كتيبة الجبل تحتفل بزفاف «أسد الإسلام» و«ليلى» وسط السلاح
«لم يكن بيننا أي شيء مشترك. لكن كان هناك شيء واحد يجمعنا وهو الثورة ضد النظام»، واليوم يعقد المقاتل أسد الاسلام قرانه على ليلى، المقاتلة الشابة السورية المقدونية، في قاعدة في جبل التركمان.
كان أسد الاسلام يعمل في مصنع للحلوى وأودع السجن مراراً قبل الثورة لأنه كان ملتحياً ونظم تظاهرات احتجاج على الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد، في سورية حيث يطرح نظام بشار الاسد نفسه باعتباره مثالاً للعلمانية. أما ليلى فهي من أب سوري وأم مقدونية، تتحدث لغات عدة وكانت تعمل في الإعلانات لدى شركة سورية كبيرة، ولدت ونشأت في يوغوسلافيا السابقة قبل ان تعود الى سورية في 2001.
وأمام شيخ «كتيبة الجبل» يقبل الشابان بالزواج وبأن يخلصا لبعضهما أمام شاهدين، ورئيس الكتيبة الذي يقوم مقام الاب ووكيل العروس، وبعض المقاتلين الذين تجمعوا على شرفة مقر الوحدة المطل على الغابة.
ويقول اسد الاسلام «إن شاء الله إن عدنا الى اللاذقية سننظم حفل زفاف كبيراً مع عائلتينا في الساحة التي نظمنا فيها اول اعتصام ضد النظام» في 25 مارس 2011. وتضيف ليلى بابتسامة عريضة تضيء عينيها الزرقاوين «بعد كل ما عملناه من اجل الثورة، سيكون من حقنا ان نحتفل، إذا كتبت لنا الحياة».
ويقول الشيخ مصطفى محمد صالح ديبو الذي وضع عصابة سوداء على رأسه وارتدى سترة جلدية «الزواج يعني استمرار الحياة على الرغم من الاضطهاد الذي يعيشه شعبنا. انها واحدة من طرق مواجهة النظام». ويقوم مقاتل بتوزيع السكاكر والحلوى على الحاضرين. ويؤمن أسد الإسلام وليلى بأن الله كتب لهما ان يلتقيا ويتحابا في «كتيبة العز بن عبدالسلام» حيث روى كل منهما للآخر الاحداث التي عاشها منذ بداية الثورة.
ويقول اسد الاسلام «كنا في التظاهرة نفسها في اللاذقية، حتى انه قبض علينا في الوقت نفسه». ويضيف الشاب الذي غطى رأسه بكوفية وارتدى قميص اديداس بمناسبة الزفاف «لكننا لم نتحدث ولا مرة، حتى التقينا من جديد في الجبل».
ويعيش الزوجان في مقر الكتيبة في جبل التركمان في شمال محافظة اللاذقية. ويستعد أسد الاسلام للعودة الى الجبهة منذ اليوم التالي لزواجه، في حين تتولى ليلى تدبير شؤون المقر. وفي غرفتها الصغيرة فوق سطح المنزل حيث تتولى إدارة مخزون السلاح، تشير الى صناديق القذائف ورشاشات الكلاشينكوف وبنادق دراغونوف وحتى رشاش ثقيل مضاد للدروع. كل مقاتل يعود من الجبهة يسلمها سلاحه، فتقوم بنزع المخزن الذي تحفظه مع الذخيرة، والسلاح مع بقية الاسلحة. ويقول أسد الاسلام باعتزاز «الجميع يحبها في الكتيبة، كل من ينزل الى المدينة، يحضر لها هدية صغيرة».
ومع ذلك، لم تكن البداية سهلة بالنسبة للشابة البالغة من العمر 25 عاماً. ويقول اسد مازحاً «لقد حاولوا التخلص منها، ارغموها على السير ساعات في الوحل وفي الجبل وهي تحمل حقيبة عسكرية ضخمة على ظهرها، لاختبار قدرتها على التحمل».
وصمدت ليلى. وتقول الشابة التي ارتدت قبعة ولفت عنقها بكوفية، ان التجربة كانت مهمة لأن «ثورتنا ليست ثورة للرجال فقط، انها ثورة كل السوريين، وكل الأحرار». وتضيف «بدأت كناشطة في التظاهرات السلمية، ولكن عندما تسلحت الثورة، سرت مع الحركة، لأنه واجب».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news