التغطية الصحافية للنزاع محفوفة بالمخاطر
تحولت تغطية الحرب التي تجتاح سورية منذ أكثر من سنتين الى احد الاعمال الأكثر خطورة في العالم، فإضافة الى التعرض للمعارك، بات الصحافيون أيضاً عرضة لعمليات الخطف لأسباب سياسية او جرمية على أيدي الطرفين المتحاربين.
وفي وقت تحيي الأمم المتحدة الجمعة اليوم العالمي لحرية الصحافة، مازال سبعة صحافيين مفقودين، بينهم الصحافي الاميركي جيمس فولي الذي زود وكالة «فرانس برس» على مدى أشهر بتقارير مصورة، وفقد الاتصال به منذ نوفمبر الماضي.
وآخر الصحافيين المفقودين الذين كشف عن اختفائهم في سورية هو الايطالي دومينيكو كويريكو (62 عاماً) الذي يعمل في صحيفة «لا ستامبا»، وتعود آخر رسائله الهاتفية الى التاسع من أبريل الماضي.
وغالباً ما تتريث عائلات الصحافيين المفقودين او وسائل إعلامهم في كشف عمليات الخطف او الاختفاء أملاً بالتواصل مع الخاطفين، وحل المسألة عبر دفع المال أو ربما التفاوض.
ويدخل عدد كبير من هؤلاء الصحافيين الى سورية من دون المرور بالمعابر التي لاتزال تسيطر عليها السلطات السورية، ويتنقلون خصوصاً في المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وبسبب تزايد المجموعات المعارضة واختلاف ولاءاتها وتعدد قياداتها، غالباً ما تكون تنقلات الصحافيين محفوفة بالمخاطر. ويتهم بعض الصحافيين مجموعات مسلحة أو عناصر فيها بسرقة الصحافيين، او احتجازهم من أجل المطالبة بفدية، بينما ينظر بعض المقاتلين المتطرفين والجهاديين الى الصحافيين الغربيين كأنهم جواسيس.
كذلك قتل عدد كبير من الصحافيين في سورية خلال سنتين، والعدد المعروف حتى الآن هو 23 صحافياً محترفاً و58 صحافياً سورياً. ويقول الامين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» كريستوف دولوار لوكالة «فرانس برس»: «إن عمل الصحافيين لتغطية النزاع في سورية يصبح أكثر صعوبة يوماً بعد يوم، وظروف عملهم تستمر في التدهور».