تظاهرة تطالب برحيل مرسي وانتخابات مـــبكرة
تظاهر مئات المصريين، أمس، للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة بعد أيام من إطلاق حملة لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، عبر توقيعات من الناخبين، وفي وقت صرح مصدر أمني كبير بأن هناك تقدم ملحوظ في التفاوض بشأن الافراج عن أفراد الشرطة والجيش السبعة المخطوفين في سيناء، أغلق العشرات من عناصر الأمن المصري معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، احتجاجاً على استمرار اختطاف أربعة من زملائهم، غير أنهم سمحوا بمرور الحالات الطارئة فقط.
وتفصيلاً، انطلقت مسيرات من احياء مختلفة من العاصمة متجهة الى ميدان التحرير، رمز الانتفاضة الشعبية التي ارغمت الرئيس حسني مبارك على التنحي في فبراير 2011.
وتصدرت احدى المسيرات لافتتان كبيرتان تطالبان بـ«انتخابات رئاسية مبكرة»، وبـ«دستور يوحد جميع المصريين». ووسط المسيرة يقوم اعضاء حملة «تمرد»، التي تقول انها جمعت توقيعات اكثر من مليوني شخص تطالب برحيل مرسي، بتوزيع اوراق الحملة على المتظاهرين لتوقيعها.
وأشارت وسائل الاعلام الرسمي من جانبها الى تعزيز الاجراءات الامنية حول مبنى وزارة الداخلية القريب من ميدان التحرير، الذي كثيراً ما وقعت امامه اعمال عنف خلال تجمعات احتجاجية.
ودعت الى هذه التظاهرة المعارضة للرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها، احزاب وقوى سياسية عدة مثل حزب الدستور الذي اسسه محمد البرادعي، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية والحاصل على نوبل للسلام، وحركة 6 ابريل التي كانت في طليعة «ثورة 25 يناير» عام 2011.
وهتف أكثر من 200 نشط شاركوا في مسيرة انطلقت من مسجد مصطفى محمود بمدينة الجيزة «الشعب يريد إسقاط النظام». كما شارك مئات في مسيرة إلى التحرير انطلقت من حي شبرا في شمال العاصمة، ورددوا هتافات من بينها «لما يكون الدم رخيص يسقط يسقط أي رئيس». كما هتفوا «وحياة دمك يا شهيد ثورة تانية من جديد»، مشيرين إلى أكثر من 1000 مصري قتل أغلبهم في الانتفاضة التي استمرت 18 يوماً وقتل الآخرون بعدها.
وشارك عشرات النشطين في مسيرة إلى التحرير من حي السيدة زينب في جنوب العاصمة. وشارك مئات في مسيرة بالإسكندرية. وخلال المسيرات جمع نشطون توقيعات لسحب الثقة من مرسي. وسمى نشطون تظاهرات أمس «جمعة العودة إلى الميدان»، في إشارة إلى مسعى للإطاحة بمرسي. وتشارك في التظاهرات أحزاب وجماعات سياسية.
وأقام المتظاهرون منصة رئيسة بوسط ميدان التحرير، حيث بدأت إذاعة أغنيات وطنية عبر مكبرات صوت، ورفعوا علم مصر وصور للرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، ويطالب المتظاهرون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة واطلاق سراح النشطاء السياسيين المعتقلين والعدالة لـ«شهداء الثورة».
من ناحية أخرى، قال مصدر أمني مصري كبير إن المفاوضات تجرى بين الأجهزة الأمنية في سيناء بالتنسيق مع مشايخ القبائل ومع دخول مساعدين ومستشارين للرئيس محمد مرسي في التفاوض للإفراج عن الجنود المخطوفين، «ومع الاستجابة لمطالب أهالي المعتقلين».
وأضاف المصدر أن التفاوض «قارب على الانتهاء ومن المرجح ان يتم الافراج عن السبعة المخطوفين بعد الاتفاق مع اهالي السجناء على تسوية موقف السجناء من ابناء سيناء، وتقديم ضمانات معينة ترضي اهالي المعتقلين».
يأتي ذلك في وقت أغلق العشرات من عناصر الأمن المصري معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة، احتجاجاً على استمرار اختطاف أربعة من زملائهم كانوا ضمن سبعة عسكريين اختُطفوا فجر أول من أمس، غير أنهم سمحوا بمرور الحالات الطارئة فقط.
وقال مصدر مصري مطلع بشمال سيناء، إن حركة التنقل بين مصر وقطاع غزة تتواصل بشكل ضعيف للغاية، بحيث باتت قاصرة على الحالات الطارئة والعاجلة من مرضى وسيارات الإسعاف.
وأوضح أن الحركة من خلال المعبر مضت بوتيرة طبيعية طوال أول من أمس حتى أمس، حيث وصل إلى مصر 663 شخصاً قادمين من القطاع فيما غادر مصر إلى القطاع 1076.
وأشار الى أن جنود وعناصر من الأمن بالمعبر، وهم تابعون لمصلحة أمن الموانئ (المرافئ) قاموا بإغلاقه، احتجاجاً على عدم تحرير أربعة من زملائهم كانوا ضمن سبعة عسكريين اختُطفوا فجر أول من أمس، على يد مجهولين.