بوتفليقة يواجه مجـدداً متاعب صحية
يواجه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، مجدداً، متاعب صحية استلزمت نقله للعلاج في فرنسا بعد أيام على مرور 14 سنة على توليه الرئاسة، خصص معظمها لمشروع المصالحة الوطنية الذي كان احد أهم مهندسيه لوضع حد لحرب أهلية اسفرت عن 200 ألف قتيل على الاقل، فيما أكد البروفيسور رشيد بوغربال الذي فحص الرئيس الجزائري عند إصابته بـ«نوبة دماغية عابرة»، أن الحالة الصحية لعبدالعزيز بوتفليقة «في تحسن»، وانه «لم يصب بأي اعراض جانبية»، ما طرح العديد من التساؤلات في الصحف الصادرة أمس، من حيث سرعة الإعلان الرسمي عن مرضه، وكذلك قدرته على الاستمرار في حكم البلاد قبل عام من الانتخابات الرئاسية.
وتفصيلاً، نقل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة (76 سنة)، الليلة قبل الماضية، الى مستشفى «فال دو غراس» العسكري في باريس لاستكمال فحوصه الطبية بعد «النوبة الدماغية العابرة» التي أصيب بها ظهراً، وعلاجه في مستشفى محلي.
وسبق لبوتفليقة ان خضع نهاية 2005 لعملية جراحية لعلاج «قرحة أدت إلى نزيف في المعدة»، في مستشفى «فال دو غراس» العسكري، وهو مستشفى غالباً ما يستقبل شخصيات فرنسية واجنبية رفيعة المستوى. وبعد سنة من ذلك أكد بوتفليقة انه كان فعلاً «مريضاً جداً»، لكنه تعافى تماماً.
وبحسب البروفيسور رشيد بوغربال، فإن بوتفليقة «تعرض (أول من أمس) لنوبة دماغية عابرة لم تترك آثاراً».
وأكدت صحيفة «الوطن» ان السلطات «كانت مضطرة الى إعلان مرض الرئيس لتفادي التأويلات التي ستصدر عندما يلاحظ الجزائريون غيابه عن نهائي كأس الجزائر» الأربعاء الماضي، وهو تقليد لم يغب عنه منذ توليه الحكم في 1999.
وأضافت «الوطن»، التي نشرت في الايام الماضية تحقيقات عدة حول تورط الرئيس وشقيقه السعيد في قضايا فساد، أن «إعلان مرض الرئيس بشكل رسمي يكشف عما كان يتداوله الشارع الجزائري، وهو ان الرئيس مريض فعلاً وأن صحته تكبح ممارسة سلطته في بلد صعب كالجزائر».
وأوضحت ان تدهور صحة الرئيس قبل سنة من الانتخابات الرئاسية المقررة في ابريل 2014 «يفسد مشروعات الداعين الى ترشحه لولاية رابعة».
كما أوضحت صحيفة «الخبر»، أن إصابة الرئيس الأخيرة تأتي لتزيد من توتر الجزائريين وشعورهم بعدم الاستقرار، خصوصاً أنها تبدو جادة، حسب ما سجل من طريقة الإعلان عنها.
وكانت صحيفة «لوكوتيديان دورون» المقربة من الرئاسة، أفادت بأن بوتفليقة ازاح شقيقه السعيد من منصب مستشار في الرئاسة، بينما تحدثت صحف عدة عن صراع بين مؤسسة الجيش والرئاسة بسبب تحقيقات حول الفساد وترشح بوتفليقة لولاية رابعة. وكانت الصحف الجزائرية تساءلت عن احتمال تورط السعيد بوتفليقة الاستاذ الجامعي والنقابي السابق في قضايا فساد في قطاع الطاقة الكهربائية.
ووصل بوتفليقة الى الحكم بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في 1999 بنسبة 90.24٪ من الأصوات، ثم أعيد انتخابه في 2004 و2009 بفضل تعديل دستوري يلغي تحديد عدد الولايات الرئاسية باثنتين، ومرت 14 سنة من حكمه في التاسع من أبريل 2013. ولم يعلن بوتفليقة إن كان سيترشح لولاية رابعة أم لا في الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل 2014.
وبادر بوتفليقة منذ ولايته الأولى الى إعادة السلم في بلاده التي أنهكتها حرب اهلية في سنوات التسعينات أسفرت عن نحو 200 ألف قتيل، حسب مصادر رسمية.