البابا يدعو إلى حل سياسي للأزمة
مجزرة في تلكلخ.. والنظام السوري يقصــف دمشق
وقعت مجزرة جديدة، أمس، في مدينة تلكلخ الواقعة في ريف حمص بوسط سورية راح ضحيتها 10 اشخاص، اغلبهم من النساء والاطفال، وفيما تبادل النظام ونشطاء المعارضة الاتهامات بتحمل مسؤوليتها، شهدت العاصمة السورية دمشق انفجارات عدة في مناطق متفرقة جراء قصف قوات النظام لها، في وقت سقط فيه سبعة قتلى على الأقل، معظمهم بحمص. كما دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي، وقام الأخير بقصف جوي ومدفعي على أكثر من محافظة سورية.
من جهته، دعا البابا فرنسيس في اول رسالة الى المدينة والعالم في بابويته لمناسبة عيد الفصح الى السلام في سورية وندد بالنزاعات الدموية.
وفي التفاصيل، ذكرت وكالة الانباء الرسمية (سانا) «ارتكب ارهابيون، الليلة قبل الماضية، مجزرة جديدة بحق المواطنين الامنين في مدينة تلكلخ الواقعة في ريف حمص (وسط)».
وأوضح مصدر مسؤول للوكالة «ان مجموعة ارهابية اقتحمت حارة البرج وقتلت 10 مواطنين، معظمهم من الاطفال والنساء، قبل أن تتدخل وحدة من قواتنا المسلحة بناء على طلب الاهالي وتتصدى للارهابيين وتقضي على معظمهم، في حين لاذ الباقون بالفرار».
وقال أهالي المنطقة للوكالة: «ان الارهابيين اقتحموا المنازل بالاسلحة وقاموا بأعمال قتل وسلب ونهب وترويع لاهالي الحارة المنيني بسبب رفضهم جرائم الارهابيين وإيواءهم في منازلهم».
ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن نشطاء في المنطقة انه تم العثور على جثامين 11 مواطناً، بينهم ثماني سيدات وثلاثة رجال اعدموا ميدانياً خلال اقتحام القوات النظامية لحي البرج في مدينة تلكلخ.
ولم يكن بمقدور المرصد تأكيد او نفي الجهة التي ارتكبت المجزرة.
وحمّل مدير المرصد رامي عبدالرحمن الامم المتحدة مسؤولية استمرار المجازر في سورية، بسبب عدم احالة ملف اي مجزرة الى محكمة دولية لمحاكمة مرتكبيها وقتلة الشعب السوري، مشيراً الى ان القاتل يستمر بالقتل عندما لا يجد رادعاً. وأفادت شبكة شام بأن قوات النظام قصفت بالصواريخ منطقة العدوي وسط دمشق، ما أحدث انفجاراً كبيراً وتدميراً لعدد من المباني السكنية، وانتشار حالة من الهلع بين سكان الحي.
وفي ريف دمشق شهدت كل من داريا والمعضمية وعربين قصفاً عنيفاً من قوات النظام.
كما قال ناشطون إن اشتباكات عنيفة دارت، صباح امس، بين الجيش الحر وقوات النظام في درعا وريفها. وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن مسلحي المعارضة استهدفوا حواجز عسكرية تابعة لقوات النظام في حي الكرك بدرعا البلد، استخدموا فيها أسلحة ثقيلة.
وفي الرقة استهدفت عناصر من الجيش الحر مقر الفرقة 17 التابعة لقوات النظام.
وقال ناشطون سوريون إن الجيش الحر استخدم قذائف الهاون في قصفه مقر الفرقة، ما أسفر عن تدمير أجزاء منه واشتعال الحرائق فيه. ويأتي هذا القصف في محاولة للجيش الحر للسيطرة على مقر الفرقة التي تعد أحد معاقل قوات النظام، ومنها يقصف مدينة الرقة. وبالتزامن مع القصف دارت اشتباكات بين الطرفين في محيط المنطقة.
