ليفني تأمل استئناف مفاوضات السلام
هنية يحذر من «مخاطر» المبادرة العربية
أكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، إسماعيل هنية، ان المبادرة العربية لمبادلة أراضٍ مع اسرائيل تشكل «تنازلاً رسمياً» عربياً ،محذراً من «مخاطر» هذه المبادرة. في حين أعربت وزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني، المكلفة شؤون مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، خلال زيارة للولايات المتحدة، عن «أملها» في استئناف هذه المفاوضات المجمدة منذ سبتمبر 2010.
وانتقد هنية خلال خطبة صلاة الجمعة في مسجد بغزة، تعديل المبادرة العربية لحدود الدولة الفلسطينية تشمل مبادلة أراض مع اسرائيل.
وقال إن «التنازل الرسمي العربي يقابل دوماً بتشدد صهيوني، ويدل على ذلك عدم الاكتراث بكل التنازلات السابقة التي قدمت من المستوى الرسمي العربي ابرزها (اتفاقية) أوسلو، والمبادرة العربية 2002، التي تنازل بموجبها العرب مجتمعين عن 78٪ من ارضي فلسطين».
وحذر ان «المبادرة تحمل مخاطر كثيرة على شعبنا في الاراضي المحتلة عامي 1967 و1948، وعلى شعبنا في المنافي والشتات»، مشيرا الى انه «في كل مرة لا نرى إلا مزيداً من التعنت والصلف وارهاب شعبنا وسرقة أرضه وبناء المستوطنات والجدار، والفلسطينيون يتحملون نتيجة تلك المبادرات دائماً».
ودعا هنية وهو نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى تبني «استراتيجية تقوم على التمسك بالثوابت وإعادة رسم الاهداف الوطنية في بعديها المرحلي والاستراتيجي، وبرنامج سياسي باحتضان عربي يحفظ الثوابت، اضافة الى بناء وتصليب عود المقاومة لانتزاع حقوق شعبنا».
وجدد هنية رفض المبادرة العربية التي تقوم على مبادلة اراض مع إسرائيل، مؤكدا «عدم القبول بالتنازل عن شبر من ارض فلسطين، ولا بسياسة التفريط والتنازل، ولا الاعتراف بإسرائيل على شبر من أرضنا».
وأضاف «من يتحدثون عن المبادلة والمقايضة نقول لهم، ان فلسطين ليست عقاراً للبيع او المبادلة والمتاجرة، فهي حدود تاريخية وأرض ثابتة وقدس موحدة ولاجئون لهم الحق في أن يعودوا لوطنهم، استراتيجية التنازل والمفاوضات عبثية لم توصلنا الى شيء».
وبين هنية أن «التنازلات لا تعيد الحقوق، والمفاوضات لا تنتزع حريات، والهبوط الدائم بمستوى الموقف الرسمي العربي او الاسلامي او الفلسطيني لا يمكن إلا ان يقابل بمزيد من التعنت».
وكان رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي تترأس بلاده لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية، قال ان «الاتفاق يجب أن يقوم على أساس حل الدولتين، على أساس خط الرابع من يونيو 1967، مع (احتمال) إجراء مبادلة طفيفة متفق عليها ومتماثلة للأرض».
في سياق متصل، أعربت تسيبي ليفني، خلال زيارة الى الولايات المتحدة عن «أملها» في استئناف هذه المفاوضات المجمدة منذ سبتمبر 2010.
وقالت للصحافيين في نيويورك، اثر لقائها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، «آمل ذلك (ان تستأنف المفاوضات)، فهذا الامر يصب في مصلحة كل من اسرائيل والفلسطينيين والمجتمع الدولي». وقبيل لقائها كي مون التقت ليفني في واشنطن وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
وعقب اللقاء قالت الوزيرة الاسرائيلية ان كيري «منخرط جداً ومصمم» في هذا الملف.
وتعليقاً على اجتماع ليفني وكيري، قال مساعد المتحدث باسم الخارجية الاميركية باتريك فنتريل، ان الوزيرين «تباحثا في كل المسائل السياسية والامنية التي تواجهها اسرائيل».
وأضاف ان الاجتماع «يندرج في اطار مفاوضات يجريها الوزير (الاميركي) مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين، وكذلك أيضاً مع مسؤولين عرب وأوروبيين لاستكشاف السبل الممكنة لحل هذا النزاع».
من جهتها، اعتبرت ليفني ان العرض الذي تقدمت به الجامعة العربية «مهم»، مشيرة الى انه يرسل «رسالة جيدة لإسرائيل، مفادها انه عندما سنتمكن من التوصل الى سلام مع الفلسطينيين فسيكون بإمكاننا ان نأمل بالسلام مع العالم العربي بأسره».
وأضافت ان «الخبر السار الآخر، هو ان مبادرة السلام العربية ليست مبادرة، إما ان تأخذها كما هي، وإما ان تتركها، هي مبادرة يمكن التفاوض حولها».
وقللت اسرائيل والفلسطينيون، الاربعاء، من احتمالات استئناف مفاوضات السلام التي احياها تعديل في مبادرة السلام العربية التي اطلقت في 2002، ويسمح رسمياً بمبدأ تبادل اراض بين اسرائيل والفلسطينيين، برعاية اميركية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news