نجاة رئيس الوزراء السوري من تفجير استهدف موكبه
نجا رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، أمس، من محاولة اغتيال بانفجار سيارة مفخخة استهدف موكبه في دمشق وأسفر عن سقوط ستة قتلى. فيما حذرت روسيا من استخدام البحث عن أسلحة دمار شامل في سورية كـ «ذريعة» للإطاحة بالرئيس بشار الأسد. وفيما أعلنت فرنسا أنها في صدد التأكد من «المؤشرات» التي يملكها الأميركيون والبريطانيون حول استخدام أسلحة كيماوية في سورية، أعلنت إسرائيل أنها تمتلك أدلة وإثباتات على أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيماوية ضد معارضيه.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بـ«تفجير إرهابي» وقع صباح أمس، قرب حديقة ابن رشد على تقاطع طرق بمنطقة المزة في دمشق، ونقلت عن مصدر مسؤول قوله انه «كان محاولة لاستهداف موكب رئيس مجلس الوزراء»، وإن «الدكتور وائل الحلقي بخير ولم يصب بأي اذى».
وأشارت «سانا» الى ان الاعتداء «أسفر عن وقوع ضحايا وأضرار مادية». من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان، ان الانفجار نتج عن سيارة مفخخة تم تفجيرها على الأرجح عن بعد. وأشار الى مقتل احد مرافقي رئيس الوزراء، وإصابة آخر اصابة خطيرة. كما اصيب سائق احدى السيارات في الموكب.
وأكد مصدر امني سوري لـ «فرانس برس» مقتل احد الحراس الشخصيين.
ويعتبر حي المزة الواقع في غرب العاصمة من الاحياء التي تتمتع بحراسة مشددة وتوجد فيه سفارات عديدة ومبان حكومية ومقار امنية، ويقيم فيه العديد من المسؤولين السياسيين. وشاهد مصور «فرانس برس» سيارات محترقة بينها حافلة، في حين اقدمت اجهزة الأمن على اغلاق المنطقة.
وقال شاهد عيان لـ «فرانس برس»، «كنت أسير في الشارع حين وقع انفجار قوي فجأة وشاهدت سيارة تحترق والناس يركضون. وسمعت اصوات تناثر الزجاج».
وعين الحلقي رئيساً للوزراء في التاسع من أغسطس 2012 بعد انشقاق سلفه رياض حجاب وانضمامه الى المعارضة.
ودان الحلقي في وقت لاحق، بحسب ما نقلت عنه سانا، «التفجير الارهابي»، مؤكداً خلال ترؤسه اجتماعاً للجنة الاقتصادية، ان «هذه التفجيرات الارهابية دليل افلاس وإحباط المجموعات الارهابية والقوى الداعمة لها بسبب بطولات وانتصارات الجيش العربي السوري في ملاحقته وسحقه لفلولها».
وشدد على أن «هذه التفجيرات الإرهابية لن تزيدنا الا تصميماً وثباتاً على المزيد من العمل والعطاء والبناء وإعادة الامن والاستقرار».
والحلقي أرفع مسؤول يتعرض لاعتداء منذ التفجير الذي استهدف مبنى الامن القومي في وسط العاصمة في 18، يوليو 2012 وأودى بأربعة مسؤولين أمنيين وعسكريين كبار، بينهم نائب وزير الدفاع العماد آصف شوكت، صهر الرئيس السوري في تفجير انتحاري استهدف مبنى الأمن القومي في وسط العاصمة.
على الصعيد الميداني، وقعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلي المعارضة قرب مطار دمشق الدولي صباح، أمس، بحسب ما ذكر المرصد السوري، غداة احتدام «معركة المطارات» أول من أمس، في شمال البلاد حيث يحاول مسلحو المعارضة الاستيلاء على عدد منها.
