السلفيون الجهاديون يهددون الحكومة التونسية بمواجهات مسلحة. أ.ف.ب

«أنصار الشريعة» يلوّح بـ «أفغنة» و«صوملة» تونس

لوّح تنظيم «أنصار الشريعة» في تونس، المعروف بتوجهاته السلفية الجهادية، بقرب المواجهة مع السلطات التونسية بشن معارك شبيهة بمعارك أفغانستان والشيشان والعراق وسورية، بعد حملة شنتها الحكومة الإسلامية على اجتماعات لم تحصل على ترخيص لجماعات سلفية، وذلك في تطور خطير ساهم في اتساع دائرة الاحتقان، وصعّد في أجواء التوتر والقلق التي تلف البلاد منذ مدة، فيما أعلنت السلطات الأميركية القبض على تونسي خطط لتلويث المياه والهواء ببكتيريا قادرة على قتل ‬100 ألف شخص.

وتفصيلاً، قال زعيم التنظيم سيف الله بن حسين المعروف ايضاً باسم أبوعياض في بيان على موقع انصار الشريعة «إلى اولئك الطواغيت المتسربلين بسربال الاسلام، والاسلام منكم براء، اعلموا انكم ترتكبون من الحماقات ما يجعلكم تستعجلون المعركة».

وأضاف «شبابنا الذي اظهر من البطولات في الذود عن الاسلام في افغانستان والشيشان والعراق والصومال والشام لن يتوانى عن التضحية من اجل دينه في ارض القيروان. والله تلك البلاد ليست اعز على شبابنا من بلادنا».

وقال (أبوعياض)، ان دعم الولايات المتحدة والغرب وتركيا والجزائر وقطر لن يجدي تونس، إذا «قعقعت السيوف، واريشت السهام، وضرب النصال بالنصال».

وهذا اخطر تهديد يطلقه زعيم انصار الشريعة السلفية الجهادية التي تعلن ولاءها لتنظيم القاعدة (أبوعياض) المطلوب للشرطة بينما تلاحق الحكومة التي تقودها حركة النهضة الاسلامية المعتدلة عشرات من تنظيم القاعدة قرب الحدود الجزائرية.

وتسعى الشرطة للقبض على بن حسين لاتهامة بالتحريض على مهاجمة السفارة الاميركية في سبتمبر الماضي احتجاجاً على فيلم يسيء للاسلام أنتج في الولايات المتحدة في هجوم خلف اربعة قتلى. وتمكن من الفرار في الشهر نفسه من قوات الشرطة التي حاصرت آنذاك مسجداً في وسط العاصمة ألقى فيه خطبة.

وجاء منع اجتماعات دعوية للجماعات السلفية بعد تعهد وزير الداخلية، وهو مستقل، بعدم التسامح مع اي خروج على القانون من الجماعات السلفية بعد الاعلان عن ملاحقة مجموعات تابعة لتنظيم القاعدة قرب الحدود الجزائرية.

وهذا الشهر اصيب ‬12 جندياً في انفجار ألغام يعتقد ان مسلحين تابعين لـ«القاعدة» زرعوها في جبل الشعانبي قرب الجزائر.

وفي الاسبوع الماضي عززت الحكومة حملتها ضد الجماعات الدينية المتشددة، ومنعت اقامة اجتماعات دعوية لم تحصل على ترخيص في مدن تونسية عدة.

ويوم السبت اطلقت الشرطة قنابل الغاز لتفريق عشرات السلفيين في ضاحية السيجومي، ومنعت اقامة اجتماع باستعمال القوة. يأتي ذلك في وقت نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن النيابة العامة الأميركية قولها، انه تم القبض على رجل من أصل تونسي يدعى أحمد عباسي، الذي يعتقد أنه على صلة بشخص أوقفته السلطات الكندية قبل أسابيع بتهمة التحضير لهجوم ضد قطار، وتشير المعلومات إلى انه ناقش خطة تلويث المياه والهواء في منطقة أميركية ببكتيريا قادرة على قتل ‬100 ألف شخص.

وأوضحت النيابة العامة ان اعتقال عباسي جرى الشهر الماضي بتهمة الكذب على سلطات الهجرة خلال تقديمه طلباً للحصول على تأشيرة عمل في الولايات المتحدة.

وقال المدعي العام في جنوب نيويورك بريت بهارارا، «وفق الادعاء، كان لدى عباسي مخطط شرير من وراء وجوده في الولايات المتحدة، وهو اقتراف أعمال إرهابية، وتطوير شبكة من الإرهابيين، واستخدام أرض هذه الدولة كقاعدة لدعم نشاطات الإرهاب الدولي».

وتعتمد معظم مواد القضية على تسجيلات صوتية لعباسي مع عميل أمني سري يتحدث اللغة العربية.

وتشير وثائق القضية إلى ان عباسي لعب دوراً في دفع شهاب الصغير، وهو الشخص الذي اعتقل في كندا بقضية التخطيط لتفجير قطار، نحو التطرف.

ويعتقد ان عباسي اجتمع بالصغير في نيويورك، بحضور العميل السري الذي عمد إلى تسجيل الحوار بينهم، وخلال المحادثة أعرب عباسي عن رغبته في تنفيذ هجمات ضد أهداف أميركية، كما كشف عن خطته لتلويث الهواء والمياه ببكتيريا تكفي لقتل ‬100 ألف شخص، وهو أمر لم يثر اهتمام الصغير، علماً ان تفاصيل الخطة أو مكان تنفيذها لم تتضح بعد.

الأكثر مشاركة