الأسد: النزاع «معركة إرادة وصمود»
اعتبر الرئيس السوري، بشار الأسد، أن النزاع المستمر في بلاده منذ عامين هو «معركة إرادة وصمود»، وفيما قالت روسيا إن تكرار السيناريو الليبي في سورية سيكون خطأً استراتيجياً كبيراً، قالت الأمم المتحدة انها ستحقق في المعلومات عن استخدام اسلحة كيميائية في سورية.
وفي تصريحات أدلى بها خلال مشاركته في تكريم أهالي تلاميذ قضوا في النزاع، في حفل التكريم الذي أقيم لمناسبة عيد المعلم بالمركز التربوي للفنون التشكيلية، الواقع في حي التجارة، شرق دمشق، قال الأسد إن «سورية اليوم كلها جريحة ولا يوجد فيها احد لم يخسر أحد أقربائه إن كان أخاً أو أباً أو أمّاً، ولكن كل هذا لا يعادل خسارة الابن. ومع ذلك فإن كل الذي يحصل بنا لا يمكن أن يجعلنا ضعفاء، والمعركة هي معركة إرادة وصمود»، وأضاف بحسب التصريحات التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) «بقدر ما نكون أقوياء، بقدر ما نتمكن من حماية الآخرين من ابناء الوطن».
ونقلت «سانا» عن الأسد، خلال الزيارة برفقة قرينته أسماء، قوله للأهالي إنه أراد التواصل معهم «لكي يستمد القوة منهم على الرغم من غصة الألم الناتجة عن فقدانهم أولادهم».
وأفادت الوكالة أن الأسد وزوجته التقيا في المركز نفسه، أهالي المدرسين الذين استشهدوا في قاعات التدريس خلال ادائهم واجبهم التعليمي المقدس.
وقال الرئيس السوري امام هؤلاء ان «استهداف المدرسين من قبل الإرهابيين واستشهادهم يؤكد أن معركة السوريين بالدرجة الأولى هي ضد الجهل، فهم استشهدوا خلال نشرهم العلم والثقافة».
وأكد أن «رسالتنا لأعداء سورية ستكون بمواصلة طريق هؤلاء المدرسين والشهداء وتحقيق هدفهم بأن تكون سورية قوية وصامدة في وجه الجهل».
وأضاف أن «السوريين يستمدون القوة وعدم الرضوخ والاستسلام من أهالي الشهداء»، وأن سورية «صامدة بصمودهم وصمود أبنائها المعروفين بمساندتهم لبعضهم بعضاً في الملمات والوقوف صفاً واحداً لتكون سورية دائماً قوية ومنتصرة».وعرضت الصفحة الرسمية للمكتب الإعلامي في الرئاسة شريط فيديو يظهر وصول الأسد إلى المركز وهو يقود سيارته بنفسه.
وبعد دخوله، يظهر الأسد وهو يصعد السلّم، قبل أن يلتفت الى يمينه ويتوجه بقول «يعطيكم العافية» إلى اشخاص لم يظهروا في الشريط. ودخل الأسد قاعة التكريم على وقع التصفيق، قبل أن يتبادل الأحاديث مع عدد من الحاضرين.
وفي موسكو اعتبر المندوب الروسي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، فلاديمير تشيجوف، أن تكرار السيناريو الليبي في سورية سيكون خطأً استراتيجياً كبيراً، بعد إعلان جنرال أميركي، اول من أمس، عن استعداد حلف شمال الأطلسي (الناتو) اتباع خطوات في سورية كتلك التي نفذها في ليبيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن تشيجوف، قوله في تصريحات صحافية أمس، أنه «إذا كانت تصريحات القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا، الأدميرال جيمس ستافريديس، جزءاً من الضغط السياسي، فهذا لن يكون مفيداً»، في إشارة منه إلى استعداد «الناتو» لتكرار السيناريو الليبي في سورية.
واعلنت الامم المتحدة امس انها ستفتح تحقيقا حول احتمال ان تكون اسلحة كيميائية استخدمت في سورية حيث تتبادل السلطات والمعارضة الاتهامات التي لم تؤكد حتى الآن في هذا الشأن. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، للصحافيين الذين دعوا رسمياً إلى قاعة الأمانة العامة «قررت ان تجري الأمم المتحدة تحقيقاً حول استخدام محتمل لأسلحة كيميائية في سورية». واضاف ان التحقيق الذي سيبدأ «ما ان يصبح ذلك ممكناً عملياً» ويجرى بطلب من دمشق، سيتعلق بحوادث محددة ابلغت بها من قبل الحكومة السورية.
من جهته، أشار المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، عقب مشاورات مغلقة في مجلس الأمن الدولي، ليلة اول من أمس، إلى أن مسألة الأسلحة الكيميائية في سورية تذكّر بما حصل في العراق عندما حاولت الولايات المتحدة تبرير الغزو، عبر فبركة معلومات عن امتلاك الرئيس الراحل، صدام حسين، ترسانة أسلحة مشابهة. وقال تشوركين إن روسيا تدعو إلى إجراء تحقيق دقيق في حادث استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، مضيفاً «نحن نتوقع أن يكون هذا التحقيق محايداً وموضوعياً وسيتم التمعن في هذه المسألة».
ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المناطق المحيطة بمطار كويرس العسكري في مدينة حلب، تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية السورية.
وذكر المرصد أن اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية التي حاولت اقتحام منطقة الليرمون. وقال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة الذين يهاجمون حواجز للقوات النظامية في بلدة سحم الجولان بريف درعا الغربي جنوب سورية. وأضاف أن منطقة تل حلف الواقعة بمحيط مدينة «رأس العين» بمحافظة الحسكة شمال شرق سورية، تعرضت لقصف من قبل القوات النظامية التي استخدمت طائرة حربية، فيما تشير معلومات أولية إلى وقوع خسائر بشرية. وحقق مقاتلو المعارضة، امس، تقدماً في مناطق وبلدات في الجانب السوري من هضبة الجولان، التي تحتل اسرائيل أجزاء واسعة منها. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» «يبدو ان مقاتلي المعارضة يشنون هجوماً متزامناً في مناطق عدة من الجولان، سيطروا خلاله على بلدات وقرى عدة في محافظة القنيطرة».
وفي لندن أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أن عدداً من حساباتها على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي، تعرض لعمليات قرصنة من قبل مجموعة تطلق على نفسها اسم «الجيش الإلكتروني السوري».
من جهة أخرى، أعلنت سهير الأتاسي نائبة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب، عودتها عن تجميد عضويتها، بحسب ما أوردت، فجر أمس، على صفحتها الخاصة على موقع «فيس بوك». وكتبت الأتاسي على صفحتها ان «السبب الأساسي الذي دفعني إلى تجميد عضويتي في الائتلاف ضعف العمل المؤسسي وعدم ارتقاء العمل الجماعي إلى مستوى الثورة السورية، أم الثورات، من خلال العمل المحترف، فأنا أبحث عن إيجاد إرادة صحيحة في تحمّل المسؤوليات الأساسية». وأعربت عن تأييدها لخطوة تشكيل الحكومة المؤقتة «لأنها أصلاً أحد أشكال مأسسة عملنا في خدمة الثورة».