50 قتيلاً في اقتحام الجيش العراقــي لاعتصام مناهض في الحويجة
قتل نحو 50 شخصاً وأصيب 150 آخرون في هجوم للجيش العراقي على معتصمين في مدينة الحويجة، تلته هجمات انتقامية على حواجز أمنية وعسكرية. وفيما قدم وزيران عراقيان استقالتيهما من الحكومة احتجاجاً على مقتل المتظاهرين المناهضين لرئيس الوزراء، نوري المالكي، قرر الأخير وكلف نائبه، حسين الشهرستاني، بتولي وزارة الخارجية مؤقتاً، بدلاً عن هوشيار زيباري الذي منحه إجازة إجبارية، كما قرر المالكي تكليف وزير العدل، حسن الشمري، بتولي وزارة التجارة بالوكالة، بدلاً من الوزير، خير الله حسن بابكر، الذي مُنح بدوره إجازة إجبارية.
وتفصيلاً، قتل 37 شخصاً على الأقل وأصيب نحو 150 آخرين بجروح، فجر امس، اثر اقتحام قوات عراقية ساحة اعتصام لمتظاهرين مناهضين لرئيس الوزراء في قضاء الحويجة، غرب كركوك، واشتباكها مع مجموعة منهم.
وجاءت عملية الاقتحام بعد انتهاء مهلة حددتها وزارة الدفاع للمتظاهرين لتسليم المسؤولين عن مقتل جندي، الجمعة الماضية، عند حاجز قريب من ساحة الاعتصام في الحويجة. وبينما أكدت وزارة الدفاع في بيان أن قواتها دخلت الساحة بحثاً عن مسلحين وأسلحة، نفى متحدث باسم المتظاهرين وجود مطلوبين بينهم.
وفرضت السلطات حظر التجول في مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، على خلفية الأحداث الدامية التي شهدتها ساحة الاعتصام بقضاء الحويجة.
ويأتي فرض حظر التجول اثر النداءات التي وجهها أئمة الجوامع في مدينة تكريت، عبر مكبرات الصوت، إلى المعتصمين للتوجه إلى قضاء الحويجة لنصرة المعتصمين هناك. وكانت قوات عراقية فرضت حظراً مماثلاً على قضاء الحويجة.
وقتل ستة جنود عراقيين على أيدي متظاهرين مسلحين، قرب مركز اعتصام مناهض لرئيس الحكومة غرب بغداد، فيما قتل ثلاثة عسكريين بينهم ضابط في حادث مماثل في صلاح الدين.
من جهته، دان مجلس محافظة كركوك العملية مطالباً الأمم المتحدة بالتدخل للمساعدة على ضبط الوضع الخطير جداً.
وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي لوكالة «فرانس برس» إن اشتباكات وقعت بين قوات مكافحة الشغب ومتظاهرين في ساحة الاعتصام في ناحية الحويجة، أسفرت عن مقتل 35 شخصاً بين متظاهر ومسلح، اضافة الى جنديين اثنين.
وأضاف أن الاشتباكات، التي وقعت عند الخامسة فجراً، أدت ايضا الى اصابة نحو 150 شخصاً بجروح بينهم سبعة جنود. غير أن ضابطاً برتبة عميد في الفرقة (12) في الجيش العراقي، المنتشرة الى الغرب من كركوك، قال لـ«فرانس برس» ان عدد القتلى يفوق ما ذكر، والجرجي كذلك سبعون بجروح جراء اشتباكات بين قواتنا والمتظاهرين. وأكد ان العملية التي نفذتها قواتنا استهدفت جيش الطريقة النقشبندية وهي جماعة متمردة، لكنه قال ان «قواتنا لم تطلق النار صوب المتظاهرين حتى قيامهم هم بذلك، فردت بدورها للدفاع عن نفسها».
