توتر بين دولتي السودان والجنوب بعد مقتل زعيم الدينكا في أبيي
أكد زعيم محلي، أمس، أن توتراً شديداً يسود منطقة أبيي المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان، بعد مقتل اكبر زعماء قبيلة الدينكا (اكبر قبائل جنوب السودان) وجندي إثيوبي يعمل في قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
وقتل زعيم الدينكا في منطقة ابيي، أول من أمس، في كمين نصبه أفراد من قبيلة المسيرية المنافسة، وأسفر عن مقتل احد جنود حفظ السلام، التابعين للأمم المتحدة أيضاً، وجرح اثنين آخرين.
وقال محمد الأنصاري، أحد زعماء المسيرية في ابيي، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» «هذا الصباح أبيي هادئة، لكنّ هناك توتراً شديداً، وكل طرف مستعد لأي شيء».
وكان مسؤول في قبيلة الدينكا قال لوكالة «فرانس برس»، طالباً عدم الكشف عن اسمه «اليوم قتل زعيم قبيلة الدينكا، كوال دينق مجوك، في منطقة أبيي، بعدما تعرض لهجوم من قبيلة المسيرية» وهم عرب من شمال السودان.
وأعلنت الأمم المتحدة أن جندياً إثيوبياً من قوة حفظ السلام التابعة لها، قتل، وجرح اثنان آخران، في كمين نصب لموكب كان يقل مجوك.
وأكدت قيادات من قبيلتي الدينكا والمسيرية لـ«فرانس برس» مقتل زعيم الدينكا. وقال أحد زعماء قبيلة المسيرية موجود خارج منطقة أبيي إن مجوق «قتل»، أول من أمس، خلال تبادل لإطلاق النار.
وأوضح أن مجوك كان متوجهاً إلى الشمال آتياً من أبيي بصحبة عناصر من قوات حفظ السلام في ابيي، السلطة الوحيدة في هذه المنطقة المتنازع عليها.
وأضاف القيادي، الذي طلب عدم كشف اسمه، أن «مجموعة من المسيرية أوقفت القافلة، ودخلت في نقاش مع كوال، ومن ثم حدث الاشتباك عندما كان أحد المسيرية يحضر بندقيته فأطلق عليه أحد جنود حفظ السلام النار وقتله فوقع الاشتباك»، وتابع «أثناء الاشتباك أصابت قذيفة عربة كوال وقتلته مع سائق عربته».
ودان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في بيان «بحزم» الهجوم، ودعا حكومتي السودان وجنوب السودان ومجتمعي الدينكا والمسيرية إلى أن يحافظوا على الهدوء والابتعاد عن الأحداث المؤسفة».
وقال أحد مواطني أبيي، طالباً عدم كشف اسمه، إن «مجوك كان مسافراً مع قائد قوات الأمم المتحدة، يوهانس تسفامريام، للوقوف على الأوضاع على الأرض، عندما أحاط بدو المسيرية بالموكب الصغير».
واضاف أن رجال المسيرية «كانوا يريدون معرفة سبب مرور الدينكا عبر مناطقهم، واستمر النقاش لفترة طويلة مع الأمم المتحدة التي طلبت مزيداً من التعزيزات».
وتابع «بدأ إطلاق النار، وأُطلقت النار على عربة زعيم الدينكا»، من دون أن يذكر من بدأ إطلاق النار.
وأشار إلى أن «هناك عدداً من الضحايا بمن فيهم قتلى من المسيرية. وتم فرض حظر التجوال في المنطقة بعد مقتل الزعيم القبلي».
ومن شأن مقتل هذا الزعيم القبلي تأجيج التوتر في هذه المنطقة التي تسيطر عليها قبيلة الدينكا.
وتعرضت منطقة ابيي التي تقارب مساحتها مساحة لبنان، لدمار كبير جراء حروب عدة، وهي من بين المسائل الأكثر حساسية التي توتر العلاقات بين الخرطوم وجوبا منذ اعلان استقلال جنوب السودان في يوليو 2011.
وينص اتفاق السلام بين الشمال والجنوب، الذي وقع في 2005 لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت عقوداً، وأدى إلى تقسيم السودان، على تنظيم استفتاء لسكان ابيي بشأن مستقبلهم في يناير 2011. ولم ينظم الاقتراع، إذ إن الخرطوم تطالب بإدراج قبيلة المسيرية على لوائح الناخبين، بينما ترفض جوبا ذلك.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news