اشتباكات مع قوات الاحتلال في «الضفة» بعد استشهاد شابين برصاص الاحتلال. أ.ف.ب

عباس يتهم إسرائيل بالسعي لإثارة الفــوضى في الأراضي الفلسطينية

اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، إسرائيل، بالسعي إلى إثارة الفوضى في الأراضي الفلسطينية، بعد مقتل اثنين برصاص جيشها في الضفة الغربية، وأكد أن الإسرائيليين «لا يريدون أي خطوة تجاه السلام»، فيما دان إحراق طلبة فلسطينيين دمية تمثل أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، معتبراً أنه «لا يمثل من قريب أو بعيد موقف دولة فلسطين وشعب فلسطين»، بينما اتهم الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، نايف حواتة، قطر بتعميق الانقسام الفلسطيني، وذكر شهود عيان أن عشرات الفلسطينيين تظاهروا أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) في مدينة غزة، احتجاجاً على قرار الوكالة وقف المساعدات النقدية لـ‬100 ألف لاجئ في القطاع، واستبدالها بفرص عمل مؤقتة محدودة. وتفصيلاً، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن عباس قوله أمام أعضاء المجلس الثوري لحركة فتح «يبدو أن إسرائيل تسعى إلى بلبلة الاجواء وإثارة الفوضى في الارض الفلسطينية، لأن من غير الممكن أن تظاهرات سلمية تنتج شهيدين».

وقالت مصادر طبية إن الفلسطينيين عامر نصار (‬17 عاماً)، وناجي بلبيسي (‬18 عاماً) قتلا الليلة قبل الماضية برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال مواجهات جرت عند حاجز عناب العسكري شرق طولكرم.

وقال عباس «تحدثنا بشكل مفصل ومرير عن الشهداء الاسرى، وحمّلنا إسرائيل المسؤولية عن هذه التصرفات، ليس فقط الإجراءات التي اتخذت لمنعهم من الذهاب الى العلاج، لكن الاحتفاظ بهؤلاء الاسرى من دون وجه حق إلى يومنا هذا». وأضاف «بالتالي إسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية أولاً واخيراً، ليس فقط عما يجري اليوم، وإنما عما يجري غداً وبعد غد».

وأوضح عباس أنه على الرغم من حرص السلطة الفلسطينية على الامن والاستقرار، فإن «إسرائيل في كل مناسبة تستعمل هذه القوة القاتلة ضد المتظاهرين السلميين والتظاهرات السلمية تقمع بقوة السلاح، وهذا لم يعد مقبولاً على الاطلاق».

في شأن آخر، قال عباس إن «إحراق مجسم لسمو أمير دولة قطر الشقيقة، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، لا يمثل من قريب أو بعيد موقف دولة فلسطين أو منظمة التحرير أو حركة فتح أو الشعب الفلسطيني».

وكان طلبة من حركة الشبيبة التابعة لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني في جامعة خضوري في طولكرم شمال الضفة الغربية قاموا بإحراق دمية تمثل أمير قطر، للتعبير عن سخطهم من سياسة قطر في المنطقة خلال مناظرة انتخابية في الجامعة.

وقال الرئيس الفلسطيني إن «هذا العمل يعتبر خروجاً عن قواعد العمل السياسي الفلسطيني الذي حظي على الدوام باحترام وتقدير قادة الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية». ودعا سامي أبوزهري، المتحدث باسم حركة حماس الرئيس عباس الى «اعتقال المتجاوزين في هذا الفعل غير المسؤول من أجل الحفاظ على علاقات شعبنا الفلسطيني الخارجية».

يأتي ذلك في وقت اتهم فيه نايف حواتمة، قطر بتعميق الانقسام الفلسطيني، ودعا إلى رفض مبادرتها لعقد قمة عربية مُصغّرة تحت عنوان المصالحة الفلسطينية. وقال على هامش زيارته لتونس، إن «القمة العربية التي استضافتها قطر نهاية الشهر الماضي، اتخذت قرارات في غاية الخطورة، وتلحق أضراراً فادحة بالحقوق الوطنية الفلسطينية، ومنها القرار المتعلق باقتراح أمير قطر عقد قمة عربية مصغّرة تحت عنوان المصالحة الفلسطينية».

وشدّد على أن هذا الاقتراح «يُشرّع التدخّل في الشأن الفلسطيني الداخلي، وهذا ما نرفضه رفضاً قاطعاً»، معتبراً أن تدخّل قطر في الشأن الفلسطيني ليس جديداً، إذ تدخّلت في ‬6 أبريل ‬2012 عندما دعت الرئيس عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، للتوقيع على «اتفاق الدوحة»، الذي تضمّن عودة المحاصصة الاحتكارية الثنائية بين فتح وحماس، وقد رفضناه في حينه، لأنه يكرّس الانقسام ويعمّقه.

وحذّر في المقابل من التدعيات الخطرة للمقترح المتعلّق بعقد قمة عربية مُصغّرة في القاهرة لبحث المصالحة الفلسطينية، وقال إنه دعا خلال اجتماعه مع الرئيس التونسي المؤقت، المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة المؤقتة، علي لعريض، ورئيس المجلس الوطني التأسيسي، مصطفى بن جعفر، إلى رفض هذا الاقتراح، وعدم المشاركة في القمة المذكورة.

من جهة أخرى، أطلق ناشطون فلسطينيون من قطاع غزة قذيفة هاون على جنوب إسرائيل في وقت مبكر، أمس، بحسب ما أعلنت الإذاعة العامة الإسرائيلية. وأكد الجيش سقوط قذيفة، لكنه لم يفصح عن ماهيتها، وقال إنها لم توقع أضراراً أو إصابات.

وفي تطور آخر، نشرت إسرائيل بطارية خامسة من نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ في مدينة ايلات في الجنوب تخوفا من هجمات صاروخية بحسب تقارير إعلامية. قام عدد من المشاركين باقتحام المدخل الرئيس لمقر «الأونروا» غرب مدينة غزة وهم يرددون هتافات تطالب الاونروا بإلغاء التقليصات. ودان المتحدث باسم الاونروا، عدنان ابوحسنة «الاعتداء» على المقر. وقال لوكالة «فرانس برس»: «هذا الاقتحام غير مقبول، لأن من شأنه أن يعيق عمل طواقم الاونروا، وسيعود بالضرر على اللاجئين الذين يتلقون المساعدات من الاونروا».

من جهته، قال ابوحسام (‬50 عاماً)، أحد المشاركين في التظاهرة والعاطل عن العمل «سنواصل احتجاجاتنا على سياسة التقليصات التي تتبعها الانروا ضد الفقراء في قطاع غزة حتى يتراجعوا عن قرارهم المجحف».

الأكثر مشاركة