اشتباكات عنيفة داخل أسوار سجن حلب المركزي.. وروسيا تدعو المعارضة إلى تأييد مؤتمر السلام.. ودمـشق ترفض «الإملاءات»
الأمم المتحدة تدين تصعيد هجمات النـــــــــظام السوري
دانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، «تصعيد» النظام السوري لهجماته، ودعت الى مفاوضات تشمل «الائتلاف الوطني السوري المعارض»، الذي قدم على أنه محاور يتمتع بصفة تمثيلية. فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين، أمس، داخل أسوار سجن حلب المركزي الذي اقتحمه مقاتلو المعارضة، بينما قصفت القوات النظامية بالمدفعية وقذائف الدبابات والطيران محيط السجن. وفي حين دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المعارضة السورية إلى دعم مساعي موسكو وواشنطن لعقد مؤتمر لانهاء سفك الدماء في سورية، اعلنت دمشق رفضها أي «إملاءات» في المؤتمر الدولي.
وأقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار القطري العربي حول سورية بأغلبية 107 أصوات، الذي يدين تصعيد الحكومة السورية وأعمال العنف في البلاد من أي جهة كانت، ويدعم عملية الانتقال السياسي في سورية.
وصوتت 12 دولة ضد القرار، فيما امتنعت 59 عن التصويت.
وجاء في القرار أن الجمعية العامة «ترحب بإنشاء الائتلاف الوطني للمعارضة السورية»، وتصفه بانه «محاور فعلي وذو صفة تمثيلية ضرورية لعملية انتقال سياسي». ويقضي القرار بضرورة وقف طرفي الصراع في سورية، الذي أدى حتى الآن إلى مقتل 70 ألف شخص تقريبا، أعمال العنف فورا والانصياع لقوانين حقوق الإنسان الدولية لحماية المدنيين خصوصا النساء والأطفال. ويدعو القرار الحكومة السورية إلى تسهيل الحوار السياسي والشروع في التحول إلى مجتمع ديمقراطي. ويحذر القرار الحكومة السورية من أنه يجب عليها إطلاق سراح المحتجزين بصورة غير قانونية، ووقف الهجمات على المدنيين واللاجئين السوريين في البلدان المجاورة، ومنح حق الوصول ودون قيود إلى المحققين الدوليين والأمم المتحدة.
ووصف نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة ألكسندر بانكين المشروع العربي بأنه «مضر للغاية وهدام»، و«لا يساعد على تحقيق الحل السياسي للأزمة في سورية ويشجع المعارضة على الاستمرار في ما تقوم به». ودعا الدول التي طرحته إلى سحبه.
ورأى أنه لا يمكن اعتبار ذلك إلاّ تشجيعاً للمعارضين على «تصعيد الأعمال القتالية، من أجل تغيير النظام بالقوة».
من جانبه، قال مندوب قطر مشعل بن حمد آل ثاني، إن مشروع القرار المعروض أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والمعني بالوضع في سورية «انطلق من واجب الأمم المتحدة في أن تدين انتهاكات القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي تجري في سورية، بغض النظر عن مرتكبيها، وأن تطالب بإنهائها فورا». وأضاف أنه «في الوقت الذي نؤكد فيه أن لا مجال للمساواة بين الضحية والجلاد، إلاّ أن الموضوعية هي أمر مطلوب في جميع الأحوال، لهذا فإن مشروع القرار يتحلى بالموضوعية والاتزان والإنصاف وتكثر العبارات التي تثبت ذلك في العديد من فقراته، بما في ذلك إدانة أي تجاوزات أو انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، وإدانة جميع أعمال العنف أيا كان مصدرها ومخاطبة جميع الأطراف على حد سواء».
على الصعيد الميداني، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات النظامية السورية ومقاتلين معارضين داخل اسوار سجن حلب المركزي الواقع عند طرف مدينة حلب الشمالي، «بعد تمكن الكتائب المقاتلة من اقتحامه اثر تفجير سوره بسيارتين مفخختين».