في هذا الوقت، يستمر الجدل حول استخدام الاسلحة الكيماوية في سورية.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من تكرار السيناريو العراقي في سورية والمتعلق باستخدام ذريعة البحث عن أسلحة دمار شامل في البلد كحجة للاطاحة بالرئيس بشار الأسد. وشكك في الدعوة التي أطلقها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للحكومة السورية لكي تسمح لفريق تابع للمنظمة الدولية بالتحقيق حول استخدام النظام اسلحة كيماوية في ديسمبر الماضي.
وقال الوزير الروسي الذي تعتبر بلاده من الدول الداعمة لنظام دمشق، إن «هذا الطلب من الامين العام والمستند الى حدث دخل عالم النسيان منذ ذلك الوقت، يذكرنا بالمحاولات التي ترمي الى ان تتكرر في سورية ممارسة مماثلة لتلك التي حصلت في العراق عندما بدأت عمليات البحث عن أسلحة دمار شامل».
واتهم لافروف الذي كان يتحدث اثناء مؤتمر صحافي مع رئيسة مفوضية الاتحاد الافريقي نكوسازانا دلاميني-زوما، بعض الدول وفاعلين خارجيين بالتلويح بالتهديد بأسلحة كيماوية كذريعة للتشديد على ضرورة «غزو أجنبي» لسورية. وقال «هناك حكومات وفاعلون خارجيون يعتقدون ان كل الوسائل مناسبة للاطاحة بالنظام السوري». وأضاف «لكن موضوع استخدام اسلحة دمار شامل خطير للغاية، ينبغي عدم اللعب بذلك».
ورفض النظام السوري الاتهامات الاميركية والبريطانية حول لجوئه الى استخدام اسلحة كيماوية ضد المعارضين بعد تكثيف الاتهامات التي وجهتها المعارضة السورية وإسرائيل ايضاً في هذا المعنى.
وأعلنت إسرائيل، أمس، أنها تمتلك أدلة وإثباتات على أن نظام الأسد استخدم أسلحة كيماوية في الحرب الدائرة بسورية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن نظام الرئيس السوري استخدم أسلحة كيماوية ضد المتمردين، وأن «الحديث لا يدور عن تقييمات استخباراتية بشأن استخدام السلاح الكيماوي وإنما هناك إثباتات وحتى أكثر من إثباتات».
وأضاف أنه «توجد مواد خام ثقيلة بشأن استخدام جيش الأسد للسلاح الكيماوي، وهذا معروف لجميع وكالات الاستخبارات، فقد تم اطلاع جميع الجهات الاستخباراتية، ولا توجد شكوك لدى أحد في هذا الموضوع». وقال المسؤول الإسرائيلي إن «أحد المخاطر المركزية بالنسبة لنا هو تسرب السلاح في سورية إلى حزب الله ولبنان، وتسربها أيضاً إلى تنظيمات إرهابية تحاول الوصول إلى الحدود (في هضبة الجولان)، واحتمال استيلائهم على سلاح كيماوي أو تقليدي لم يكن بحوزتهم أبداً، ينعكس على دولة إسرائيل».
وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، أمس، في حديث الى «إذاعة أوروبا 1» حول هذه المسألة «نحن لا نملك تأكيدات. هناك مؤشرات قدمها البريطانيون وكذلك الأميركيون. اما نحن، فإننا في صدد التحقق من ذلك».
وأضاف أن «لا أدلة حتى الآن وطلبنا من الامين العام للامم المتحدة ان يأمر بإجراء تحقيق في كل ارجاء سورية لنرى ما هي عليه الحال. الا ان الأمر الذي يحمل دلالات هو ان سورية رفضت السماح لمحققين بالدخول الى اراضيها». وأقرت الولايات المتحدة للمرة الاولى الاسبوع الماضي بأن النظام السوري استخدم على الارجح اسلحة كيماوية في نطاق ضيق. وتحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن «أدلة محدودة» ولكن «متزايدة» حول هذا الاستخدام.