قنديل: علاقاتنا مع قطر طيبة

الدوحة تمنح متنفساً لمصر بشراء سندات بقيمة ‬3 مليارات دولار

قنديل ونظيره القطري حمد بن جاسم خلال مؤتمرهما الصحافي في الدوحة، أمس. إي.بي.إيه

أكد رئيس الوزراء المصري، هشام قنديل، أمس، أن العلاقات مع قطر طيبة، ولا صحة للتقارير الإعلامية عن توترات بين البلدين، فيما أعلنت قطر أنها ستقدم مساعدات إضافية غير مشروطة لمصر، من خلال شراء سندات مصرية إضافية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وقد تمنح المساعدات القطرية الجديدة متنفساً لمصر التي تحاول تفادي اضطرابات اجتماعية بسبب نقص الوقود وارتفاع أسعار الغذاء، قبل الانتخابات البرلمانية التي من المتوقع إجراؤها في أكتوبر، وقالت صحيفة «الغارديان» إن الجيش المصري شارك في عمليات تعذيب وقتل واختفاءات قسرية في مختلف أنحاء البلاد، خلال الانتفاضة ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك، بينما قال معظم الحضور، في مناظرة اقيمت بالقاهرة، إن المعارضة المصرية أضاعت فرصها نحو الإصلاح وخذلت الناس.

وتفصيلاً، قال رئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري هشام قنديل، أمس، إن بلاده وافقت على تقديم مساعدات إضافية لمصر بقيمة ثلاثة مليارات دولار في صورة سندات أو وديعة. ولم يحدد رئيس الوزراء القطري هيكل المساعدات.

وقال قنديل في المؤتمر الصحافي كذلك إن الدعم سيكون على شكل «وديعة أو سندات» ولم يورد مزيداً من الإيضاحات. وقال وزير التخطيط المصري، أشرف العربي، إن الجانبين لم يتفقا بعد على شكل المساعدات الإضافية «قد يكون سندات أو وديعة».

وقال الشيخ حمد إن قطر ستزود مصر بالغاز الطبيعي هذا الصيف عندما تحتاج إليه، وأضاف انه تم بحث مشروعات اتفق عليها من اربع أو خمس سنوات، خصوصاً في ما يتعلق بالحديد والصلب. وتابع «قطر لا تطلب شيئاً من مصر مقابل هذا الدعم».

وقدمت الدولة الخليجية الغنية بالغاز بالفعل لمصر قروضاً ومنحاً بقيمة خمسة مليارات دولار منذ تولي الرئيس، محمد مرسي، السلطة بعد انتخابات العام الماضي.

لكن ظهرت دلائل على وجود خلافات في الأشهر القليلة الماضية، منها أن هيئة الرقابة المالية المصرية لم تبت بعد في مشروع اندماج المجموعة المالية «هيرميس» المصرية مع بنك الاستثمار «كيو انفست» القطري.

وقال قنديل في المؤتمر إن العلاقات المصرية مع قطر طيبة ولا صحة للتقارير الإعلامية عن توترات بين البلدين. ولم يشر أي من رئيسَي الوزراء إلى صفقة «كيو انفست».

وجاءت زيارة قنديل للدوحة بعد ثلاثة أيام من اجتماعات تمهيدية عقدها محافظ البنك المركزي المصري، هشام رامز، في قطر.

وقد تمنح المساعدات القطرية الجديدة متنفساً لمصر التي تحاول تفادي اضطرابات اجتماعية بسبب نقص الوقود وارتفاع أسعار الغذاء، قبل الانتخابات البرلمانية التي من المتوقع إجراؤها في أكتوبر، لكن دبلوماسيين غربيين قالوا إنها ليست بديلاً لاتفاق صندوق النقد الذي قد يؤدي للإفراج عن قروض دولية وثنائية تصل إلى ‬15 مليار دولار، ويعزز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب. وقال العربي في وقت سابق إن مصر قد تطلب من صندوق النقد زيادة قيمة القرض الذي طلبته، التي تبلغ ‬4.8 مليارات دولار لسد العجز المتفاقم في الميزانية.

من ناحية أخرى، قال ‬79٪ من حضور مناظرة أقيمت بالقاهرة إن «المعارضة المصرية أضاعت فرصها نحو الإصلاح وخذلت الناس» بينما عارض هذا الطرح ‬21٪ من الحضور. إلا أن الفارق تقلص عند إعادة التصويت في نهاية المناظرة ليصل إلى ‬71.3٪ مقابل ‬28.7٪ .

وأجريت المناظرة التي تبث على محطة تلفزيون «دويتشه فيليه» الألمانية، وبعض المحطات المحلية الأميركية، بين الزميل غير المقيم في معهد بروكينجز بواشنطن، الدكتور هشام هيلر، الذي يؤيد أن المعارضة أضاعت فرصها، في مواجهة عضو حزب الدستور وجبهة الإنقاذ الوطني التي تمثل المعارضة، حسام فارس. عقدت المناظرة في قاعة مؤتمرات الأزهر بالقاهرة ضمن سلسلة حلقات «حوارات العرب الجديدة» التي أسسها ويديرها الإعلامي المخضرم والمراسل السابق لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، تيم سيباستيان، تحت رعاية برنامج شراكة تابع لوزارة الخارجية البريطانية والوكالة السويدية للتعاون الدولي، بهدف تشجيع الشباب على المشاركة في تطوير الحياة السياسية في بلدانهم من خلال التحاور.

وقال هيلر إن المعارضة «لا يمكنها توجيه الناس أو حشدهم، المعارضة تلهث خلف الشارع الذي من المفترض أن تقوده، أضاعت قيادة المعارضة فرصها وخذلت الناس، بما في ذلك شخصيات عظيمة داخل المعارضة نفسها»، وأشار إلى أن المعارضة كان عليها أن تدخل في حوار مع السلطة حتى وإن انسحبت بعد ذلك، إذا وجدت أن الحوار غير موضوعي، أو لا يستند إلى اساس أو آليات للتنفيذ.

في سياق آخر، وقالت صحيفة «الغارديان» في موقعها على الإنترنت، إنها حصلت على فصل من تقرير أعدته لجنة خاصة لتقصي الحقائق حول الجرائم التي وقعت خلال الثورة وقدّمته للرئيس، محمد مرسي، أظهر أن الجيش المصري استخدم هذه الممارسات في مواقع عدة، بما في ذلك المتحف المصري، خلال انتفاضة عام ‬2011، حتى حين أعلن القادة العسكريون حيادهم.

 

تويتر