العيساوي يلوّح بتشكيل إقليم في المنطـقة الغربية من العراق
أكد وزير المالية العراقي المستقيل، رافع العيساوي، أن أخطاء رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، الكبيرة ستدفع الجميع إلى قبول تشكيل إقليم في المنطقة الغربية من العراق، فيما أعلن زعيم مؤتمر صحوة العراق، الشيخ أحمد أبوريشة، أن قادة التظاهرات اتفقوا خلال اجتماع لهم أمس، على تخويل الشيخ عبدالملك السعدي بالتفاوض مع الحكومة، مؤكداً أن المتظاهرين اتفقوا على دعم قوات الأمن العراقية بجميع تشكيلاتها، والتسمك بالوسطية والاعتدال خلال خطب الجمعة، وفي وقت قتل مرشح لانتخابات مجلس محافظة نينوى، على يد مسلحين مجهولين بشرق الموصل، أعلنت الأمم المتحدة أن شهر أبريل الفائت كان الأكثر دموية في العراق منذ يونيو 2008، حيث قتل 712 شخصاً وجرح 1633 آخرون.
وتفصيلاً، قال العيساوي، في مقابلة مع صحيفة «المدى» المستقلة، أمس، إن موضوع تشكيل أقاليم سنية في المستقبل «لايزال محل انقسام في نينوى والأنبار، لكن سياسات المالكي وأخطاءه الكبيرة هما اللتان ستدفعان الجميع إلى القبول بالإقليم في المنطقة الغربية».
وأضاف «أنا شخصياً لن أقبل أن أكون شريكاً في فريق دماء، ومن أجل ذلك سنمنع أن يتكرر نموذج المالكي»، وذكر «تجاوزنا مرحلة العنف وتعلمنا الدرس، لكن رئيس الوزراء لم يبقَ أمامه للتشبث بالسلطة والمنصب إلا أن يدفع الأمور نحو الاحتراب».
وتابع «أصابت اجتماعات أربيل والنجف المالكي بالجنون الشديد، ومساعينا يمكن أن تنقذ البلاد عبر اختيار مرشح شيعي معتدل يصحح المسار، وإن محوراً متنوعاً فكرياً وطائفياً وقومياً بين أربيل والنجف سيجبر الأميركيين والإيرانيين على تعديل سياستهم في العراق»، وأردف «قاعدة المالكي هي (اتركوني أعمل بلا قواعد ولا ضوابط) وانه يريد أن نتكيف مع رغباته أو نتعرض لعقاب شديد».
وقال أبوريشة، في حديث لموقع «السومرية نيوز» العراقي، إن «قادة الاعتصام في الأنبار ومختلف مدن العراق، خولوا الشيخ عبدالملك السعدي بالتفاوض مع الحكومة بشأن تحقيق مطالبهم»، مشدداً على أن «المتظاهرين يدعمون حواراً وطنياً خالصاً بين الحكومة وممثلهم الشيخ السعدي».
وأضاف أن «اجتماعاً موسعاً في مدينة الرمادي، عقده ممثلو ساحات الاعتصام في عدد من المحافظات، خلص إلى الاتفاق على دعم وإسناد الجيش العراقي وقوى الأمن بمختلف تشكيلاتها»، مشيراً إلى أن «المجتمعين اتفقوا أيضاً على التمسك بالوسطية والاعتدال في خطب الجمعة».
وأكد أن «عملية فض الاعتصام في الأنبار وفتح الحوار مع الحكومة حول مطالب المتظاهرين ضمن إطار عراقي، خيار قائم».
وقال «لا مشكلة لدينا في فتح حوار مع الحكومة يفضي إلى فض الاعتصام مادام هدف المتظاهرين هو تلبية مطالبهم المشروعة»، مضيفاً أن «التفاوض مع الحكومة، وإنهاء الاعتصام بتلبية مطالبنا، أمران قائمان».
أمنياً، قال مصدر أمني محلي، إن مسلحين اقتحموا منزل المرشح عن قائمة «متحدون» في محافظة نينوى، ابراهيم احمد الصفير، في حي المثنى شرق الموصل، أول من أمس، وأطلقوا النار عليه، ما أسفر عن مقتله، بينما لاذ المهاجمون بالفرار». واضاف أن الشرطة طوقت مكان الحادث وباشرت بحثها عن المهاجمين، بينما نقلت جثة القتيل إلى الطب العدلي.
وقالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، في بيان، إن «شهر أبريل كان الأكثر دموية منذ يونيو 2008، فقد قتل ما مجموعه 712 شخصاً وجرح 1633 آخرون في أعمال الإرهاب والعنف».
وذكرت أن عدد المدنيين الذين قتلوا في أبريل بلغ 595 شخصاً بينهم 161 من الشرطة المدنية، أما عدد المدنيين الجرحى فبلغ 1438 شخصاً بينهم 290 شرطياً مدنياً، وقتل 117 عنصراً من قوات الأمن العراقية، فيما جرح 195 آخرون. وذكر البيان أن العاصمة بغداد كانت الأكثر تأثراً حيث بلغ عدد خسائرها المدنيين 697 (211 قتيلاً و486 جريحاً)، وتلتها محافظات ديالى، وصلاح الدين، وكركوك، ونينوى، والأنبار.