صورة وظلال
عمران خان..من الكريكت إلى السياسة
يأمل نجم رياضة الكريكت السابق، وصاحب الشعبية الكبيرة في باكستان عمران خان، الاستفادة من صورته كممثل لجيل جديد من السياسيين في الاستحقاق الانتخابي اليوم، وقطف ثمار حملته الانتخابية الناشطة، بهدف «إحداث ثورة» في البلاد، عبر كسر احتكار الأحزاب التقليدية.
ولد عمران خان في 1952، لعائلة ثرية في لاهور، ودرس في أهم الجامعات الباكستانية والإنجليزية. ولمع نجم خان، خريج جامعة أكسفورد، سريعا في رياضة الكريكت. في سن الـ19 عاما، وبدأ مسيرته في المنتخب الوطني الباكستاني. وعلى الرغم من أنه لم يكن أكثر اللاعبين موهبة في بداياته، لكنه بذل جهودا كبيرة، ليصبح أفضل لاعب في تاريخ رياضة الكريكت في باكستان. وقام خان في فترة لاحقة باعتزال رياضة الكريكت، ليعيش سنوات حياة مشاهير الإعلام، حيث كان يشاهد في أشهر حانات لندن إلى حين اقترانه بجيمينا غولد سميث ابنة القطب المالي الفرنسي ـ البريطاني جيمي غولد سميث، عام 1995.
واعتنقت غولد سميث الإسلام، ثم انتقلت مع زوجها للعيش في لاهور، حيث رزق الثنائي بصبيين، إلا أنهما طلقا عام 2004، والسبب ـ وفق بعض المصادر ـ صعوبة تأقلم جيمينا غولد سميث مع الحياة في باكستان.
وعرف عمران خان بمشروعاته الخيرية، بالقدر نفسه لشهرته برياضة الكريكت، خصوصا من خلال تأسيسه في لاهور أفضل مستشفى لمعالجة السرطان، في البلاد، تكريما لوالدته. ويحظى عمران خان بشعبية كبيرة لدى ملايين الباكستانيين، منذ قيادته الفريق الوطني في الكريكت، الرياضة المفضلة في البلاد، حين فاز بلقبه الوحيد ببطولة العالم، عام 1992.
ويبلغ خان حاليا 60 عاما، كما لايزال يحتفظ بجسم رياضي ومظهر حسن ببشرته السمراء.. كل هذه العوامل جعلت منه شخصية جماهيرية محببة، في بلد يفتقرإلى رونق المشاهير بالمفهوم السائد.
ويجذب خان خصوصا فئة الشباب قاطني المدن، الذين سئموا الأحزاب التقليدية، وأكد خان الأسبوع الماضي، لوكالة «فرانس برس»، أن الثورة تسير جيدا، وذلك على هامش لقاء انتخابي في ولاية البنجاب، التي يتحدر منها، وهي أكبر ولايات البلاد من حديث التعداد السكاني.
شعاراته واضحة: تغيير البلاد، إزاحة الطبقة الثرية التي تحتكر السلطة، اجتثاث الفساد، حل أزمة الطاقة، مجابهة واشنطن، التي تكثر من ضغوطها في اتجاه مكافحة الإرهاب، ومحاولة التحادث مع مقاتلي« طالبان» الإسلاميين. وخلال الحملة، عمدت «طالبان» إلى تحييد خان عن اعتداءاتها، التي استهدفت خصوصا الأحزاب العلمانية في الحكومة المنتهية ولايتها، في هجمات تجنب عمران خان إدانتها. وقامت حركته «باكستان تحريك وإنصاف»، بحملة ناجحة خصوصا عبر «الإنترنت»، لكن بروز السياسيين الانتهازيين المتحدرين من الأحزاب التقليدية بدأ بتلطيخ صورة الفارس المنقذ، الممتطي حصانا أبيض، التي سعى إلى ترويجها، لكن السؤال يبقى: هل سيتمكن عمران خان الذي يعد بـ«طوفان» انتخابي، من قلب المعادلة؟
في الجهة المقابلة، يطلق أشرس الخصوم عليه لقب «طالبان خان»، واصفين إياه بالديماغوجي الشعبوي الخطير والمحافظ، وبالساذج الذي يحمل على الولايات المتحدة، لكنه يحيد متطرفي «طالبان»، باعتقاده أن ذلك سيحسن الوضع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news