اشترط حكومة ونائباً عاماً جديدين.. وتجدد الاشتباكات في القــاهرة
البرادعي لمرسي: الوقت ليـــس في صالحك
حدَّد المُعارض المصري البارز محمد البرادعي، أمس، ثلاثة شروط لإجراء حوار بين المعارضة والنظام الحاكم، هي تشكيل حكومة جديدة، داعياً الرئيس محمد مرسي إلى إدراك أن «الوقت ليس في مصلحته»، واستمر الوضع متوترا، أمس، في مصر بعد ليلة من اعمال العنف امام كاتدرائية الاقباط في القاهرة خلفت قتيلين و90 جريحا بعد مراسم تشييع، ما زاد من حدة وضع سياسي واجتماعي مضطرب اصلا، فيما ندد مرسي بأعمال العنف، مؤكداً للبابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الارثوذكس، ان «الاعتداء على الكنيسة، اعتداء علي شخصياً»، وأمر بفتح تحقيق فوري، وقال البابا إنه ينتظر تحقيقات الجهات الأمنية لكشف أبعاد ما حدث، بينما عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، كاثرين اشتون، عن «قلقها الشديد» اثر هذه المواجهات ودعت الى «ضبط النفس»، وتوقفت حركة القطارات في مصر بشكل كامل بعد انضمام عدد من سائقي القطارات إلى إضراب مفتوح عن العمل بدأه زملاؤهم، أول من أمس.
وتفصيلاً، أعلن رئيس حزب «الدستور» ومنسق جبهة الإنقاذ الوطني (أكبر تجمع للمعارضة) الدكتور محمد البرادعي، في كلمة ألقاها بختام مؤتمر نظمه التيار الشعبي المصري، أمس، «استعداد المعارضة للحوار مع النظام الحاكم وفقاً لثلاثة شروط هي تشكيل حكومة محايدة لديها الصدقية والقدرة على إدارة البلاد، وتعيين نائب عام جديد محايد ومستقل، يعود بنا إلى ما كانت عليه السلطة القضائية من احترام وإجلال وتشكيل لجنة تعد قانوناً جديداً خاصاً بالانتخابات».
وأوضح البرادعي أن الحوار مع النظام الحاكم يهدف إلى تعديل الدستور ليتفق مع القيم الإنسانية، وإنشاء لجنة مصالحة وطنية لمعالجة أمور القصاص والعدالة الجنائية، وتحقيق المصالحة مع رجال الأعمال بناءً على معايير واضحة.
وأضاف «نحن فى انتظار أن يفهم الرئيس (المصري) محمد مرسي أن الوقت ليس في مصلحته ولا في مصلحة مصر، وإننا مستعدون للعمل لمصلحة مصر معه ومع غيره».
وعاد الهدوء، أمس، إلى محيط كاتدرائية الاقباط الأرثوذكس بالقاهرة، التي اوقعت اعمال عنف امامها ، أول من أمس، قتيلين ونحو 90 جريحا بعد مراسم تشييع اقباط، بحسب ما افاد مسؤول في الأجهزة الامنية.
وانتشرت قوات الشرطة بكثافة حول كاتدرائية القديس مرقس، التي لايزال هناك اقباط متجمعين فيها. وأضاف ان مجموعات من المدنيين كانوا يسيرون جيئة وذهابا خلف الشرطيين.
واستمرت أعمال العنف متقطعة واستخدمت فيها الحجارة والخرطوش، طوال الليلة قبل الماضية، بين مدنيين من سكان حي العباسية على ما يبدو، وأقباط تمركزوا على سطوح مباني داخل الكاتدرائية.
وأطلقت عناصر الشرطة، أول من أمس، قنابل يدوية على الكاتدرائية حينما كانت مجموعات من المدنيين تتبادل القذائف.
وزار وزير الداخلية، محمد إبراهيم، المكان ليلا، فيما أكدت وزارة الداخلية في وقت سابق، أن مشاركين في التشييع ألحقوا اضرارا بسيارات لدى خروجهم من الكنيسة، وأن ذلك ادى الى صدامات مع سكان الحي.
