النظام يحذّر مسلحي المعارضة من دخول دمشق ويتوعدهم بـ «الموت المحتم»
القوات السورية توسع غاراتها.. وتقصف بلدة لبنانية
وسّع الطيران الحربي السوري، أمس، غاراته الجوية وقصف مناطق عديدة في شمال وشرق ووسط البلاد، كما طال القصف بلدة عرسال اللبنانية على الحدود مع سورية، فيما توعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد من يحاول الاقتراب من دمشق بـ«الموت المحتم»، مؤكداً أن القوات السورية ستكون «على أهبة الاستعداد» للدفاع عن العاصمة.
وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن الطيران الحربي السوري قصف، أمس، مناطق عديدة في شمال وشرق ووسط البلاد.
وقال إن القصف بالطيران الحربي تجدد من القوات النظامية على مدينة الرقة (شمال)، حيث سجلت غارات عدة منذ صباح أمس.
وبث ناشطون معارضون شريط فيديو على موقع «يوتيوب» يظهر آثار الغارات على هذه المدينة، التي باتت منذ السادس من مارس الماضي اول مركز محافظة خارج سيطرة نظام الاسد.
ويظهر الشريط دماراً واسعاً في منطقة تعرف باسم «حارة البدو»، في حين يهرع عدد من الاشخاص بينهم مسلحون، على وقع صوت سيارات الاسعاف، ويسمع المصور يقول: «الله أكبر. استهداف منازل المدنيين».
في غضون ذلك، أفاد المرصد بأن الطيران الحربي قصف محيط قرية آبل وقرية الحصن في ريف محافظة حمص (وسط)، التي تشهد اشتباكات ايضا في بلدة جوسية القريبة من الحدود اللبنانية.
وفي محيط دمشق، قال المرصد إن الطيران الحربي نفذ ثلاث غارات جوية على بلدة الذيابية، اضافة الى غارة على بلدة المليحة.
وبحسب المرصد، تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في مناطق عدة في محيط العاصمة، ابرزها مدينة داريا (جنوب غرب) التي يحاول النظام منذ فترة فرض سيطرته الكاملة عليها. وافاد مصدر عسكري سوري لـ«فرانس برس» بأن القوات النظامية «بسطت الامن في مقام السيدة سكينة ومحيطه» في المدينة. وعلى اطراف دمشق، يتعرض حيا القابون (شمال) وجوبر (شرق)، لقصف من القوات النظامية.
في سياق متصل، نقلت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام عن مصدر عسكري، أمس، تأكيده ان دمشق «ستبقى آمنة» و«جميع تشكيلات» القوات السورية ستكون «على أهبة الاستعداد» للدفاع عنها، مشدداً على ان مصير كل من يقترب منها «لتدنيسها» هو «الموت المحتم».
وأضاف المصدر العسكري، الذي لم يكشف عن هويته، أن الجيش «لن يسمح لأي من الارهابيين بتدنيس أرض دمشق التي ستبقى آمنة».
وقال: «حذرنا مراراً وتكراراً المجموعات الإرهابية بكل الوسائل المتاحة ان اي اقتراب من دمشق يعني الموت المحتم لها ولقادتها»، مشيراً الى «محاولات تسلل تحصل من محاور عدة، وغالباً ما يقتل جميع المتسللين أو معظمهم ويفر الآخرون».
وأكد أن «الجيش بتشكيلاته كافة على اهبة الاستعداد للدفاع عن دمشق، التي لم ولن يدنس أرضها أي من الإرهابيين».
وتصف السلطات مقاتلي المعارضة السورية «بالارهابيين». وتشن القوات السورية منذ اشهر حملة واسعة في محيط دمشق، للسيطرة على معاقل لهؤلاء المقاتلين يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. وتضم اطراف العاصمة، خصوصاً في الجنوب والشرق والشمال، جيوباً للمقاتلين المعارضين لنظام الاسد تشهد باستمرار معارك عنيفة.
وطمأن المصدر سكان العاصمة الى أن «دمشق آمنة وستبقى كذلك، ولا يوجد أي سبب للهلع. فحماة الديار في مواقعهم، ولديهم ما يكفي من إمكانات وخبرات وشجاعة وبسالة لدحر الإرهاب والإرهابيين».
إلى ذلك، قصفت طائرة مروحية سورية، أمس، منطقة حدودية داخل الاراضي اللبنانية، في هجوم هو الثاني من نوعه في أقل من شهر، بحسب ما أكد مصدر أمني لبناني لـ«فرانس برس».
وقال المصدر: «أطلق الطيران المروحي السوري صاروخين على منطقة جبانة الشميس عند اطراف بلدة عرسال»، في شرق لبنان الواقعة على الحدود مع سورية. وأوضح أن الصاروخين سقطا «على بعد مئات الامتار من حاجز للجيش اللبناني»، من دون ان يقدم تفاصيل اضافية.
من جهته، أفاد نائب رئيس بلدية عرسال، احمد فليطي، «فرانس برس» في اتصال هاتفي بأن الصاروخين «سقطا في ارض صخرية خالية، ولم يؤديا الى أي اضرار مادية او بشرية».
وعرسال هي بلدة ذات أغلبية سنية، وسكانها متعاطفون جداً مع المعارضة السورية. وهي تملك حدوداً طويلة مع سورية، غالبا ما يتم عبرها نقل جرحى من الجانب السوري. كما افادت تقارير امنية مراراً عن عمليات تسلل مسلحين عبرها الى سورية أو منها. وهي المرة الثانية التي تتعرض فيها البلدة لقصف من سلاح الجو السوري. ففي 18 مارس، قصفت طائرة حربية باربعة صواريخ منطقة اخرى في جرود عرسال، من دون وقوع اصابات. من ناحية أخرى، ألقى مسلحون من منطقة باب التبانة في طرابلس شمال لبنان قنبلة واطلقوا النار في وقت مبكر أمس، على قافلة من الشاحنات السورية، ما اسفر عن اصابة سائق بجروح بالغة، بحسب مسؤول أمني.
وأفاد المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، بأن «عشرات المسلحين من حي باب التبانة اطلقوا النار على قافلة من الشاحنات السورية المتجهة نحو سورية»، مشيراً الى ان «أحدهم ألقى قنبلة على الشاحنات، ما أسفر عن اصابة احد السائقين إصابة بالغة». وأضاف المسؤول الأمني ان «المسلحين بعد ذلك احتجزوا سائقي الشاحنات ومنعوهم من الاستمرار في رحلتهم نحو الحدود السورية، الى ان تدخل الجيش وأسعف السائق المصاب». وأوضح أن المسلحين «كانوا يعتقدون ان الشاحنات كانت تحمل الوقود، إلا انها لم تكن كذلك في واقع الأمر». وشهدت مدينة طرابلس، التي تقطنها أغلبية سنية تدعم الحركة المناهضة لنظام الأسد وأقلية علوية تدعمه، أعمال عنف متكررة في الأشهر الأخيرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news