الدخان يتصاعد فوق أحد أحياء بغداد نتيجة تفجير عشية ذكرى الغزو. أ.ف.ب

‬52 قتيلاً في العراق عشية الذكرى الـ ‬10للغزو

هزّت سلسلة من التفجيرات بسيارات ملغومة وانفجارت أحياء في بغداد، أمس، ما أسفر عن سقوط ‬52 قتيلاً على الأقل، عشية الذكرى الـ‬10 لغزو العراق، فيما قررت الحكومة تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في محافظتي الأنبار ونينوى، بسبب الظروف الأمنية الحالية.

وتفصيلاً، قالت مصادر امنية وطبية لوكالة فرانس برس، ان ‬50 شخصاً على الاقل قتلوا وأصيب نحو ‬180 بجروح، في اكثر من ‬20 هجوماً استهدفت مناطق شيعية في بغداد والاسكندرية (‬60 كلم جنوب بغداد) والتاجي (‬25 كلم شمال بغداد). كما قتل شخص في هجوم في بعقوبة (‬60 كلم شمال شرق بغداد)، وآخر في الرمادي (‬100 غرب بغداد)، في يوم دامٍ جديد في العراق يثير شكوكاً اضافية حول قدرات القوات الامنية.

وقال معاون قائد عمليات بغداد الفريق الركن حسن البيضاني، إن الانفجارات التي هزت مناطق وأحياء ببغداد تهدف إلى إثارة النعرات الطائفية.

وأضاف في تصريح لتلفزيون العراقية الرسمي، أن الانفجارات وقعت بالمناطق هي الحسينية وبغداد الجديدة والصدر والشعلة وكرادة مريم والعطيفية والإعلام. وأضاف أنه تم تفكيك خمس سيارات مفخخة في مناطق مختلفة في بغداد، وتفكيك عدد كبير من العبوات الناسفة التي زرعت في شوارع أخرى.

وقال المحلل السياسي إحسان الشمري، لوكالة فرانس برس، ان «هجمات اليوم، بعد ‬10 سنوات من تغيير النظام، تؤكد ان المؤسسة الامنية لم تستطع حتى هذه اللحظة ان تكبح جماح الجماعات المسلحة».

وهجمات اليوم التي لم تتبناها اي جهة، علماً بأن تنظيم القاعدة في العراق عادة ما يتبنى هجمات مماثلة، هي الاكبر في يوم واحد منذ التاسع من سبتمبر الماضي حين قتل ‬76 شخصاً. وتصاعدت اعمال العنف مع اقتراب الذكرى الـ‬10 للغزو، اذ قتل ‬114 شخصاً في اسبوع في العراق، فيما قتل منذ بداية شهر مارس الجاري ‬194 شخصاً، بحسب حصيلة اعدتها «فرانس برس» استناداً الى مصادر أمنية وطبية. وفيما كانت التفجيرات تهز بغداد والمناطق المحيطة بها، قررت الحكومة العراقية تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في محافظتي الانبار ونينوى، اللتين تسكنهما أغلبية سنية، بسبب الطروف الامنية فيهما. وقال المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء، الموسوي، في تصريح لوكالة فرانس برس، عقب جلسة حكومية «وافق مجلس الوزراء على طلب تأجيل من قبل هيئات واحزاب في محافظتي نينوى والانبار لفترة لا تزيد على ستة اشهر». وفي وقت سابق، اعلن كاطع الزوبعي، وهو عضو في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لـ«فرانس برس» ان مجلس الوزراء قرر تأجيل انتخابات مجالس المحافظات لمدة أقصاها ستة أشهر. لكن الموسوي عاد وأكد ان التأجيل طال فقط محافظتي الانبار ونينوى اللتين تسكنهما أغلبية سنية وتشهدان تظاهرات واعتصامات مناهضة لرئيس الحكومة نوري المالكي. وكان من المقرر ان تجري الانتخابات في كل المحافظات ما عدا محافظات اقليم كردستان الثلاث وكركوك المتنازع عليها في ‬20 ابريل المقبل.

وقبل ‬10 سنوات، في ‬20 مارس ‬2003، بدأت القوات الاميركية غزو العراق لإسقاط نظام صدام حسين ملوحة بنظام ديمقراطي بديل، إلا ان القصة اتخذت منحى دموياً حين فتح حل الجيش العراقي الباب امام تمرد مسلح سنّي ـ شيعي.

وإلى جانب اعمال العنف، بقيت المصالحة السياسية بعيدة المنال في بلاد تعيش تنافساً على السلطة منذ ولادة النظام الجديد فيها. وتتنوع الازمات السياسية في العراق من الخلافات المرتبطة بالمناطق المتنازع عليها بين العرب والاكراد في الشمال، الى كيفية تقسيم عائدات النفط.

وتشهد مدن مختلفة في العراق تقع معظمها في محافظات تسكنها أغلبيات سنية، تظاهرات واعتصامات يومية منذ اكثر من شهرين، احتجاجاً على ما يعتبره هؤلاء اقصاء وتهميشاً لهم من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي، زعيم حزب الدعوة الذي يحكم البلاد منذ ‬2006.

الأكثر مشاركة