عمال يزيلون أنقاض مقر قوات أمن «حماس» الذي دمر بغارة إسرائيلية على غزة. أ.ف.ب

تهديدات بعملية في غزة.. و«حماس» تعتبرها «حرباً نفسية»

هدد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، بشن عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة، في حال استمرار ما سماه «خروقات الفصائل» الفلسطينية لتفاهمات وقف إطلاق النار، الأمر الذي اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنه يأتي «في إطار الحرب النفسية لإرهاب الشعب الفلسطيني ولترميم معنويات جنوده». في حين وجه ‬120 أسيراً فلسطينياً رسالة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، طالبوا فيها بالاعتراف بهم اسرى حرب، مهددين بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطلبهم.

وحذر غانتس، في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة من أن استمرار الخروقات لتفاهمات وقف إطلاق النار مع قطاع غزة قد يؤدي إلى القيام بعملية عسكرية جديدة في القطاع قد تكون أوسع من عملية «عمود السحاب».

وقال إن «مصر تبذل في الأسابيع الأخيرة جهودا إيجابية لإعادة الاستقرار إلى المنطقة، إلا أن المسؤولية ملقاة في نهاية الأمر على قيادة (حماس) في غزة».

واستبعد غانتس نشوب انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، غير أنه توقع أن تكون التحديات المستقبلية في الضفة مختلفة عما واجهته إسرائيل في الماضي. وقال إنه بأمل أن يستنكر قادة المستوطنين عمليات «تدفيع الثمن»، لأنها تمس بسمعة إسرائيل والمستوطنين أنفسهم.

من ناحية أخرى، أكد غانتس، أن قواته مستعدة لاحتمال نشوب حرب مع سورية «في أي لحظة».وقال إن «الجيش على استعداد لاحتمال نشوب حرب مع سورية في أي لحظة»، إلا أنه استبعد هذا الاحتمال في الوقت القريب. وأضاف أنه «بسبب التغييرات الإقليمية تواجه إسرائيل لأول مرة منذ عقود طويلة واقعاً جديداً، حيث قد تضطر إلى مواجهة معركة متعددة الجبهات».

 

وفي غزة، اعتبر الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم، أن تهديدات الجيش الإسرائيلي بشن عملية عسكرية أوسع في غزة بأنها «تأتي في إطار الحرب النفسية لإرهاب الشعب الفلسطيني ولترميم معنويات جنوده». وقال برهوم في تصريحٍ نشره على صفحته على «فيس بوك»، إن تهديدات غانتس بشن عملية عسكرية واسعة ضد قطاع غزة «تأتي في إطار الحرب النفسية لإرهاب شعبنا، ولترميم معنويات قادته وجنوده التي انهارت أمام صمود وضربات المقاومة في معركة الفرقان وحجارة السجيل». في إشارة إلى الهجومين الإسرائيليين على غزة عام ‬2008، و‬2012 اللذين استشهد فيهما مئات الفلسطينيين.

وأضاف «في حال ارتكب الاحتلال أي حماقات تستهدف شعبنا ومقاومتنا فستكون المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام له بالمرصاد دفاعاً عن أهلنا وشعبنا ومقدساتنا، وهذا واجب وطني وديني وأخلاقي، ونحن عازمون على تأديته مهما كلفنا الثمن».

ووتتبادل «حماس» وإسرائيل الاتهامات بخرق التهدئة، حيث قتل أربعة فلسطينيين وأصيب قرابة ‬90 آخرين في حوادث إطلاق نار وهجمات إسرائيلية شرق غزة، فيما سجل سقوط عدد من الصواريخ على التجمعات الإسرائيلية المحاذية للقطاع من دون وقوع إصابات.

إلى ذلك، أعلن نادي الأسير الفلسطيني في بيان أن ‬120 معتقلاً فلسطينياً في السجون الاسرائيلية وجهوا رسالة الى نتنياهو طالبوا فيها بالاعتراف بهم أسرى حرب، مهددين بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطلبهم. وقال النادي في بيان، أمس، إن الاسرى طالبوا في رسالتهم حكومة نتنياهو «باتخاذ الاجراءات اللازمة للاعتراف بنا أسرى حرب، ومنحنا الحقوق والامتيازات المتعلقة بذلك، وفقا لأحكام الاتفاقيات والمواثيق الدولية».

وأضافوا «نؤكد حقنا في اعتراف حكومتكم بنا اسرى حرب، فإننا نعتبر هذا الكتاب مهلة قانونية تنتهي بعد ‬45 يوماً من تاريخه، حيث عندها سيكون من حقنا اللجوء إلى شتى الوسائل لتحقيق هذا المطلب». وقال رئيس نادي الأسير قدورة فارس، انه في حال رفض مطلب الاسرى «ستكون هناك خطوات مدروسة ومتتابعة منها رفض زي مصلحة السجون ورفضهم للوقوف على العد وخطوات أخرى».

في سياق متصل، قال مركز «بيارق» للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين إن الإحتلال الإسرائيلي أعطى لوحداته القمعية الخاصة الضوء الأخضر بالتعامل بقسوة مع جميع الأسرى في السجون تخوفاً من الاستعدادات ليوم الأسير الفلسطيني.

وأضاف المركز في بيان أن الأسرى في سجن «جلبوع» في إطار التحضير ليوم الأسير سيعلقون لوحة بعدد الأيام التي أضربها الأسير سامر العيساوي على لوحة إدارة السجن، يتبعها الشروع بإضراب شامل في السجن اليوم، مضيفاً أن الأسرى سيرسلون نهاية الأسبوع رسائل احتجاجية للكنيست الإسرائيلي، ومراكز حقوق الإنسان في إسرائيل. وأوضح المركز أن الأوضاع داخل السجون تنذر بانفجار قريب، وأن الأسرى داخل السجون يعيشون أوضاعاً كارثية ويتعرضون لممارسات بشعة من قبل مصلحة السجون، خصوصا بعد استشهاد الأسير ميسرة أبوحمدية وتخوفا من الحالة الصحية الحرجة التي يعانيها الأسير سامر العيساوي المضرب عن الطعام. ودعا المركز أبناء الشعب في كل أماكنه للوجود والمشاركة الفاعلة في فعاليات يوم الأسير الذي يصادف اليوم، «ومساندة الأسرى في حربهم الضروس مع السجان».

الأكثر مشاركة