شخصيات سورية بارزة تنشق عن «الائتلاف»
أعلنت 12 شخصية بارزة، على الأقل، من الائتلاف الوطني السوري المعارض، أمس، تعليق عضويتها في الائتلاف بعد يوم من انتخاب غسان هيتو رئيساً لحكومة المعارضة، فيما شنت صحف سورية هجوماً لاذعاً على هيتو معتبرة انه «أميركي من أصل سوري» و«عُيّن» بدعم تركيا وقطر. في حين توسعت دائرة استهداف القوات السورية للأراضي اللبنانية، أمس، بسقوط خمسة صواريخ سورية في خراج بلدة القصر اللبنانية الحدودية في وادي البقاع، بينما تعرضت مناطق في جنوب دمشق إلى قصف من القوات النظامية، بالتزامن مع شن الطيران الحربي غارات جوية على مناطق في وسط سورية وشمالها.
وعلقت 12 شخصية بارزة على الأقل من الائتلاف السوري، بينها النائب الثاني لرئيس الائتلاف، سهير الأتاسي، والمتحدث باسم الائتلاف، وليد البني. ويأتي قرار تلك الشخصيات وسط خلاف مرير بشأن انتخاب غسان هيتو رئيساً لحكومة المعارضة.
ومن بين الشخصيات الأخرى التي أعلنت «تجميد» عضويتها في الائتلاف، كمال اللبواني ومروان حاج رفاعي ويحيى الكردي وأحمد العاصي الجربا، فيما توقعت مصادر انشقاق عدد اخر من اعضاء الائتلاف.
وعلى الرغم من أن تلك الشخصيات أوردت أسباباً مختلفة لقرار الانشقاق، إلا أن بعضهم أعرب عن معارضته لانتخاب هيتو والطريقة التي انتخب بها.
وقال اللبواني لـ«فرانس برس» إن «الائتلاف هيئة غير منتخبة، ولذلك فليس لها الحق في اختيار رئيس وزراء على اساس حصوله على تصويت الأغلبية، كان يجب ان يتم ذلك بالتوافق». وجرى انتخاب هيتو في اسطنبول، الثلاثاء الماضي، بأصوات 35 من اعضاء الائتلاف البالغ عددهم نحو 50 عضواً، بعد نحو 14 ساعة من المشاورات. وخرج عدد من اعضاء الائتلاف قبل التصويت على انتخابه.
وأضاف اللبواني «نحن اعضاء الائتلاف لم ننتخب لتمثيل السوريين، ولذلك فإن هيتو لا يمثل سوى الـ35 عضواً الذين صوتوا له، هذه الحكومة هي بمثابة هدية لنظام (الرئيس) بشار الأسد».
من جهته، قال البني إن «القضية الأساسية هي توقيت التصويت والطريقة التي جرى بها. لقد دفع الائتلاف من اجل الحصول على الأغلبية في مجموعة لم يتم انتخابها»، وأضاف «كل واحد منا لديه اسباب مختلفة لتجميد عضويته. وسنصدر بياناً يمثلنا جميعاً في الأيام المقبلة».
وأعلنت الأتاسي قرارها على صفحتها على موقع «فيس بوك»، وقالت «لأنني مواطنة سورية، فإنني أرفض ان أكون رعية ولا زينة، أعلن تجميد عضويتي في الائتلاف الوطني». ويتوقع ان يشكل هيتو، المدير السابق في تكنولوجيا المعلومات، الذي عاش في الولايات المتحدة، حكومة من التكنوقراط ستنتقل الى داخل سورية في محاولة الى فرض النظام، وتقديم الخدمات لمناطق واسعة يسيطر عليها المعارضون المسلحون.
إلى ذلك، شنت صحف سورية هجوماً لاذعاً على هيتو، وقالت صحيفة «الوطن» المقربة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد «بعد خلافات على المناصب استمرت أشهراً، نجحت جماعة الإخوان المسلمين، مدعومة من العثمانيين (تركيا) وآل ثاني (العائلة الحاكمة في قطر) في تعيين الأميركي من أصل سوري، غسان هيتو، لرئاسة حكومة مؤقتة بلا وزراء لإدارة ما يسمى بالمناطق المحررة التي لايزال السوريون يجهلون مكانها».
واشارت الصحيفة الى ان هيتو «شخص تم اسقاطه بالمظلة ولا يعرف شيئاً عن سورية التي غادرها بعمر الـ17 هارباً من اداء واجبه الوطني في الخدمة العسكرية»، لينتقل الى الولايات المتحدة «حيث أقسم فيها على خدمة مصالحها والدفاع عنها، وهو يحمل جنسيتها».
واعتبرت صحيفة «تشرين» الحكومية ان الاجتماع عقد «ليوزعوا (المعارضون) الأدوار من جديد وفق الرؤية القطرية»، متسائلة «كيف لا وهي المكلفة دفع فواتير السفر والإقامة في تلك الفنادق التي تفوح منها رائحة التآمر».
على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بريد إلكتروني، إن حي الحجر الأسود في (جنوب) مدينة دمشق تعرض للقصف من قبل القوات النظامية، مشيراً إلى ان المناطق الجنوبية من العاصمة، لاسيما منها مدخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وحي القدم، شهدت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامة عند منتصف الليلة قبل الماضية، من دون معلومات عن خسائر بشرية.
وتشهد مناطق في العاصمة، لاسيما الأطراف الجنوبية والشرقية، اشتباكات واعمال قصف بشكل مستمر، تستهدف خصوصاً جيوباً لمقاتلي المعارضة في هذه المناطق. وفي محيط العاصمة، أفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في مدينة داريا (جنوب غرب) التي تحاول القوات النظامية منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها. وإلى الجنوب من دمشق، افاد المرصد عن قصف تعرضت له بلدة بيت جن القريبة من هضبة الجولان السورية التي تحتل إسرائيل أجزاء واسعة منها، تزامناً مع اشتباكات عنيفة في محيط البلدة. وفي محافظة الرقة (شمال)، أفاد المرصد عن إغارة الطيران الحربي على مناطق في مدينة الرقة التي باتت منذ السادس من مارس أول مركز محافظة خارج سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد.
وفي محافظة حماة (وسط)، شن الطيران الحربي السوري غارة على بلدة كفرناز، التي يشهد محيطها اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام، بحسب المرصد. وفي محافظة حمص (وسط)، قال المرصد ان حي بابا عمرو في جنوب غرب مدينة حمص، يشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة تزامناً مع قصف تعرض له، أمس، بعد ساعات من تعرض حي الوعر القريب منه لقصف عند منتصف الليل.
ويتعرض حي بابا عمرو، ذو الرمزية العالية، لقصف متزامن مع اشتباكات على اطرافه منذ عودة مقاتلي المعارضة اليه بعد عام من سيطرة القوات النظامية عليه. وأشار المرصد الى تعرض مدينة القصير في ريف حمص لقصف من القوات النظامية صباحاً.
وفي بيروت، ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبناني الرسمية، أن خمسة صواريخ سقطت «في خراج بلدة القصر الحدودية - قضاء الهرمل مصدرها الجانب السوري». وأضافت الوكالة أن هذه الصواريخ سقطت «جراء الاشتباكات الدائرة داخل الأراضي السورية».
وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان، اعتبر أن القصف الجوي السوري لمناطق في لبنان انتهاك مرفوض لسيادة لبنان، وأعلن أنه أعطى توجيهاته لإرسال رسالة احتجاج الى سورية بهذا الشأن.