بغداد: الاعتصامات ضد المالكي تشكّل ملاذاً للإرهابيين ودعاة الفتنة
اتهم وزير الدفاع العراقي بالوكالة، سعدون الدليمي، أمس، تركيا بدعم الاعتصامات المعارضة لحكومة رئيس الوزراء، نوري المالكي، واصفاً هذه الاعتصامات بأنها باتت «ملاذاً للإرهابيين ودعاة الفتنة».
فيما بحث رئيس حكومة اقليم كردستان، نيجرفان البارزاني، في أربيل، مع السفير الأميركي لدى العراق، روبرت بيكروفت، التطورات الأمنية والسياسية في العراق، والعلاقات بين أربيل وبغداد، بينما تحاصر السيول والفيضانات نتيجة الأمطار الغزيرة التي ضربت مناطق وسط وجنوب البلاد قرى عدة في محافظتي واسط وميسان، أدت إلى مقتل طفلين اثر انهيار منزل.
وتفصيلاً، قال الدليمي خلال حفل تأبيني لخمسة جنود قتلوا قبل ايام في مدينة الرمادي على ايدي مسلحين «هناك اجندات خارجية تحرك هذه الساحات»، في اشارة إلى الاعتصامات المناهضة للمالكي.
وأوضح خلال الحفل الذي جرى في وزارة الدفاع في بغداد «كأنما (محافظة) الأنبار أو (مدينتا) الموصل او سامراء تشكلان امتداداً للسلطنة العثمانية، يا إخوان تحررنا منذ زمان».
ويشهد العراق، منذ نهاية العام الماضي، اعتصامات وتظاهرات مناهضة للمالكي في مدن تسكنها أغلبيات سنية، حيث يطالبه المعتصمون بالاستقالة، متهمين اياه بتهميش السنّة والتفرد بالحكم.
وعاش العراق خلال شهر ابريل موجة اعمال عنف استهدف اغلبها قوات الأمن، وحملت طابعاً طائفياً منذ اقتحام القوات الحكومية لاعتصام سني في الحويجة غرب مدينة كركوك، في عملية قتل فيها 50 شخصاً.
وقال الدليمي «العار كل العار والذلة كل الذلة لتلك الساحات التي تفتح ابوابها لإسطنبول أو أي بلد آخر»، معتبراً أن المعتصمين «لم يكتفوا بأن يكونوا حاضنين للإرهابيين والقتلة، بل صاروا يوالون بلداً آخر عبر ساحات الاعتصام». وشدد على أن «ساحات الاعتصام باتت ملاذاً آمنا للإرهابيين والقتلة ودعاة الفتنة والطائفية والكراهية».
يأتي ذلك في وقت قال بيان لحكومة اقليم كردستان إن «البارزاني استقبل في أربيل (الليلة قبل الماضية) سفير الولايات المتحدة لدى العراق، روبرت بيكروفت، وبحث معه التطورات الأمنية والسياسية في العراق، والعلاقات بين أربيل وبغداد، بالإضافة إلى زيارة رئيس حكومة الإقليم لبغداد الأسبوع الماضي، واجتماعه مع رئيس الوزراء الاتحادي، نوري المالكي، والأطراف السياسية العراقية، ونتائج تلك الاجتماعات».
ونقل البيان عن البارزاني تأكيده مجدداً أن «الأكرد وبقية الأطراف السياسية العراقية بنوا العراق الجديد معاً، وأن إقليم كردستان كان ولايزال مع معالجة المشكلات العالقة بين أربيل وبغداد عبر الحوار والجلوس حول طاولة المباحثات والتفاهم»، لافتاً إلى أنه «على هذا الأساس، بعد الاستفسار واستشارة جميع الأطراف السياسية الكردستانية، قمنا بزيارة بغداد».
وأضاف أن البارزاني يرى أنه «من غير المنتظر أن نقوم بحل كل المشكلات والخلافات مع بغداد بزيارة واحدة ومن خلال اجتماعات ولقاءات عدة، لكن المهم أن هناك الآن باباً مفتوحاً للحوار، ونحن لا نهمل أي فرصة للحوار، وسنبذل ما بوسعنا من جهود من أجل حل المشكلات».
وقال البيان إن السفير الأميركي أعرب من جانبه «عن دعمه لزيارة البارزاني الأخيرة لبغداد، واستئناف المباحثات والحوار مع الحكومة الاتحادية، كما رحب بعودة الوزراء الأكراد إلى بغداد، داعياً أن تكون هذه الخطوة بداية لتهدئة الأوضاع ومعالجة المشكلات بين الجانبين».
وأشار البيان إلى أن الجانبين ناقشا أيضاً «الأوضاع في المناطق الكردستانية خارج إدارة إقليم كردستان، أو ما يعرف بالمناطق المتنازع عليها، والتحركات العسكرية لقوات البيشمركة والجيش العراقي في المنطقة، وآلية تحقيق التهدئة وإيجاد حل للأزمة».
من ناحية أخرى، أمر المالكي بإرسال مروحيات إلى القرى المحاصرة في منطقة شيخ سعد، جنوب الكوت، لمساعدة العائلات المحاصرة التي يبلغ عددها اكثر من 50. وبحسب ضابط في الدفاع المدني، فإن السيول القادمة من إيران تسببت في قطع طرق رئيسة وأدت إلى نفوق عشرات رؤوس الماشية والحيوانات في تلك المناطق.
وقال الملازم في قوات الدفاع المدني، جاسم التميمي، لوكالة «فرانس برس» إن «طفلين احدهما في الثامنة من العمر والآخر يبلغ 11 عاما توفيا إثر انهيار منزلهما وسط الكوت». وأوضح أن «والدتهما اصيبت بجروح نقلت على اثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج».
من جهتها، اتخذت وزارة البيئة اجراءات طارئة لمواجهة خطر انجراف الألغام في محافظة ميسان، اثر تدفق كميات كبيرة من السيول عبر المناطق الحدودية.
وتضرب المناطق الجنوبية في العراق موجة من الأمطار الغزيرة اثر منخفض جوي تسبب في خسائر مادية كبيرة للمحاصيل الزراعية، وفيضانات في شوارع مدن الديوانية والناصرية والعمارة، بالإضافة إلى الكوت.