روسيا تجدد رفضها اتخاذ الأسلحة ذريعة للتدخل العسكري في سورية
دمشق: تصريحات أميركا وبريطانيا عــن استخدام «الكيماوي» محض افتراء
جددت روسيا، أمس، رفضها استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية كذريعة للتدخل العسكري، مطالبة بتحقيق جدي وعلني، يؤكد استخدام مثل هذه الاسلحة، في حين قالت دمشق ان اعلان الولايات المتحدة وبريطانيا استخداماً محتملاً لأسلحة كيميائية في سورية هو محض افتراء و«كذب وقح»، مكررة أنها لن تستخدم اسلحة كيميائية ابداً، واتهمت الغرب بتكرار السيناريو العراقي. ميدانياً قتل 10 اشخاص في قصف مصدره القوات النظامية على مدينة دوما، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتفصيلاً، اكد الموفد الرئاسي الروسي ميخائيل بوغدانوف من بيروت، رفض بلاده استخدام مسألة الاسلحة الكيميائية في سورية «ذريعة للتدخل العسكري»، مطالبا بتحقيق جدي وعلني يؤكد استخدام مثل هذه الاسلحة.
وقال بوغدانوف لقناة «الميادين» التلفزيونية التي تتخذ من بيروت مقراً، «اذا كانت هناك دلائل جدية على استخدام السلاح الكيميائي في سورية، يجب اظهارها على نحو فوري لا اخفاءها».
وأضاف بالروسية، وبحسب الترجمة العربية للقناة، «يجب التأكد من هذه المعطيات وفق المعايير الدولية وعلى نحو عاجل، لا ان تستخدم لتنفيذ اهداف اخرى. يجب الا يمثل ذلك ذريعة للتدخل العسكري».
وفي مقابلة اخرى مقتضبة مع قناة «المنار» التلفزيونية التابعة لـ«حزب الله»، قال نائب وزير خارجية روسيا الداعمة للنظام السوري، رداً على سؤال حول الموضوع نفسه، «علينا ان نعرف الحقيقة ونحصل على دليل لا على كلام اعلامي غير مبني على الحقائق والوقائع».
واضاف بالعربية «لدينا تجربة تاريخية للتدخل بالعنف في الشؤون العراقية بحجة أن هناك أسلحة نووية.. وفي نهاية المطاف تبين انه لم يكن هناك اي شيء».
من جهته، اعتبر وزير الاعلام السوري عمران الزعبي، امس، في حديث الى قناة «روسيا اليوم» بالانجليزية، ان اعلان الولايات المتحدة وبريطانيا عن استخدام محتمل لأسلحة كيميائية في سورية هو كذب وقح. وقال الوزير السوري للقناة ان «تصريحات وزير الخارجية الاميركي والحكومة البريطانية لا تنسجم مع الواقع وهي كذب وقح».
وأضاف الزعبي «اود ان اشدد مجدداً على ان سورية لن تستخدم (اسلحة كيميائية) ليس فقط لانها تحترم القانون الدولي وقواعد الحرب، بل بسبب مشكلات انسانية واخلاقية». ورأى ان المجموعة المناهضة للرئيس السوري في الامم المتحدة تستخدم الخوف من الاسلحة الكيميائية كوسيلة جديدة للضغط السياسي والاقتصادي على الحكومة السورية.
وطلبت سورية من الامم المتحدة التحقيق في الحادث الذي وقع في خان العسل في محافظة حلب، على قول الزعبي. وقال الوزير السوري ايضا «هذا الامر يثبت مرة جديدة ان سياسة الحكومة السورية موجهة ضد استخدام اي سلاح للدمار الشامل من جانب اي طرف، سواء ارهابيين او اسرائيل او اي دولة مجاورة».