واشار الى ان الاشتباكات ترافقت «مع قصف بالمدفعية وقذائف الدبابات والطيران على محيط السجن، ما أدى الى اضرار واندلاع حرائق في ممتلكات المواطنين». ويوجد نحو أربعة الاف سجين بينهم إسلاميون ومحكومو حق عام في السجن.
وفي دمشق، قتل رجل في انفجار عبوة ناسفة بسيارة في ساحة الامويين في وسط العاصمة، بحسب المرصد السوري.
وقال عنصر أمني في المكان لـ«فرانس برس» إن العبوة كانت ملصقة بالسيارة قرب حاجز عسكري على مقربة من مقر هيئة الاركان، مشيراً الى وقوع جرحى. ونفذ الطيران الحربي السوري، أمس، غارات عدة على مناطق في ريف دمشق والرقة وحلب (شمال) وحماة (وسط).
وفي محافظة حمص (وسط)، قتل مقاتلان معارضان، أمس، في الاشتباكات المستمرة مع القوات النظامية المدعومة من «حزب الله» اللبناني، في ريف مدينة القصير.
إلى ذلك، دعا لافروف المعارضة السورية الى دعم مساعي موسكو وواشنطن لعقد مؤتمر لانهاء سفك الدماء في سورية.
ونقلت وكالات الانباء الروسية عن لافروف قوله في بلدة كيرونا السويدية: «من المهم ان يعرب جميع المشاركين عن دعمهم للمبادرة الروسية الاميركية لتطبيق اعلان جنيف». ونقلت عنه وكالة «إيتار-تاس» الروسية الاخبارية قوله: «نحن (والولايات المتحدة) لدينا مبادرات قوية، وعلينا ان نحشد الدعم لهذا المؤتمر، ويجب تعبئة جميع المشاركين الخارجيين في هذا الوضع وجميع الأطراف السورية».
وناقش لافروف، الذي يزور السويد للمشاركة في اجتماع مجلس القطب الشمالي الذي يضم عدداً من الدول المعنية بمنطقة القطب الشمالي، أول من أمس، مع كيري مسألة عقد مؤتمر سلام حول سورية.
وأكد كيري انه ونظيره الروسي يعتقدان انه يجب تنظيم المؤتمر وفق خطط معينة. وقال: «لقد ناقشنا التحدي السوري، ونحن متفائلان جداً بانه يمكن تنظيمه (المؤتمر)». وأضاف «نحن واثقان من الاتجاه الذي نتحرك فيه»، مشيراً إلى أن روسيا والولايات المتحدة تعتقدان انه من «البناء والايجابي للغاية ان نعمل معا للتوصل الى حل سلمي (يستند الى) حكومة انتقالية».
في سياق متصل، أكد نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، رفض دمشق «أي إملاءات» في المؤتمر الدولي الذي اقترحته موسكو وواشنطن.
وقال المقداد في حديث لقناة «الاخبارية» التلفزيونية السورية، مساء أول من أمس، إن «سورية لن تقبل بأي املاءات، واصدقاءها لن يقبلوا بذلك»، في اشارة الى موسكو وايران، ابرز حليفتين للنظام.
واعتبر أن «كرة الحل» في ملعب الدول التي تتهمها دمشق بتوفير دعم مادي ولوجستي للمعارضة، لاسيما منها قطر وتركيا والسعودية.
وأكد أن «نجاح اي مؤتمر او جهد دولي في الوصول الى حل سياسي للازمة الحالية متوقف على صدق نيات داعمي الارهاب في سورية».
وأضاف أن «وقف الارهاب والعنف هو عامل اساسي في انهاء الازمة». ويستخدم النظام عبارة «المجموعات الارهابية المسلحة» للاشارة الى المجموعات المقاتلة المعارضة. بموازاة ذلك، أكد وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام محمد المومني، أمس، ان المعارضة السورية لن تشارك في اجتماع مجموعة «أصدقاء سورية» الذي سيعقد في الاردن منتصف الاسبوع المقبل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news