس» إن طائرات حربية سورية قصفت منطقة على الحدود بين لبنان وسورية، «لكن لا يمكنني أن اؤكد حتى الآن ما اذا كان القصف طاول أراضي لبنانية»، واوضح ان أربعة صواريخ سقطت في المنطقة.
وذكر مصدر أمني محلي لـ«فرانس برس» أن الصواريخ سقطت في منطقة جرود عرسال داخل الاراضي اللبنانية.
وقال تلفزيون «المنار» التابع لـ«لحزب الله»، حليف دمشق، ان «الطيران السوري قصف غرفتين يستخدمهما مسلحون في وادي الخيل على الحدود مع لبنان».
ووادي الخيل محلة في عرسال قريبة جدا من الحدود السورية.
وعرسال بلدة ذات غالبية سنية، وسكانها متعاطفون جداً مع المعارضة السورية. وهي تملك حدوداً طويلة مع سورية، غالبا ما يتم عبرها نقل جرحى من الجانب السوري، كما أفادت تقارير امنية مراراً بعمليات تسلل مسلحين عبرها الى سورية أو منها.
وأوضح سهيل فليطي الذي يسكن في مكان قريب من الجرد في اتصال مع «فرانس برس» أن الصواريخ «سقطت في منطقة زراعية، ولم تتسبب بأضرار أو خسائر». وسجلت خلال الاشهر الاخيرة حوادث أمنية عدة على الحدود في عرسال على خلفية النزاع السوري. من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الانسان، إن أحياء في دمشق تعرضت، أمس، إلى قصف من القوات النظامية.
وأضاف في بريد إلكتروني أن منطقة المادنية (جنوب) وحي جوبر (شرق) في مدينة دمشق تعرضت للقصف من القوات النظامية، في حين شهد حي برزة (شمال) «إطلاق نار من قبل قناصة وسقوط جرحى في صفوف المدنيين». وأفاد المرصد عن «تعرض مخيم اليرموك والمنطقة المحيطة به (جنوب) لقصف صاروخي» عند منتصف الليلة قبل الماضية.
من جهتها، أفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بـ«قصف عنيف براجمات الصواريخ يطال مناطق سبينة ومنطقة المادنية وقصف بالهاون على حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين».
وتشهد مناطق عدة من دمشق، لاسيما في جنوبها وشرقها، اشتباكات وقصفاً في شكل مستمر يطاول جيوباً لمقاتلي المعارضة.
من جهة أخرى، افاد المرصد، أمس، بتنفيذ النظام «حملة اعتقالات طالت عددا من الاشخاص في المدينة الجامعية في حي المزة (غرب)».
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال مع «فرانس برس» أن عناصر من المخابرات دخلوا صباح أمس الى المدينة الجامعية على اوتوستراد المزة، حيث يقطن عدد من طلاب جامعة دمشق القادمين من مناطق مختلفة.
وفي محيط دمشق، أفاد المرصد بمقتل خمسة اشخاص وإصابة نحو 10 آخرين بجروح جراء القصف العنيف الذي تعرضت له مناطق في مدينة عربين (شرق). وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة واسعة في محيط العاصمة للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه دمشق. وفي محافظة حماة (وسط)، سيطر مقاتلون معارضون على حاجز تل الحماميات الواقع على الاطراف الشرقية لبلدة كرناز، إثر اشتباكات عنيفة استمرت منذ منتصف الليلة قبل الماضية حتى صباح أمس، بحسب المرصد الذي اشار الى «إعطاب عدد من الآليات العسكرية ومقتل عناصر من القوات النظامية واغتنام أسلحة وذخائر». وأوضح المرصد أن القوات النظامية ردت بقصف مدفعي على بلدتي اللطامنة وكرناز، في حين شن الطيران الحربي غارة على بلدة كفرزيتا. وفي حمص (وسط)، تتعرض الاحياء المحاصرة وسط مدينة حمص، لاسيما الخالدية واحياء حمص القديمة، لقصف من القوات النظامية التي تحاول استعادة السيطرة عليها.
سياسياً، بدأت المعارضة، أمس، اجتماعا ليومين في مدينة اسطنبول في تركيا لاختيار رئيس حكومة تتولى ادارة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وبين أكثر من 10 مرشحين، يعتبر ثلاثة الاوفر حظاً هم وزير الزراعة السابق أسعد مصطفى، والمدير التنفيذي في شركة لتكنولوجيا الاتصالات في الولايات المتحدة غسان هيتو ورئيس المركز السوري للدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن أسامة قاضي.
ويعتبر نجاح الائتلاف الوطني السوري في اختيار رئيس حكومة مؤقتة تستقر بعد تشكيلها داخل الاراضي السورية، خطوة مهمة على صعيد تنظيم المعارضة واكتسابها مزيداً من الشرعية، بعد الاعتراف الواسع الذي حصل عليه الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية من عدد من الدول العربية والغربية.
في الوقت نفسه، يرى البعض أن تشكيل مثل هذه الحكومة من شأنه أن يخفف من فرص بدء حوار مع نظام الرئيس بشار الاسد، كما يدعو بعض الاطراف الدوليين والغربيين، بهدف تشكيل حكومة انتقالية مؤلفة من ممثلين عن المعارضة وآخرين عن النظام السوري.
وكان هذا الاجتماع أرجئ مرتين حتى الآن نتيجة تباينات حول المسألة وحول اسم رئيس الحكومة. ولاتزال الشكوك تحيط باحتمال حسم عملية الانتخاب خلال الاجتماع الذي يستمر حتى اليوم.
وقال عضو الائتلاف سمير نشار، أمس، «لا أحد يمكنه أن يضمن حصول الانتخاب اليوم أو غداً، لكن هناك فرصة كبيرة لانجاز ذلك». على الارض، تبقى آراء الناشطين منقسمة حول مسألة تشكيل الحكومة الموقتة.
وقال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني «هناك أكثر من 10 ملايين سوري في الأراضي المحررة يحتاجون إلى التعليم والخدمات الصحية».
وأضاف أنه «إذا لم يحصل الانتخاب، فهذا يعني الحاجة إلى مزيد من النقاش مع المجالس المحلية (على الارض) ومجموعات الجيش السوري الحر داخل سورية»، في تلميح إلى تحفظات داخل هذه المجموعات على الخطوة المنتظرة. ويجمع المعارضون على أن رئيس الحكومة يفترض أن يكون من التكنوقراط واداريا جيداً وملتزماً «بالثورة» منذ البداية. ومعظم المرشحين غير معروفين كثيراً من الأوساط الشعبية والإعلامية وغالبيتهم من المقيمين في الخارج منذ زمن طويل. ويسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة في شرق وشمال البلاد وعلى عدد من القرى والبلدات في ريف دمشق، كما يوجدون في بعض المناطق في ارياف حمص وحماة (وسط) ودرعا (جنوب).