روسيا: اتفاق جنيف الحل الوحيد للأزمــة السورية
أكدت روسيا، أمس، أن اتفاق جنيف، الذي ينص على خطة لتكشيل حكومة انتقالية هو الأساس، ولا بديل عنه، من أجل حل سياسي للأزمة السورية، وإنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من سنتين، فيما حذّر رئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز، رئيس وزراء بلاده، ديفيد كاميرون، من أن التدخل في سورية رداً على ما تردد بشأن استخدام أسلحة كيميائية يخاطر بجر القوات البريطانية إلى حرب شاملة.
ميدانياً اعلن عن إصابة مسؤول حكومي سوري في انفجار عبوة ناسفة في دمشق، فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان صاروخ أرض أرض سقط فجر امس في بلدة تل رفعت في محافظة حلب، ما ادى الى مقتل اربعة مدنيين على الأقل هم سيدتان وطفلان.
في التفاصيل، اكد الموفد الرئاسي الروسي ميخائيل بوغدانوف، لدى مغادرته بيروت امس، ان اتفاق جنيف الذي ينص على خطة لتشكيل حكومة انتقالية ولمعالجة الأزمة في سورية هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاع المستمر منذ اكثر من سنتين.
وقال بوغدانوف، الذي قام بزيارة استمرت اربعة ايام الى لبنان، في تصريحات للصحافيين في مطار بيروت الدولي، ان اتفاق جنيف الذي تم التوصل اليه في يونيو «هو الأساس، ولا بديل عنه، من اجل حل سياسي للازمة السورية».
وتنص الخطة التي أقرتها مجموعة العمل حول سورية (الدول الخمس الكبرى وتركيا ودول من الجامعة العربية) في جنيف برعاية المبعوث الدولي السابق كوفي انان، على تشكيل حكومة انتقالية تملك كامل الصلاحيات التنفيذية، وتضم اعضاء في الحكومة الحالية وآخرين من المعارضة. وتدعو الى حوار وطني تشارك فيه جميع مجموعات واطياف المجتمع السوري. إلا ان الخطة لا تأتي على ذكر مصير الرئيس السوري بشار الاسد.
وقال بوغدانوف، ان «قيمة هذه الوثيقة التي نبني عليها تحركنا، تكمن في انها تؤسس لحوار وطني بين السوريين، لكي يقرروا مصير بلادهم ومستقبلها بأنفسهم». واضاف ان «واجبنا ان نساعدهم بفاعلية في هذا الامر ونشجع هذا الاتفاق».
وتتمسك المعارضة السورية برحيل الأسد، وتطالب بأن يركز أي حوار على هذا الموضوع. وتدعم روسيا النظام السوري الذي اكد مراراً ان مصير الرئيس يقرره الشعب السوري، مشيراً الى احتمال ان يترشح الاسد لولاية رئاسية جديدة في العام 2014.
والتقى بوغدانوف خلال زيارته الى بيروت عدداً كبيراً من المسؤولين اللبنانيين الحكوميين ومن المعارضة، موضحاً ان محور زيارته الوضع السوري وتأثيراته في الدول المجاورة وبينها لبنان.
وأعلن «حزب الله» ان أمينه العام حسن نصر الله التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي كشف قبيل مغادرته بيروت انه اجتمع خلال زيارته للبنان الى وفد من المعارضة السورية.
وقال الحزب في بيان أصدره فجر امس، ان نصر الله استقبل بوغدانوف حيث تم استعراض تطورات الأوضاع السياسية في المنطقة خصوصاً في لبنان وسورية.
وقال بوغدانوف في مؤتمر صحافي عقده في المطار قبيل مغادرته بيروت في ختام زيارة استمرت ثلاثة أيام، «التقيت في السفارة الروسية منظمي المعارضة السورية ووفد المعارضة السورية على رأسه الأمين العام لهيئة التنسيق الوطنية (حسن عبدالعظيم)، وتباحثنا في الوضع السوري وعن حل وطريقة تسوية سورية».
وأضاف «نحن نرى هيئة التنسيق الوطنية منظمة أساسية في صفوف المعارضة السورية، لذلك فإن موقف هذه المنظمة متمثل ببرنامج لتسوية الأزمة، وهذا البرنامج ينطبق مع رؤيتنا، ونقاطه تتطابق مع بيان جنيف في 30 يونيو من العام الماضي».
وفي لندن حذّر رئيس الأركان البريطاني الجنرال ديفيد ريتشاردز رئيس وزراء بلاده، ديفيد كاميرون، من أن التدخل في سورية رداً على ما تردد بشأن استخدام أسلحة كيميائية يخاطر بجر القوات البريطانية إلى حرب شاملة. وقالت صحيفة صندي تايمز امس، إن ريتشاردز يعتقد أن أي رد عسكري على استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يكون على نطاق واسع لتحقيق النجاح.
وأضافت أن ريتشاردز حثّ حكومة كاميرون على النظر بصورة ملية في ما اعتبرته نقطة تحول حيال ما بدا أنه استخدام على نطاق صغير للمواد الكيميائية في سورية، وأبلغ شخصيات عسكرية بارزة ان اللجوء حتى إلى إقامة مناطق إنسانية آمنة سيكون عملية عسكرية كبيرة دون تعاون من السوريين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ريتشاردز جادل بأن عملية عسكرية محدودة لإنشاء منطقة محظورة الطيران على غرار عملية البوسنة عام 1993، لن تكون كافية، بسبب الدفاعات الجوية السورية. ونقلت عن رئيس الأركان البريطاني «علينا أن نكون مستعدين بصورة جيدة، إذا ما قررنا الذهاب إلى الحرب في سورية».
على الصعيد الميداني، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان صاروخ ارض ارض سقط، فجر امس، في بلدة تل رفعت شمال سورية، ما ادى الى مقتل اربعة مدنيين على الاقل هم سيدتان وطفلان.
وقال معارضون للنظام السوري في المركز الاعلامي في حلب، انه صاروخ سكود اطلقه الجيش، لكن تعذر التحقق من هذه المعلومات بشكل مستقل.
وأدى الصاروخ الى سقوط عدد كبير من الجرحى أيضاً وتدمير منازل عدة.
وتحدثت الهيئة العام للثورة السورية التي تضم ناشطين، عن سقوط 30 جريحا وتدمير 10 منازل، موضحة ان بين الضحايا أماً وابنتيها.
وقال المرصد ان حصيلة الضحايا «يمكن ان ترتفع نظراً لوجود جثث تحت الانقاض».
من جهة أخرى، انفجرت عبوة ناسفة في منطقة مساكن برزة بالعاصمة السورية دمشق، نتج عنها إصابة شخص على الأقل تبين لاحقاً أنه مسؤول حكومي.
وأفادت مصادر من أهالي المنطقة بأن انفجار دوى في منطقة مساكن برزة بالقرب من نادي قاسيون الرياضي في دمشق، أدى إلى إصابة شخص واحد على الأقل، تلا ذلك سماع أصوات سيارات إسعاف وانتشار أمني في المكان.
في المقابل، بينت الوكالة السورية للانباء أن السيارة المستهدفة تعود لمعاون مدير الصرف الصحي في ريف دمشق، المهندس محمد تاموح، الذي أصيب جراء الحادثة، إضافة إلى وقوع أضرار مادية في السيارة، متهمة مسلحين بالوقوف وراء الانفجار.