«حقوق الإنسان» يتبنى قراراً يدين انتهاكات النظام السوري وميليشياته
الأسد مصمم على «تطهير» بلاده من التكفيريين
أكد الرئيس السوري بشار الأسد تصميمه على «تطهير» بلاده من «التكفيريين والظلاميين»، بعد مقتل العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، في تفجير استهدف مسجد الإيمان وسط العاصمة السورية دمشق، وأودى بـ50 شخصاً، أول من أمس، فيما تبنى مجلس حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، أمس، قراراً يدين بشدة استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في سورية من قبل النظام السوري والميليشيات التابعة له.
وتوعد الأسد قتلة الشيخ البوطي، في تفجير وسط العاصمة السورية دمشق، «بالقضاء على ظلاميتهم» وتطهير البلاد منهم.
وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا)، بأن الأسد توجه برسالة تعزية بالشيخ البوطي، وقال «أعزي نفسي وأعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة محمد سعيد رمضان البوطي، تلك القامة الكبيرة من قامات سورية والعالم الإسلامي قاطبة».
وأشاد بصفات الراحل فنعته بـ«الرجل الحق»، الذي عبر عن الصوت الحقيقي للإسلام، واستشهد وهو يعلم الناس الخير والدين الحق.
وأضاف «قتلوك ظناً منهم أن يسكتوا صوت الإسلام ونور الإيمان من بلاد الشام.. قتلوك يا شيخنا لأنك رفعت الصوت في وجه فكرهم الظلامي التكفيري الهادف أصلاً إلى تدمير مفاهيم ديننا السمح».
وقال الرئيس السوري «وعداً من الشعب السوري، وأنا منه، ان دماءك أنت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى، لأننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم، متمثلين نهجك الذي نذرت جل حياتك من أجله في كشف زيف الفكر الظلامي والتحذير منه». وشدد على ان نهج البوطي «سيبقى ركناً أساسياً من أركان العمل الديني في سورية». والشيخ البوطي هو رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، من مواليد عام 1929، ومتخصص في العلوم الإسلامية، ومن أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي، التحق عام 1953 بكلية الشريعة في جامعة الأزهر، وحاز شهادة الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية عام 1965، وله عشرات المؤلفات الخاصة بالفقه الإسلامي. والبوطي من أشد منتقدي المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد ومن المدافعين عن النظام.
وكان البوطي أفتى بالوقوف الى جانب القوات النظامية، معتبراً الأمر «واجباً شرعياً».
من جهته، دان رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أحمد معاذ الخطيب، اغتيال البوطي، واصفاً الاعتداء بأنه «جريمة بكل المقاييس». وقال لـ«فرانس برس»، أمس، «نحن نقول ان ديننا وأخلاقنا لا يسمحان ابداً بأن نتعامل مع الاختلاف الفكري بطريقة القتل».
وندد الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس، بالتفجير، قائلاً ان «هذه التفجيرات الإجرامية خصوصاً الموجهة ضد بيوت الله ورواد هذه البيوت مدانة بأشد العبارات». ووصفت وزارة الخارجية السورية مقتل البوطي مع طلابه «بأنه عمل وحشي للمجموعات المتطرفة»، ورأت ان العملية ستلقي «الضوء كاملاً على تآمر الولايات المتحدة والنظام الصهيوني ووكلائهما الإقليميين الذين يساعدون ويسلحون المجموعات الارهابية السورية لإيجاد انقسامات بين الأديان».
وفي عمان، تبرأ التيار السلفي في الأردن من حادثة اغتيال البوطي، محملاً النظام السوري المسؤولية عن ذلك.
وقال القيادي البارز في التيار محمد الشلبي، المكنى بـ«أبي سياف»، إن «جبهة النصرة لأهل الشام كانت تتمنى قتل عالم أمن الدولة السوري محمد البوطي، لكننا ندين الطريقة التي قتل فيها داخل مسجد، والأبرياء الذين سقطوا جراء ذلك».
وأضاف أن النظام في دمشق يتحمل مسؤولية مقتل البوطي، «لأنه أراد الخروج من سورية فقام النظام بتصفيته».
وفي جنيف، دان مجلس حقوق الإنسان، أمس، النظام السوري لطريقة تعامله مع الأزمة في البلاد، وعدم الاعتداد بتقارير الأمم المتحدة بشأن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتبنى المجلس بأغلبية أصوات 41 من أصل 47 دولة مقابل اعتراض دولة واحدة وامتناع خمس دول عن التصويت مشروع القرار الذى قدمته كل من المغرب وقطر والأردن والإمارات والسعودية وتونس ودعمته الأغلبية العظمى من الدول الأعضاء بالمجلس، الذي يدين بشدة استمرار الانتهاكات الجسيمة والواسعة النطاق لحقوق الانسان في سورية، من قبل قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لها، والتي تشمل قصف المناطق السكنية بالصواريخ الباليستية والأسلحة الثقيلة وما تقوم به قوات النظام من مذابح ضد المدنيين وعمليات للاعتقال التعسفي وعمليات القصف العشوائي والقصف الجوي للتجمعات، والتي تؤدي الى قتل جماعي.
وقال المجلس في القرار «إنه يدين بشدة استمرار الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان والحريات الأساسية بواسطة السلطات السورية والميليشيات التابعة للنظام السوري، مثل هؤلاء الذين يشتركون في قصف المناطق المأهولة بالسكان بالصواريخ الباليستية». كما دان القرار بشدة الهجمات التي تتم ضد المنشآت المدنية الطبية والمستشفيات وطواقمها، معرباً عن بالغ القلق تجاه انتهاكات حقوق الطفل التي تشهدها سورية خصوصاً ما يتعلق بإشراك الاطفال فى النزاعات المسلحة من قبل جميع الأطراف.
وعبر قرار المجلس عن الأسف لعدم تعاون الحكومة السورية مع اللجنة الدولية لتقصي الحقائق، مشدداً على ضرورة عدم الإفلات من العقاب ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات البشعة لحقوق الانسان في سورية والتي تصل الى كونها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. إلى ذلك، خرجت تظاهرات حاشدة في مناطق سورية عدة في جمعة «أسلحتكم الكيماوية لن توقف مد الحرية». ولم يبد المتظاهرون أي أسف على مقتل البوطي.
على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن اشتباكات عنيفة دارت بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في حيي جوبر (شرق) والتضامن (جنوب) العاصمة دمشق، تزامناً مع قصف من القوات النظامية.
وفي درعا (جنوب)، قال المرصد إن اشتباكات عنيفة دارت على أطراف بلدة الشيخ مسكين «في محاولة من القوات النظامية لاقتحام البلدة».
والى الشمال، تحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة في محيط مقر «الفرقة 17» في ريف محافظة الرقة.
وفي الأردن، حذرت منظمات إغاثية بريطانية من أن وجود مئات آلاف من اللاجئين السوريين في الأردن يستنزف مصادر المياه الشحيحة في هذا البلد إلى «الحد الأقصى».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news