فلسطيني يمشي أمام لوحة جدارية على حائط في مدينة جنين استعدادا لإحياء ذكرى النكبة. أ.ف.ب

مخطط إسرائيلي للسيطرة على أراضٍ واسعة في الأغوار

كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، أن إسرائيل ستسلم السلطة الفلسطينية مساحة صغيرة من الأراضي قرب مدينة أريحا في غور الأردن، من أجل بناء مدينة جديدة، مؤكدة أن ذلك يندرج ضمن مخطط إسرائيلي، للسيطرة على أراضٍ بمساحة أكبر بكثير في منطقة الأغوار ويسكنها فلسطينيون. فيما اندلعت، فجر أمس، اشتباكات مسلحة في مخيم جنين شمال الضفة الغربية، بين شبان وبين قوات إسرائيلية خاصة، تسللت إلى المخيم لاعتقال ناشطين فلسطينيين سابقين.

وقالت صحيفة «معاريف»، إن «الإدارة المدنية» التابعة للجيش الإسرائيلي تعكف حالياً على دراسة خطة تقضي بتسليم السلطة الفلسطينية أراضي بمساحة ‬2000 دونم قرب أريحا، من أجل إقامة مدينة جديدة باسم «النعيمة».

وأضافت أنه سينتقل للسكن في هذه المدينة نحو ‬8000 نسمة، وسيقيمون في ‬1140 وحدة سكنية، وأن المرحلة الأولى من مخطط المدينة ستشمل بناء بيوت خاصة.

وعلى ما يبدو، فإن خطة إقامة مدينة «النعيمة»، هي جزء من مخطط إسرائيلي أكبر يهدف إلى السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي، بعد إخلاء مواطنين فلسطينيين منها، وانتقالهم للسكن بهذه المدينة.

وقالت «معاريف» إن قسما من الفلسطينيين الذين سينتقلون للسكن بهذه المدينة، سيشترون البيوت في إطار عملية تسويق تجاري لها، لكن القسم الآخر هم من البدو الذين يسكنون اليوم بصورة غير قانونية على «أراضي الدولة»، بمنطقة أريحا، وأن إقامة المدينة «ستقلص ظاهرة البناء غير القانوني لدى الفلسطينيين». ويشار إلى أن المقصود بـ«أراضي الدولة»، أراض واقعة في الضفة الغربية، وتسعى إسرائيل إلى مصادرتها من أصحابها الفلسطينيين.

ويبدو هذا المخطط مشابهاً إلى حد كبير للمخططات التي نفذتها وتنفذها إسرائيل في منطقة النقب، وتقضي بتهجير المواطنين العرب عن قراهم غير المعترف بها وأراضيهم وتجميعهم في بلدات بدوية قائمة، وأخرى ستتم إقامتها من أجل السيطرة على هذه الأراضي، بينما في المقابل صادقت حكومة إسرائيل على مخططات لإقامة ‬10 بلدات يهودية صغيرة، إضافة إلى نقل معسكرات للجيش الإسرائيلي من وسط إسرائيل إلى النقب.

وقالت «معاريف»، إن «الإدارة المدنية» صادقت على مشروع إقامة المدينة الجديدة، وتمت المصادقة على تخطيطه ويتوقع نشر إعلانات حولها في الصحف من أجل تقديم اعتراضات عليها.

ونقلت عن المستوطنين في غور الأردن معارضتهم لخطة إقامة المدينة الجديدة، واعتبارهم أن حكومة إسرائيل برئاسة بنيامين نتنياهو «تجمد البناء (الاستيطاني) لليهود، وتوزع أراضي الدولة على الفلسطينيين كهدية».

ويذكر أن نتنياهو يرفض قيام دولة فلسطينية في حدود عام ‬1967، وأعلن مرارا أنه حال قيام دولة فلسطينية، فإن غور الأردن لن يكون جزءا منها، وأن الجيش الإسرائيلي سينتشر فيه. وقالت الصحيفة إن قادة المستوطنين التقوا وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون الأسبوع الماضي، واحتجوا أمامه على مخطط إقامة المدينة، بادعاء أنه ستتم «مصادرة» أراض من المستوطنات، فيما قال يعلون إنه يدعم خطة «الإدارة المدنية».

من ناحية أخرى، قال شهود عيان إن اشتباكات اندلعت في مخيم جنين بين شبان مسلحين وبين قوات إسرائيلية خاصة، تسللت إلى المخيم لاعتقال ناشطين سابقين في «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، حاصلين على «عفو» من سلطات الاحتلال، من دون أن تقع إصابات.

وأضافوا أن الاشتباك اندلع أثناء اقتحام عناصر القوات الخاصة منزلي الناشطين السابقين، ووقع تبادل لإطلاق النار، فيما تدخلت قوات الاحتلال العسكرية التي اقتحمت المخيم بأعداد كبيرة، وسط تحليق مروحيتين في سماء المنطقة.

وتمكنت قوات الاحتلال من اعتقال شابين، بعد اقتحام منزليهما، رغم حصولهما على «عفو»، بموجب اتفاق بين السلطة وإسرائيل، عام ‬2007، ينص على أن تتوقف إسرائيل عن مطاردتهما واعتقالهما مقابل وقف نشاطهما العسكري.

وشهد مخيم جنين مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، التي اقتحمت المخيم لمساندة عناصر القوات الخاصة، رشق خلالها الشبان قوات الاحتلال الموجودة بالقرب من مقبرة شهداء المخيم بالحجارة والزجاجات الفارغة، فيما رد جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز، لتفريق المتظاهرين، من دون أن يبلغ عن إصابات.

الأكثر مشاركة