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع في بيان إن قواتها قامت على مدار الأيام الماضية بتحديد مهلة نهائية وتوجيه المتظاهرين السلميين وغير المسلحين بترك ساحة التظاهرات لفسح المجال للقطعات المشتركة للتفتيش عن الأسلحة والقبض على الجناة المسؤولين عن قتل الجندي يوم الجمعة.
وتابع البيان ان القوات لدى اقتحامها الساحة جوبهت بنيران كثيفة من مختلف الأسلحة، وأدى الاشتباك الى استشهاد عدد من افراد قواتنا المسلحة، وقتل عدد من المسلحين من عناصر «القاعدة» والبعثيين المتعاونين معهم.
من جهته، قال رئيس مجلس محافظة كركوك، حسن تروهان «ندين قيام قوات حكومية باقتحام ساحة الاعتصام واستخدام القوة المفرطة».
وتابع «نحن كمجلس محافظة كنا حذرنا ودعونا الى التهدئة، وما جرى يجعلنا نطالب الأمم المتحدة بالتدخل لأن الوضع خطير جداً بالنظر لخصوصية كركوك ووضعنا لا يحتمل أزمات أخرى».
وقال مسؤول حكومي لوكالة «فرانس برس»، رافضا الكشف عن اسمه، إن وزير التربية محمد علي تميم المتحدر من قضاء الحويجة، حيث كان يقام الاعتصام «استقال من منصبه اثر اقتحام قوات الجيش ساحة الاعتصام»، وأكد ان الاستقالة نهائية ولا رجعة فيها.
من جهته، أعلن رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي استقالة وزير العلوم والتكنولوجيا عبدالكريم السامرائي، الذي ينتمي الى كتلته النيابية، علما بأن السامرائي يقاطع منذ فترة جلسات الحكومة، وقد جرى تعيين وزير مكانه بشكل مؤقت. وقال في مؤتمر صحافي «أبلغني وزير العلوم والتكنولوجيا عبدالكريم السامرائي، وهو حاليا خارج البلاد، قبل قليل، استقالته من الحكومة».
وشكل رئيس الوزراء، نوري المالكي، لجنة وزارية برئاسة نائبه، صالح المطلك، للتحقيق في ملابسات اقتحام القوات العراقية لساحة الاعتصام في قضاء الحويجة. وتضم اللجنة النائب الثاني للمالكي، حسين الشهرستاني، ووزراء الدفاع بالوكالة، سعدون الدليمي، وحقوق الإنسان، محمد شياع السوداني، والدولة لشؤون مجلس النواب، صفاء الدين الصافي. وكلف المالكي نائبه الشهرستاني بتولي وزارة الخارجية مؤقتاً بدلاً عن هوشيار زيباري الذي منحه اجازة اجبارية، حسب ما ذكر مصدر حكومي لوكالة «فرانس برس». وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، ان رئيس الوزراء قرر ان يتولى نائبه الشهرستاني منصب وزير الخارجية وكالة بعد منحه اجازة اجبارية لوزير الخارجية، هوشيار زيباري.
كما قرر المالكي تكليف وزير العدل، حسن الشمري، تولي وزارة التجارة بالوكالة بدلاً من الوزير، خيرالله حسن بابكر، الذي منح بدوره اجازة اجبارية، بحسب المصدر ذاته. من جهة أخرى قتل 13 مسلحاً في محافظة كركوك، خلال هجمات ضد مواقع عسكرية شنوها انتقاماً للمتظاهرين المناهضين لرئيس الحكومة، الذين قتلوا على ايدي قوات الأمن في وقت سابق، وفقاً لمصادر عسكرية. وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش لوكالة «فرانس برس» إن ستة مسلحين قتلوا من قبل قوات الجيش لدى محاولتهم السيطرة على نقطة تفتيش قرب ناحية الرشاد جنوب كركوك، وأضاف أن سبعة مسلحين آخرين قتلوا عند مهاجمتهم نقطة تفتيش للجيش في ناحية الرياض الواقعة على بعد 35 كلم غرب كركوك.