هجمات على مساجد في بغداد.. والجيش يدخل «سليمان بيك»
استهدفت سلسلة هجمات أربعة مساجد سنية في بغداد، أمس، ما أدى الى مقتل ثمانية اشخاص على الأقل، وفي وقت تواصلت اعمال العنف ضد قوات الامن التي دخلت ناحية سليمان بيك التي سيطر عليها مسلحون ليومين، حذرت الأمم المتحدة من «مفترق طرق» في العراق، في وقت وصلت لجنة برلمانية إلى كركوك للتحقيق في أحداث الحويجة الاخيرة.
وفي التفاصيل، قال مصدر في وزارة الداخلية لوكالة فرانس برس، إن ثمانية مصلين قتلوا وأصيب 36 بجروح بانفجار عبوة ناسفة داخل جامع الكبيسي في منطقة الشرطة الرابعة في غرب بغداد.
وأضاف مصدر وزارة الداخلية ان ستة مصلين اصيبوا بجروح بانفجار عبوة ناسفة عند جامع الشهيد يوسف في منطقة الشعب في شمال شرق بغداد، كما اصيب خمسة اشخاص لدى خروج المصلين من جامع مالك الاشتر في المنطقة ذاتها. كما اعلن المصدر اصابة ثلاثة مصلين بانفجار عبوة ناسفة عند جامع الرزاق في ناحية الراشدية الواقعة الى الشمال الشرقي من بغداد.
ويوم الثلاثاء الماضي قتل 13 شخصاً في هجمات استهدفت مسجدين في الدورة جنوب بغداد وفي منطقة بعقوبة شمال العاصمة.
وجاءت الهجمات، امس، على المساجد في وقت كان المتوقع ان تخرج تظاهرات مناهضة لرئيس الوزراء نوري المالكي من مساجد في بغداد، على خلفية عملية اقتحام اعتصام سني معارض في الحويجة (55 كلم غرب كركوك) الثلاثاء الماضي، قتل فيه 50 متظاهراً.
وبعد يوم من تحذير رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، من العودة الى الحرب الطائفية الأهلية، اعتبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر ان البلاد «تقف عند مفترق طرق». وقال في بيان شديد اللهجة إن العراق يتجه نحو المجهول ما لم تتخذ اجراءات حاسمة وفورية وفعالة لوقف دوامة العنف من الانتشار، داعياً قادة البلاد الى القيام بمبادرات شجاعة كالجلوس معاً.
ولليوم الرابع على التوالي، تواصلت اعمال العنف المرتبطة بحادثة الحويجة، التي قتل فيها منذ الثلاثاء 200 شخص وأصيب اكثر من 300 بجروح في هجمات معظمها استهدفت قوات الامن في انحاء عدة من البلاد، وفقاً لحصيلة تعدها وكالة فرانس برس.
وأعلن ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي لـ«فرانس برس» مقتل سبعة مسلحين في ثلاث هجمات استهدفت، فجراً، مناطق متفرقة الى الجنوب من مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد).
كما قتل جندي وأصيب اثنان من الشرطة في هجوم مسلح على نقطة تفتيش مشتركة في قرية الشيخ حمد في الشرقاط شمال غرب بغداد، وقتل مدني واصيب اثنان بجروح في هجوم استهدف نقطة تفتيش للشرطة في سامراء.
في هذا الوقت، بدأت القوات العراقية دخول ناحية سليمان بيك (150 كلم شمال بغداد) التي سيطر عليها مسلحون الاربعاء، اثر معارك شرسة مع الجيش، وذلك بعد انسحاب هؤلاء المسلحين منها اثر وساطة.
وقال قائمقام قضاء الطوز شلال عبدول بابان لـ«فرانس برس»، ان انسحاب المسلحين جاء بجهود العشائر ومحافظ صلاح الدين (احمد عبدالله عبد) الذين تمكنوا من اخماد الفتنة. وفي الرمادي، اعلن خطيب الجمعة في ساحة الاعتصام المعارض لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي، والمتواصل بالتزامن مع اعتصامات اخرى منذ نهاية العام الماضي، الشيخ حامد الكبيسي، تشكيل «جيش العزة والكرامة».
وقال مطالباً المصلين بأن يبايعوا «جيش العزة والكرامة في الانبار الذي يتبنى الدفاع عن اهل السنة والجماعة في العراق»، حسبما قال، ورد عليه آلاف المتظاهرين «نبايع نبايع»، بحسب ما افاد مراسل «فرانس برس» في المكان.
وأوضح «لقد انضمت الى هذا الجيش جميع الفصائل المسلحة والاتحادية التي شاركت ولم تشارك في المصالحة الوطنية» التي نظمتها الحكومة.
وفي كركوك أعلن المحافظ نجم الدين كريم أن وفداً من البرلمان العراقي وصل الى المدينة لتقصي الحقائق ومتابعة تداعيات الأحداث في مدينة الحويجة جنوبي المحافظة. وقال كريم ، في تصريح صحافي، إن الوفد يضم نوابا من لجنتي الأمن والدفاع ولجنة حقوق الانسان.