وتعرض مبنى الكاتدرائية وساحتها لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وللرشق بالحجارة. ومع صباح الأمس، عاد الهدوء إلى منطقة حي العباسية، لكن عناصر الشرطة لايزالون منتشرين بكثافة حول كاتدرائية القديس مرقس، ولايزال أقباط متجمعين فيها.
وفي وقت لاحق، أمس، قال موقع صحيفة «الأهرام» الإلكتروني، إن الاشتباكات تجددت بين مسلمين ومسيحيين في القاهرة.
وقال شاهد من «رويترز»، إنه بعد تشييع الجثامين رشق شبان قوة من الشرطة بالحجارة في شارع مقابل للكاتدرائية، أعقبت ذلك اشتباكات واسعة في الشوارع الجانبية بين مسيحيين ومسلمين، استخدمت فيها الحجارة والزجاجات الفارغة.
وأضاف الموقع أن «تبادل شباب الأقباط الذين اعتلوا سطح الكاتدرائية ومجهولين فوق أسطح البنايات المجاورة التراشق بزجاجات المولوتوف والحجارة وأطلق الأمن قنابل الغاز لمحاولة تفريقهم وفض الاشتباكات بينهم».
وقال البابا تواضروس الثاني، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «الكنيسة تقدّم تعازيها في الأحباء الذين صاروا شهداء، وننتظر تحقيقات الجهات الأمنية لكشف أبعاد ما حدث».
وأضاف «أحباؤنا الذين رقدوا على رجاء القيامة، نعزي أسرهم جميعاً، عالمين أن الذين نحبهم لا يموتون، كما أن عدالة السماء ستقول كلمتها في الوقت المناسب».
وفي تعليقها على الأحداث، قالت كاترين اشتون، التي أنهت زيارتها إلى القاهرة، أمس، في بيان «أنا قلقة جدا بعد أعمال العنف التي حصلت في كاتدرائية الأقباط بالعباسية في القاهرة».
وأضافت انها «اتصلت على الفور بالرئاسة المصرية»، داعية الى «ضبط النفس» وطلبت أن «تسيطر قوات الامن على الوضع».
والتقت اشتون في ختام زيارة مقتضبة، الرئيس مرسي وكبار قادة المعارضة من اجل دعم الانتقال الديمقراطي ودعتهم الى العمل معا للتصدي للازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
بدوره، استنكر المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر أحداث عنف شهدتها مدينة الخصوص وتصاعدها بمحيط الكاتدرائية المرقسية بالقاهرة، معتبراً أن هناك أيادي خبيثة سبَّبت الأحداث.
واعتبر المجلس، في بيان، أن «تلك الأعمال غير مبرَّرة، ولا يوجد داع حقيقي لاشتعالها بهذا الشكل المخزي، إلا إذا كانت هناك أياد خبيثة تدخّلت في المشهد وقامت بإشعاله لبث الفتنة وتوتير العلاقات الحميمة التي تجمع عنصري الأمة المصرية المسلمين والمسيحيين».
كما أكد رفضه للاعتداء على أماكن العبادة، مشدِّداً على أنها «خط أحمر لا يتعين تجاوزه باعتبار أن ذلك يمثل جريمة دينية وأخلاقية وإنسانية لا يمكن السكوت عليها، حرصاً على أمن واستقرار الوطن».
كما أعرب مجلس كنائس مصر عن أسفه الشديد للأحداث الدامية التي شهدتها منطقة الخصوص، والاعتداء على مقر الكاتدرائية المرقسية.
في سياق آخر، أعلنت الإذاعة الداخلية بمحطة القطارات المركزية في ميدان رمسيس بوسط القاهرة، أمس، توقف حركة القطارات المتهجة إلى جميع المحافظات بشكل تام، داعية الركاب إلى استرداد قيمة التذاكر. وقال أحد الموجودين في محطة الركاب، إن حالة من التذمر سادت بين الركاب، حيث نظَّموا وقفة احتجاجية ردَّدوا خلالها ضد هيئة السكك الحديدية والمسؤولين في البلاد. وأضاف أن سائقي الحافلات قاموا برفع أجر نقل الركاب بين المحافظات استغلالاً للموقف، وبسبب زيادة سعر السولار واضطرارهم لشرائه من السوق السوداء.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news