قلق أوروبي.. ومخاوف من أزمة سياسية وتوترات أمنية
سليمان يقبل استقالة ميقاتي ويكلفه تصريف الأعمال
قدّم رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، أمس، استقالة حكومته الخطية الى الرئيس ميشال سليمان، الذي قبلها وكلفه تصريف الأعمال، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه لتدهور الوضع في لبنان بعد «الاستقالة المفاجئة» للحكومة. في حين عبرت الصحف اللبنانية عن تخوفها من اقحام لبنان في ازمة سياسية طويلة، وتوترات أمنية مرتبطة بالأزمة السورية.
وقال ميقاتي للصحافيين في القصر الجمهوري، انه سلم سليمان كتاب استقالته التي كان أعلنها مساء أول من أمس، من مقر الحكومة بعد جلسة لمجلس الوزراء. وأضاف «المهم ان يبدأ الحوار الوطني، وان تنشأ حكومة إنقاذية في هذه المرحلة الصعبة بالذات».
وقال «عندما أعلنت استقالتي البعض قال ربما هي إيحاءات خارجية، إنما أؤكد انها نابعة من قرار شخصي». وما إذا كان يقبل بتأليف حكومة جديدة، أوضح أن هذا الأمر «سابق لأوانه». وأشار ان الى سبب استقالته يعود الى «مواضيع متراكمة». وقال «كفى ان نسمح بتجاهل القانون».
وكان ميقاتي أعلن أن من بين أسباب استقالته عدم تمديد مجلس الوزراء ولاية قائد قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي في منصبه، حيث من المقرر ان يحال الى التقاعد في نهاية الشهر الجاري. ومن بين الأسباب أيضاً عدم موافقة أكثرية الوزراء على تسمية أعضاء الهيئة المشرفة على الانتخابات المقرر ان تجري في منتصف العام الحالي بسبب موقفهم الرافض لإجراء تلك الانتخابات بموجب القانون الذي اقر عام 1960، والذي يتضمن إنشاء الهيئة المشرفة على الانتخابات.
في سياق متصل، أعرب الاتحاد الاوروبي، أمس، عن قلقه لتدهور الوضع في لبنان بعد الاستقالة المفاجئة لحكومة ميقاتي.
وفي بيان اصدرته على هامش اجتماع وزاري في دبلن، عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، عن «قلقها لتدهور الوضع في لبنان بعد قرار رئيس الوزراء ميقاتي الاستقالة».
وأضافت أن «انعدام التوافق بين القوى السياسية في الحكومة ومجلس النواب أدى الى مأزق، خصوصا حول الانتخابات، فيما المشكلات الامنية مازالت ترخي بظلالها على استقرار البلاد». وأشارت آشتون في بيانها الى الاعباء التي يرتبها على البلاد «وجود مئات آلاف اللاجئين» السوريين. لكن «اللبنانيين مازالوا يبدون تضامناً ويقاومون» هذه الاعباء.
وبدأت مرحلة جديدة من الغموض مع استقالة الحكومة التي كان يسيطر عليها «حزب الله». وعبرت الصحف اللبنانية الصادرة، أمس، عن تخوفها من اقحام لبنان في ازمة سياسية طويلة وتوترات امنية مرتبطة بالازمة السورية، بعد استقالة ميقاتي بسبب خلاف على الانتخابات النيابية المقبلة وتعيينات امنية.
ونقلت صحيفة «النهار» القريبة من المعارضة اللبنانية عن اوساط معارضة توقعها «أزمة طويلة في ما يتعلق بتشكيل حكومة جديدة».
وتوقفت صحيفة «الاخبار» القريبة من «حزب الله» عند تأثير الاستقالة في سياسة «النأي بالنفس» التي أرساها ميقاتي بالنسبة الى الأزمة السورية التي ينقسم حولها اللبنانيون. واعتبرت ان «خطوة استقالة الحكومة تعني اقحام لبنان مباشرة (في هذه الازمة)، ما يعني توقع توترات امنية ليس فقط على الحدود مع سورية، بل ربما داخل الاراضي اللبنانية». ورأت ان «الفوضى السياسية ستطول، والانتخابات في حكم المؤجلة».
وأشارت كل من «الأخبار» و«السفير» القريبة ايضا من «حزب الله»، الى ان ميقاتي ارسل رسالة الى الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله، يقول له فيها انه سيستقيل اذا لم يتم التمديد لريفي، وان نصرالله اجابه «افعل ما يريحك».
وانطلاقاً من ذلك، تساءلت صحيفة «المستقبل» التي تملكها عائلة رئيس الحكومة السابق، وابرز اركان المعارضة سعد الحريري، «لماذا آثر (حزب الله) اسقاط حكومته على التمديد؟» لريفي، مضيفة «هل هناك اجندة امنية عند هذا الحزب يريد تنفيذها؟».
وتتهم المعارضة اللبنانية «حزب الله» بالتورط عسكرياً في النزاع السوري.
ورأت صحيفة «ديلي ستار» الناطقة بالإنجليزية ان الاستقالة «يمكنها ان تحدث صدمة ايجابية مطلوبة للتوصل الى توافق على استحقاق رئيس هو الانتخابات النيابية». إلا انها شددت على انه «من الضروري لكل الاطراف ان يتفقوا على خليفة ميقاتي وتشكيلة الحكومة المقبلة وتشكيلها بسرعة حتى لا تواجه حقل ألغام سياسي في الاشهر المصيرية المقبلة».
وشهدت طرابلس، اكبر مدن شمال لبنان ومسقط رأس ميقاتي، خلال الايام الماضية اشتباكات بين سنّة وعلويين، تسببت منذ الاربعاء، بمقتل ستة اشخاص وجرح العشرات. واعتبرت صحيفة «السفير» ان استقالة ميقاتي «تحرر الكل»، وتفتح الباب امام «تسويات» حول كل المواضيع الخلافية في لبنان، من الانتخابات النيابية الى التعيينات الامنية، الى شكل الحكـومة المقبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news