واشنطن تعتبر أن الصواريخ الروسية إلى سورية ستطيل أمد المعاناة وتزيد نظام الأسد جرأة
المعارضة تسيطر على 4 قرى في ريـف حماة.. ومقتل 10 من «حزب الله» في القصـير
سيطر مقاتلو المعارضة السورية، أمس، على أربع قرى في ريف حماة، يسكنها مواطنون من الطائفة العلوية، التي يتحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد، بعد انسحاب القوات النظامية منها، إثر معارك استمرت أسابيع». فيما قتل 10 مقاتلين من «حزب الله» اللبناني في اشتباكات في القصير بمحافظة حمص وسط سورية. في حين اعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي، أن الصواريخ والأنظمة الدفاعية، التي تخطط روسيا لإرسالها إلى سورية، ستطيل أمد المعاناة هناك، وتزيد من جرأة نظام الأسد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إن مقاتلين من كتائب مقاتلة عدة، سيطروا بشكل كامل على قرى الطليسية والزغبة والشعتة وبليل، الواقعة بريف حماة الشرقي (وسط)، ويقطن فيها مواطنون من الطائفة العلوية. وأوضح المرصد أن السيطرة تمت «بعد انسحاب القوات النظامية منها، إثر معارك استمرت أسابيع».
ونقل المرصد، عن مصادر في المنطقة لم يسمها «أن أهالي هذه القرى نزحوا عنها»، كما أشار إلى سقوط قتلى في صفوف «اللجان الشعبية المسلحة»، الموالية للنظام، خلال اشتباكات أول من أمس.
وفي ريف حماة كذلك، أفاد المرصد بـ«تعرض مناطق في مدينة حلفايا لقصف بالمدفعية الثقيلة، بالتزامن مع غارة نفذها الطيران المروحي على مناطق في المدينة، وسط اشتباكات دارت على الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة، بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية».
في الوقت نفسه، أعربت المعارضة السورية عن قلقها المتزايد على سكان بلدتي حلفايا وعقرب، في ريف محافظة حماة، مشيرة إلى أن القوات السورية فرضت حصارا على البلدتين، وقطعت الاتصالات الهاتفية.
وحذر الائتلاف الوطني السوري المعارض من وقوع «مذبحة وشيكة» في البلدتين، وذكر أن «أطفال حلفايا ونساءها يركبون زوارق الصيد في نهر العاصي، هرباً من قوات الأسد وشبيحته، بعد أن خابت آمالهم في تحرك المنظمات الدولية».
وفي ريف العاصمة، واصلت القوات النظامية عملياتها العسكرية، حيث «تتعرض مناطق في بلدتي عدرا، ومعضمية الشام، لقصف عنيف بالمدفعية، من قبل القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى»، بحسب المرصد.
وأضاف المرصد أن الحرائق شبت في الأراضي الزراعية، في مزارع بلدة المقيلبية، التابعة لمدينة الكسوة، نتيجة قصف القوات النظامية لها بالمدفعية الثقيلة.
من جهة ثانية، نقل الإعلام الرسمي السوري، عن مصدر، قوله «إن وحدة من جيشنا الباسل دمرت اليوم (أمس)، عددا من معامل تصنيع العبوات الناسفة والمتفجرات بالمنطقة الصناعية في يبرود، بمن فيها من إرهابيين معظمهم من جنسيات أجنبية».
وفي محافظة حمص، قال أقارب لـ«مجموعات ثورية محلية»، أمس، إن 10 مقاتلين من «حزب الله» اللبناني، قتلوا في اشتباكات بالقرب من منطقة القصير.
وأضافوا أن الاشتباكات أسفرت، كذلك، عن إصابة ثمانية مقاتلين آخرين، تابعين لـ«حزب الله» اللبناني، الذي يدعم الأسد.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، إن القوات المسلحة السورية أحبطت، أمس، محاولة تسلّل مجموعة مسلّحة من لبنان إلى داخل الأراضي السورية، واشتبكت معها، ما أدّى إلى مقتل اثنين من أفرادها.
وأوضحت أن القوات أحبطت في ريف حمص «عبر كمين محكم بالقرب من قرية عين الخضرا، ضمن الأراضي السورية، محاولة تسلل أفراد مجموعة إرهابية من لبنان إلى مدينة تلكلخ». ونسبت الوكالة إلى مصدر في محافظة حمص، قوله «إن قواتنا المسلّحة قضت ـ خلال الكمين ـ على إرهابيين اثنين، وصادرت الأسلحة التي كانت بحوزتهما، وأوقعت إصابات ببقية أفراد المجموعة الذين لاذوا بالفرار».
وفي الأردن، أعلن التيار السلفي الجهادي مقتل ثلاثة من عناصره، في مدينة درعا جنوب سورية. وقال القيادي البارز في التيار محمد الشلبي المكنى بـ«أبوسياف»، لـ«يونايتد برس إنترناشونال»، إن «المجاهد محمد مصطفى قريش، واثنين آخرين، استشهدوا الجمعة، خلال عملية نفذوها في مدينة درعا جنوب سورية».
وفي واشنطن، اعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة، أن الصواريخ والأنظمة الدفاعية، التي تخطط روسيا لإرسالها إلى سورية، ستطيل أمد المعاناة هناك، وتزيد من جرأة نظام الأسد.
وقال ديمبسي، خلال مؤتمر صحافي عقده بمقر وزرارة الدفاع (البنتاغون)، إن النقل المزمع لصواريخ روسية متطورة مضادة للسفن، وأنظمة دفاع جوي «إس 300» إلى سورية «يعد على الأقل قراراً مؤسفا، سيزيد من جرأة النظام، ويطيل أمد المعاناة». وأضاف أن توقيت هذه الخطوة سيئ، وهي تدعو للأسف الشديد. وذكر ديمبسي أن الولايات المتحدة ستستمر في محاولة إيجاد طريقة، يمكن من خلال لأميركا وروسيا أن تعملا معاً، من أجل إنهاء الحرب الأهلية السورية. وشدد على أن «أحد الأهداف الرئيسة وراء توجه وزير الخارجية جون كيري إلى موسكو، كان إيجاد بعض التلاقي في المصالح بالشرق الأوسط». وقال ديمبسي إن صواريخ «إس 300»، تتميز بمداها الطويل وقدرتها على التعقب المتعدد «وهي تقرب أكثر باتجاه المواجهة، وتزيد الخطر لكن ليس من المستحيل منعها». ورأى أن «ما يثير القلق فعلاً، هو أن يقرر الأسد أن امتلاكه هذه الأنظمة يزيد من أمنه، ما يدفعه إلى القيام بحسابات خاطئة». وأضاف أن ثمة قدرات عدة لم تستخدمها سورية بشكل مسؤول، ومن بينها الأسلحة الكيماوية والصواريخ بعيدة المدى، والصواريخ، والدفاع الجوي.
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل، في المؤتمر الصحافي نفسه، إن ثمة خطراً كبيراً من تمدد الحرب السورية خارج حدودها، فتشعل المنطقة بأكملها. وأضاف «ما لا نريد أن نراه هو أن تنفجر الأوضاع في سورية، لدرجة نشهد فيها حرباً إقليمية، ونحن نستمر في العمل مع الروس، ونبذل كل ما في وسعهنا لإقناع القوى في المنطقة، بالحذر من تصعيد الخيارات والتجهيزات العسكرية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news