واتهم الزعبي القوى الغربية الكبرى بأنها تريد ان تكرر في سوري «السيناريو العراقي»، الذي ادى الى اسقاط صدام حسين بذريعة وجود اسلحة كيميائية في هذا البلد.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تحدث الجمعة عن مزيد من الادلة على استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية، واصفاً الامر بأنه تصعيد بالغ الخطورة ينبغي ان يحض المجتمع الدولي على القيام بخطوات اضافية.
كما اقرت الولايات المتحدة للمرة الاولى الخميس بأن النظام السوري قد يكون استخدم اسلحة كيميائية، مع تأكيدها ان معلوماتها الاستخباراتية في هذا الصدد غير كافية للتأكد من ان دمشق تجاوزت الخط الاحمر الذي حددته واشنطن.
ووجه الرئيس الاميركي باراك أوباما، اول من امس، تحذيراً جديداً الى سورية من ان استخدام اسلحة كيميائية يمكن أن يؤدي الى «تغيير قواعد اللعبة»، واعداً بإجراء تحقيق جدي حول المعلومات عن استخدام النظام لهذه الأسلحة ضد معارضيه.
وأعلنت الامم المتحدة ان محققيها المكلفين التحقق مما اذا جرى استخدام اسلحة كيميائية في النزاع السوري بدأوا العمل من الخارج على جمع معلومات وبيانات تفيد تحقيقاتهم، وذلك بسبب استمرار دمشق في رفض السماح لهم بدخول أراضيها.
وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية مارتن نيسيركي، ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ارسل الخميس رسالة الى الرئيس السوري بشار الاسد، يطالبه فيها بالسماح لفريق المحققين بالدخول الى سورية، والعمل فيها بحرية ودون عوائق.
وأضاف المتحدث ان الامين العام يطلب بإلحاح من الحكومة السورية اعطاء جواب سريع وايجابي بما يتيح للبعثة العمل في سورية.
وأوضح ان العالم السويدي آكي سيلستروم، الذي عينه الامين العام في نهاية مارس الماضي على رأس لجنة التحقيق هذه، سيصل غدا الى مقر الامم المتحدة في نيويورك لإجراء مشاورات مع مسؤولين في المنظمة الدولية.
وأوضح المتحدث باسم الامم المتحدة ان المحققين ينتظرون حالياً في قبرص وقد بدأوا في جمع وتحليل مؤشرات ومعلومات متوافرة خارج سورية بشأن الاستخدام المحتمل للأسلحة الكيميائية. وبحسب دبلوماسيين فإن الغربيين سلموا الامم المتحدة افادات لأشخاص فروا من سورية يؤكدون استخدام السلاح الكيميائي فيها.
وأكد نيسيركي انه بانتظار الحصول على الضوء الاخضر من دمشق للدخول الى سوري، فإن المحققين سيواصلون انشطتهم هذه خارج (سورية) وقد يزورون العواصم المعنية.
ميدانياً قتل 10 اشخاص، امس، في قصف مصدره القوات النظامية على مدينة دوما في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بيان «قتل 10 مواطنين هم طفل وتسعة رجال في مدينة دوما نتيجة قصف القوات النظامية».
وكان المرصد اشار في وقت سابق الى غارة نفذتها طائرات حربية على المدينة الواقعة شمال شرق العاصمة.
في الوقت نفسه، افاد بقصف بالمدفعية والدبابات على مناطق في معضمية الشام جنوب غرب العاصمة، ما تسبب بأضرار مادية.
واستمر القصف لليوم الثالث على التوالي على حي برزة في شمال دمشق، الذي شهد الجمعة اعنف الاشتباكات في العاصمة منذ بدء الاضطرابات في سورية قبل اكثر من سنتين، بحسب المرصد السوري.
وبحسب سكان في برزة فروا حديثاً من الحي، فإن المنطقة باتت مقسومة بين القوات النظامية والمجموعات المقاتلة المعارضة. وشملت الغارات الجوية امس مناطق اخرى في ريف دمشق وفي حلب واللاذقية ودرعا والحسكة وإدلب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news