الأسد يريد تحويل سورية إلى «دولة مقاومة».. وواشنطن لا تستبعد تسليح المعارضة

فرنسا تقترح ‬4 نقاط لحل الأزمة السورية

حي الخالدية وسط حمص تحول إلى دمار نتيجة قصف القوات السورية. رويترز

اقترحت فرنسا، أمس، خطة تحرك من أربع نقاط لحل الأزمة السورية، مطالبة الأمم المتحدة بإدراج جبهة النصرة على لائحة الإرهاب، وفيما اعلن الرئيس السوري بشار الاسد انه يريد «فتح باب المقاومة» في بلاده، وتحويل «سورية كلها» الى «دولة مقاومة» على غرار حزب الله في لبنان، جدد البيت الأبيض التأكيد على ان كل الخيارات مطروحة بشأن سورية، ومن بينها مسألة تزويد المعارضة بأسلحة فتاكة.

ميدانياً سيطرت قوات النظام السوري على قرية الشومرية في ريف القصير، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الجيش الحر.

وتفصيلاً، اقترح وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أمس، على الأمم المتحدة إدراج جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» على لائحة الإرهاب، محذراً من أن استمرار الأزمة السورية سيحوّلها إلى أسوأ كارثة في بداية القرن.

وحذر فابيوس في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية من أن «المأساة السورية إذا استمرت، قد تكون الكارثة الإنسانية والسياسية الأسوأ في بداية القرن. فالقتلى والجرحى والنازحون يبلغون مئات الآلاف في سورية أو في الدول المجاورة». وأضاف أنه إذا لم يوضع حد للنزاع فسوف «ينفجر الوضع في سورية، ويزداد التطرف المذهبي في المعسكرين». وقال إن «الأزمة السورية مع الملف النووي الإيراني ـ والاثنان مرتبطان ـ تشكل الخطر الحالي الأكبر على السلام».

واقترح الوزير الفرنسي خطة تحرك من أربع نقاط لحل الأزمة: أولاً مواصلة الضغط من أجل حل سياسي، إذ رأى أن على الولايات المتحدة أن تشارك بالكامل وتعزز النقاشات مع الروس.

والنقطة الثانية هي زيادة الدعم للمعارضة المعتدلة، داعياً الائتلاف السوري المعارض إلى التوسّع والتوحّد، مضيفاً «كي لا يبقى أي غموض، نقترح أن تصنف الأمم المتحدة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والمعارضة لـ(الرئيس السوري) بشار الأسد كمنظمة إرهابية».

والخطوة الثالثة، البحث مع الشركاء الأوروبيين في موضوع حظر السلاح، قائلاً «من جهة لا شك في أن المقاومين والمدنيين يتعرضون باستمرار للقصف: ويطالبون بشكل مشروع بوسائل لحمايتهم. ومن جهة أخرى لا يمكننا أن نعطيهم أسلحة يمكن أن تسقط بين أيدي حركات إرهابية».

وأخيراً، دعا إلى تحديد خطة التحرك في حال استخدم نظام الأسد السلاح الكيميائي، مضيفاً «يجب عندها التحرك والتحرك سريعاً». وقال إن هناك إشارات وليست أدلة على استعمال النظام أسلحة كيميائية.

من جهته، اعلن الرئيس السوري بشار الاسد انه يريد فتح باب المقاومة في بلاده، وتحويل سورية كلها الى «دولة مقاومة» على غرار حزب الله، بحسب ما نقلت صحيفة الاخبار اللبنانية عن شخصيات زارته في دمشق.

ونقلت الصحيفة القريبة من دمشق عن زوار دمشق، الذين لم تحددهم، قول الرئيس السوري إن سورية كانت «قادرة بسهولة على أن ترضي شعبها وتنفس احتقانه واحتقان حلفائها وتشفي غليلها بإطلاق بضعة صواريخ على إسرائيل، رداً على الغارة الإسرائيلية على دمشق» قبل ايام.