وفي حمص سقط قتيلان وعدد من الجرحى، ودمر عدد من المباني جراء القصف براجمات الصواريخ على مدينة الرستن، كما جرح عدد من الأشخاص، بينهم أطفال ونساء، في بلدة الغنطو جراء قصف قوات النظام بالمدفعية الثقيلة البلدة بريف حمص.
أما في الساحل فقد تعرضت بلدة مصيف سلمى باللاذقية لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات النظام.
وشهدت محافظة إدلب اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي في كفرنبودة وكرناز، كما قصف الجيش النظامي قرى ريف إدلب الجنوبي وقرى ريف حماة الشمالي من الحواجز الموجودة فيه.
في السياق، أعلنت قناة التلفزيون العامة الألمانية «أي آر دي» إصابة صحافي يعمل لديها بجروح خطرة بالرصاص أثناء تصويره تحقيقاً في حلب، وأضافت أن الصحافي نقل إلى تركيا وحالته مستقرة.
من جهته، دعا البابا فرنسيس في اول رسالة الى المدينة والعالم في بابويته لمناسبة عيد الفصح الى السلام في سورية وفي العراق، وانهاء النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، والى التفاهم في شبه الجزيرة الكورية. وقال أمام مئات آلاف المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وجادة ديلا كونشيلياتسيوني، متحدثاً للمرة الاولى بشأن النزاع السوري: «كم من الدماء سفكت، وكم من العذابات ستفرض قبل التمكن من ايجاد حل سياسي للازمة؟».
ودعا الى «السلام لسورية الحبيبة، من أجل شعبها الجريح بسبب النزاع، ومن اجل العديد من اللاجئين الذين ينتظرون المساعدة والتعزية». وصلى ايضاً من اجل السلام في العراق، كما دعا الفلسطينيين والاسرائيليين الى سلوك طريق الوفاق من اجل وضع حد لنزاع مستمر منذ زمن بعيد.
وفي ما يتعلق بافريقيا، دعا البابا لاستعادة مالي وحدتها، وارساء الاستقرار فيها.
على صلة، احتفل الكاثوليك في سورية امس بعيد الفصح وسط اجواء يسودها الحزن، بعضهم في مناطق عمها الخراب بسبب اعمال العنف، كما في الغسانية بشمال البلاد، حسبما افادت مراسلة لوكالة فرانس برس. فقد تحولت هذه القرية المسيحية الواقعة بين محافظة إدلب (شمال غرب) ومحافظة اللاذقية الساحلية (غرب) الى مدينة أشباح يسكنها نحو 15 شخصاً، بعد ان كان تعداد سكانها قبل النزاع الدامي يبلغ نحو 10 آلاف شخص، بينهم ست عائلات مسلمة.
وقال جورجيو (88 عاماً)، وهو من اخر السكان الذين مازالوا في القرية التي دمرها القصف لوكالة «فرانس برس»: «اننا لم نتمكن حتى من الاحتفال بالجمعة العظيمة، لاننا لم نجرؤ على الخروج من منازلنا».
ورغم ذلك ذهب جورجيو الى الكنيسة للاحتفال بعيد الفصح الى جانب اخرين من سكان القرية، وكذلك اربع راهبات وكاهنين. وقال جورجيو الذي فر ابناؤه الستة، بعد ان تدمرت منازلهم اثر القصف: «اننا شعب سلام ولسنا شعب حرب، اننا نريد السلام للعالم اجمع». وعند مدخل الغسانية تحطم تمثال ضخم للقديس جاورجيوس بقذيفة، فيما حمل مزار للسيدة العذراء على سطح احد المنازل آثار القصف. كما ان احدى الكنائس الثلاث الموجودة في القرية، والتي تعود الى الطائفة الانجيلية، تحمل آثار القصف، حيث دمرت احدى القذائف جزءاً من السقف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news