كرزاي يحث «طالبان» على محاربة أعداء أفغانستان.. ومقتل 5 جنود أميركيين
دعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي حركة طالبان، أمس، إلى محاربة أعداء أفغانستان، في خطوة اعتبرت على نطاق واسع بمثابة ضربة لباكستان، بعد أيام من وقوع اشتباكات بين قوات أمن البلدين الجارين، ونفى دفع أموال تلقاها من الاستخبارات الأميركية الى زعماء الحرب في بلاده، فيما قال متحدث باسم حلف شمال الأطلسي إن خمسة جنود أميركيين قتلوا، إثر إصابة آليتهم المصفحة بانفجار لغم قوي في إقليم مايوند الأفغاني.
وتفصيلاً، قال كرزاي للصحافيين في العاصمة كابول «بدلا من أن يدمروا بلادهم، يجب عليهم توجيه أسلحتهم صوب الأماكن التي تحاك فيها المؤامرات ضد الازدهار الأفغاني»، مشيرا إلى أن هذه «رسالة تذكير لـ(طالبان)».
وأضاف «يجب أن يقفوا مع هذا الشاب الذي استشهد، ويدافعون عن أرضهم»، في إشارة إلى رجل من شرطة الحدود الأفغانية، قتل الأربعاء الماضي، في اشتباكات على الحدود الأفغانية الشرقية مع باكستان، وأصيب جنديان باكستانيان بجروح.
وبحث كرزاي، هاتفي، مع وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، الوضع على الحدود الأفغانية الباكستانية بعد الاشتباكات التي وقعت أخيراً بين قوات البلدين في منطقة معبر غوشتا بإقليم نانغارهار بشرق أفغانستان. ونقلت صحيفة «خاما» الأفغانية، عن المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، أيمل فايضي قوله إن كرزاي وكيري ناقشا، هاتفياً، الاشتباكات الأخيرة في معبر غوشتا بين الجانبين الباكستاني والأفغاني.
وأضاف أن «مشاعر الشعب الأفغاني حساسة جداً، لأنهم لن يتحملوا بعد الآن تحركات باكستان المتواصلة داخل الأراضي الأفغانية، والتدخلات الأخرى لها في أفغانستان».
ويقول المسؤولون الأفغان أن الحكومة الباكستانية شيدت مؤسسات عسكرية جديدة، على التراب الأفغاني، بالقرب من الخط الذي تريد أن تزيله.
وخرج مئات الرجال إلى شوارع بلدة أسد آباد الأفغانية، أمس، قرب موقع الاشتباك في احتجاج مناوئ لباكستان والولايات المتحدة. وقبل يوم من الاحتجاج احتشد آلاف الرجال في كابول، دعما لقوات الأمن الأفغانية.
وتوترت العلاقات بين أفغانستان وباكستان، منذ تأسيس الأخيرة عام 1947، في نهاية الحكم الاستعماري البريطاني للهند، ولم توافق أفغانستان رسميا على الحدود بينهما.
وساعدت باكستان «طالبان» على تولي السلطة في أفغانستان في تسعينات القرن العشرين. ويقول الكثير من الزعماء الأفغان إن باكستان لاتزال تساعد المتشددين، وتعتبرهم أداة لمواجهة نفوذ الهند خصمها القديم في أفغانستان، غير أن باكستان تنفي مساعدة المتشددين، وتقول إنها تريد تحقيق السلام والاستقرار في جارتها الغربية.
ومن المرجح أن تزيد تصريحات كرزاي تدهور العلاقات المتوترة بالفعل مع باكستان. وتأتي تصريحات الرئيس الأفغاني في الوقت الذي تريد فيه الولايات المتحدة من باكستان أن تساعد أفغانستان على إقناع «طالبان» بالمشاركة في محادثات السلام، قبل انسحاب معظم القوات الأجنبية من البلاد، بحلول نهاية العام المقبل.
في سياق آخر، نفى الرئيس الافغاني أن تكون الأموال التي دفعتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه» الى الرئاسة الأفغانية، تم تحويلها الى زعماء الحرب الافغان، وذلك خلافا لما اكدته الصحافة. وقد اكدت صحيفة نيويورك تايمز أواخر أبريل الماضي، أن وكالة الاستخبارات المركزية دفعت في السنوات الـ10 الأخيرة الى الرئاسة الأفغانية عشرات الملايين من الدولارات، التي وزعت على زعماء حرب يرتبط بعض منهم بتجارة المخدرات أو على صلة بحركة طالبان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news