جانب من عملية فرز الأصوات في انتخابات باكستان. أ.ف.ب

مشاركة قوية في انتخابات باكستان .. وسقوط ‬18 قتيلاً بهجمات

انتهت، أمس، في باكستان عملية انتخابية تاريخية لتعزيز الديمقراطية، تميزت بمشاركة قوية من الناخبين الذين تحدوا تهديدات حركة طالبان، وأعمال عنف اسفرت عن سقوط ‬18 قتيلاً، وعلى الرغم من اتهامات بالتزوير في مدينة كراتشي، أعرب رئيس الوزراء السابق، نواز شريف، عن ثقته بالفوز، وبأنه سيصبح أول سياسي في تاريخ البلاد يفوز ثلاث مرات بالاقتراع.

وبعد إغلاق صناديق الاقتراع، مساء امس، بعد ساعة من الوقت المحدد، ذلك أن اللجنة الانتخابية مددت مهلة التصويت بسبب الإقبال الكبير والتأخير في فتح بعض صناديق الاقتراع. بدأت عملية فرز الأصوات، حيث توقع مسؤول كبير في اللجنة الانتخابية أن تصل نسبة المشاركة إلى ‬60٪، في ارتفاع كبير مقارنة بآخر انتخابات جرت في ‬2004 وكانت فيها نسبة المشاركة ‬44٪.

وبعد فوز الحزابا التقدمية والعلمانية عام ‬2008، يراهن معظم المراقبين على فوز الرابطة الإسلامية (وسط يمين) التي يتزعمها نواز شريف، صاحب معامل الفولاذ المتحدر من النخبة التقليدية، الذي سبق أن تولى رئاسة الوزراء مرتين في التسعينات.

غير أن النتيجة التي ستحققها «حركة الإنصاف» بزعامة نجم رياضة الكريكت السابق، عمران خان، الذي أثار المفاجأة واستقطب الأضواء في الحملة الانتخابية، تثير تكهنات، لاسيما انه استفاد من تعاطف كبير منذ أن سقط عن ارتفاع امتار عدة في حادث اثناء مهرجان انتخابي هذا الأسبوع، وكُسر عدد من فقرات عموده الفقري.

ودعي اكثر من ‬86 مليون باكستاني لانتخاب نواب الجمعية الوطنية والمجالس الإقليمية الأربعة. وتعد هذه الانتخابات تاريخية لأنها ستتيح لحكومة مدنية اكملت ولايتها من خمس سنوات تسليم الحكم إلى حكومة اخرى مدنية ايضا للمرة الأولى في هذا البلد الذي استقل في ‬1947، ويبقى تاريخه مطبوعا بالانقلابات العسكرية.

وأعلن حزب خان مقاطعة الانتخابات في كراتشي بعد اتهامات بالتزوير. وقال المسؤول الكبير في الحزب، محمد حسين مهنتي، خلال مؤتمر صحافي «إنها انتخابات مزورة، يروع مسلحون في الحركة القومية المتحدة السكان المحليين ويتلاعبون بالاقتراع»، وقال مسؤول كبير في «حركة الانصاف» إن الحركة القومية المتحدة قامت بعمليات تزوير على نطاق واسع في كراتشي التي تعد ‬18 مليون نسمة، وتشهد تنافساً عرقياً وسياسياً واقتصادياً. وأكد مراقبون محليون أن ثلاثة من اعضائهم تعرضوا للضرب من قبل متطوعين في «الحركة القومية المتحدة» في كراتشي.

من جهته، أعرب رئيس الوزراء الباكستاني السابق، نواز شريف، عن ثقته بالفوز في الانتخابات التشريعية وبأنه سيصبح اول رجل سياسي في تاريخ البلاد يفوز ثلاث مرات بالاقتراع. وقال شريف زعيم «الرابطة الاسلامية» بعد أن ادلى بصوته في معقله في لاهور «أرى اليوم حلماً يتحول إلى حقيقة». وبعد صدور نتائج الاحزاب تبدأ المفاوضات والمساومات السياسية التي قد تستمر أسابيع عدة.

وسيدعى الحزب الذي يتصدر النتائج إلى تشكيل تحالف يحظى بالأغلبية ويمكنه قيادة البلاد، واذا تعذر عليه ذلك ينتقل التكليف إلى الحزب الذي يحل في المرتبة الثانية، وفق نظام يفتح الباب لمشاورات كثيفة واحتمالات كثيرة بتشكيل تحالفات في الأسابيع المقبلة. وسقط اكثر من ‬130 قتيلاً خلال حملة انتخابية اعتبرها المراقبون الأكثر دموية في تاريخ البلاد، وتبنت معظم اعتداءاتها حركة طالبان الباكستانية، التي تعارض العملية الديمقراطية التي تعتبرها غير اسلامية. وتوعدت حركة طالبان الباكستانية بسلسلة من الهجمات في هذا اليوم الحاسم بالنسبة للديمقراطية في باكستان، حيث انتشر اكثر من ‬600 الف عنصر من قوات الأمن لحماية مراكز الاقتراع. ومع ذلك انفجرت عبوة اولى في كراتشي (جنوب) بعد ساعتين على بداية الاقتراع. واستهدف الاعتداء مرشحاً من «حزب عوامي الوطني» العلماني، وهو من الأهداف المفضلة لحركة طالبان التي سارعت إلى تبنيه، وأسفر عن سقوط ‬11 قتيلاً على الأقل، بينهم طفل في سن الثالثة، و‬36 جريحاً كما افادت مصادر استشفائية. وفي ولاية بالوشستان المضطربة سقط ستة قتلى بينهم عنصران شبه عسكريين في اعتداءات مختلفة لترتفع حصيلة القتلى في اعمال العنف الانتخابية السبت إلى ‬18 قتيلاً. وفي الشمال الغربي انفجرت عبوة اخرى امام مركز اقتراع نساء في بيشاور فأصيب ثمانية اشخاص، كما اعلن اطباء، بينما انفجرت عبوة ثالثة متوسطة القوة في مردان قرب بيشاور فأصيب اربعة اشخاص بجروح.

 

الأكثر مشاركة