واضاف ان بلاده «تدرك أن الإسرائيلي لا يريد حرباً، وأنه في حال قيامها برد من هذا النوع، ستعتبر ضربة في مقابل ضربة»، مشيراً الى ان الوضع الدولي لا يسمح بحرب لا تريدها أصلاً اسرائيل ولا أميركا. وقال الاسد، بحسب الزوار «بذلك نكون قد انتقمنا تكتيكياً. أما نحن، فنريد انتقاماً استراتيجياً».

وأوضح ان هذا الانتقام الاستراتيجي سيكون «عبر فتح باب المقاومة، وتحويل سورية كلها إلى دولة مقاومة» تشبه حزب الله، من أجل سورية والأجيال المقبلة.

ورحبت وزارة الخارجية السورية، امس، بالتقارب الاميركي الروسي حول سورية، معبرة في الوقت نفسه عن ثقتها بثبات الموقف الروسي الداعم للنظام منذ بدء الازمة قبل ‬26 شهراً. وهذا هو الرد الرسمي السوري الاول على اعلان واشنطن وموسكو اتفاقاً على الدعوة الى مؤتمر دولي حول سورية، وحث الطرفين المتقاتلين على التفاوض من اجل التوصل الى حل سياسي.

من جانبه، رحب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بإعلان وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري بشأن الاتفاق على العمل معاً للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراع في سورية.

وفي واشنطن جدد البيت الأبيض التأكيد على ان كل الخيارات مطروحة بشأن سورية، وواشنطن تراجعها باستمرار، ومن بينها مسألة تزويد المعارضة السورية بأسلحة فتاكة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، ان أميركا مستمرة في تقديم وزيادة مساعداتها للشعب السوري والمعارضة والمجلس العسكري الأعلى في سورية، مشدداً على ان المساعدات مازالت غير قاتلة، لكنه أشار إلى ان واشنطن ترفع من مستوى مساعداتها، مشيراً إلى ان تزويد المعارضة بأسلحة فتاكة مطروح لجهة كون كل الخيارات مازالت مطروحة على الطاولة.

ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة امس بين قوات النظام السوري، مدعومة من حزب الله اللبناني، والمجموعات المقاتلة المعارضة للنظام في ريف القصير بوسط سورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان، وذلك بعد سيطرة القوات النظامية على قرية الشومرية. واكد مصدر عسكري سوري لوكالة «فرانس برس» ان الجيش السوري استرد القرية في ريف القصير، وان قواته تتجه حاليا نحو بلدة الغسانية المحاصرة من المسلحين منذ عام تقريباً.

وذكر المرصد من جهته ان اشتباكات عنيفة تدور في محيط قرية الشومرية، بعد سيطرة القوات النظامية ومقاتلي حزب الله على القرية. وذكر ان هناك خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما اشار الى قصف براجمات الصواريخ على مدينة القصير التي تعتبر معقلاً لقوى المعارضة المسلحة.

واوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لوكالة «فرانس برس» ان الجيش، مدعوماً من مسلحي اللجان الشعبية الموالية له وحزب الله، يتقدم نحو مدينة القصير، مضيفاً انهم يتفوقون بالقوة النارية، ويقومون بعمليات عنيفة لاستعادة القصير.

وفي خضم هذه المعارك، سقطت ثلاثة صواريخ في منطقة الهرمل بلبنان التي تقطنها أغلبية شيعية موالية لحزب الله، واثنين في منطقة مشاريع القاع التي تقطنها أغلبية سنية مؤيدة للمعارضة السورية.

وفي محافظة إدلب، افاد المرصد عن انفجارات عنيفة هزت مستودعات الذخيرة في معسكر القرميد التابع للقوات النظامية، نتيجة استهدافها بصواريخ أرض أرض قصيرة المدى من الكتائب المقاتلة.

وفي درعا، تستمر الاشتباكات في شمال بلدة خربة غزالة في محاولة للقوات النظامية السيطرة على كامل البلدة التي دخلتها قبل يومين، والتي تعتبر مهمة لاستعادة السيطرة على كامل الطريق الدولي بين درعا ودمشق. وفي دمشق، وقعت اشتباكات فجراً عند اطراف حي برزة تخللها قصف مدفعي على منطقة البساتين المحيطة بالحي، كما نفذت طائرات حربية غارات على مناطق في ريف دمشق.

 

تويتر