متشددون يحرقون مركزاً أمنياً.. واعتقال فتاة حاولت التعري بجوار مسجد
مواجهات بين سلفيين والأمن في تونـــس والقيروان
سجلت مواجهات، أمس، بين قوات الأمن التونسية وسلفيين متطرفين في الضاحية الغربية للعاصمة التونسية وفي مدينة القيروان (وسط)، أدت إلى إصابة 11 شرطيا وثلاثة متظاهرين، وذلك بعد ان قررت السلطات منع تنظيم مؤتمر جماعة «أنصار الشريعة» في هذه المدينة، بداعي انها لم تطلب ترخيصاً كما ينص القانون، وأقدم سلفيون مُتشددون على إحراق مركز أمني تابع للحرس التونسي (الدرك) بحي التضامن، حيث تجري مواجهات عنيفة بينهم وبين قوات الأمن، فيما اعتقل الأمن ناشطة من حركة «فيمن» للناشطات اللاتي تتظاهر ناشطاتها عبر تعرية صدورهن، بعد ان حاولت تعرية صدرها، ورفعت لافتة لمجموعتها المتحررة على مسجد عقبة بن نافع، حيث كان مقرراً عقد مؤتمر «أنصار الشريعة».
وإزاء عدم تمكن هذا التنظيم السلفي المتشدد من تنظيم مؤتمره في القيروان (150 كلم جنوب العاصمة)، التي تم نشر تعزيزات امنية كبيرة فيها وحولها، دعا «أنصار الشريعة»، أمس، أنصارهم الى التجمع في حي التضامن الشعبي بالضاحية الغربية من العاصمة. واندلعت مواجهات في شوارع هذا الحي، حيث اقام مئات السلفيين حواجز بإطارات مشتعلة ورموا بالحجارة عناصر الامن.
وردت قوات الامن بإطلاق طلقات تحذيرية والغاز المسيل للدموع ونشرت مدرعات وجرافات لتفريق السلفيين المتطرفين واقتلاع حواجزهم. وانكفأ السلفيون الى حي الانطلاقة المجاور، حيث كانت المواجهات مستمرة غير ان قوات الامن بدت مسيطرة على الموقف.
وقال ضابط شرطة في الميدان لوكالة «فرانس برس»، «أصيب خمسة شرطيين وتم نقلهم الى مستشفيات تونس» العاصمة. ولم تصدر حتى الآن اي بيانات عن المواجهات من وزارة الداخلية.
وقال شاهد عيان لـ«يونايتد برس إنترناشونال»، إن مجموعة من السلفيين المُتشددين تمكنت خلال المواجهات مع قوات الأمن من إحراق أحد المراكز الأمنية التابعة للحرس (الدرك) بالجادة 105 من حي التضامن الواقع في الضاحية الغربية لتونس العاصمة.
وأضاف أن المواجهات تصاعدت بين الطرفين، ما دفع القوى الأمنية إلى استخدام الرصاص والقنابل المسيلة للدموع، في محاولة لتفريق المئات من السلفيين (الجهاديين)، الذين توزعوا على مجموعات عدة لتشتيت تمركزها.
وقال الشاهد إنه سمع دوي الرصاص، فيما حلقت مروحية في سماء المنطقة، وسط توقعات أن تتسع دائرة المواجهات لتشمل بقية الأحياء المجاورة مثل حي ابن خلدون والعمران.
وإلى ذلك، قال الأمين العام لاتحاد الفنانين، حمادي الوهايبي، المقيم بمدينة القيروان في اتصال هاتفي مع الوكالة، إن مواجهات اندلعت (اليوم الأحد) وسط مدينة القيروان بين قوات الأمن وعدد من السلفيين المتشددين.
وأوضح أن قوات الأمن استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريق العشرات من السلفيين الذين خرجوا إلى الشارع للاحتجاج على كتابة شعارات مناهضة لهم على جدران مقبرة تاريخية وسط مدينة القيروان.
وبدأت هذه المواجهات على خلفية إقدام الشابة التونسية أمينة، الناشطة في منظمة «فيمن» العالمية للنساء المحتجات بالصدور العارية شعار منظمتها، على جدار سور المقبرة التاريخية المحاذي لجامع عقبة بن نافع، وسط مدينة القيروان. وأثار هذا الفعل حفيظة السلفيين وعدد من سكان المنطقة الذين اعتبروا ذلك استفزازاً لهم، حيث عمدوا إلى طردها ورشقها بالحجارة.
وأضاف الوهايبي أن قوات الأمن المنتشرة في المنطقة تدخلت لإنقاذها، حيث أطلقت قنابل مسيلة للدموع، لتندلع بذلك المواجهات على مستوى منطقة باب الجلادين قبل أن تنجح قوات الأمن في تطويقها، ليهدأ الوضع نسبياً.
يُشار إلى أن الشابة التونسية أمينة الناشطة ضمن منظمة «فيمن» للمحتجات بالصدور العارية، كانت لفتت الأنظار نحوها عندما تعرت على الإنترنت، حيث نشرت خلال شهر مارس الماضي صورها وهي عارية الصدر، ما أثار جدلاً واسعاً في تونس.
وفي القيروان، وقعت مواجهات محدودة في البداية بين مجموعة صغيرة من السلفيين المتشددين وشرطيين. لكن كانت هناك مواجهات متقطعة في ما بعد بين قوات الامن وبضع مئات من الاشخاص معظمهم من الشبان الذين بدوا لا ينتمون الى التيار السلفي المتطرف.
وقال تنظيم انصار الشريعة، أمس، إنه قرر عقد مؤتمره في حي التضامن بالعاصمة بسبب الانتشار الامني الكبير في القيروان.
وقال سامي الصيد، من مسؤولي انصار الشريعة، «نعتبر ان مؤتمرنا انعقد في التضامن»، مضيفاً «لن يحدث اي شيء» في القيروان، حيث كان من المقرر ان ينظم المؤتمر.
وبحسب سيدة تقطن حي التضامن، فإن عدداً من انصار الشريعة كان يجوب شوارع هذا الحي الشعبي، وبعضهم يحمل عصياً، والبعض الآخر اسلحة بيضاء، وهم يلوحون براياتهم السود.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية لـ«رويترز»، «تم اعتقال هذه الفتاة التي حاولت استفزاز مشاعر المسلمين بعد ان علقت لافتة لمجموعتها على حائط مسجد عقبة بن نافع وحاولت تعرية صدرها».
وكان حي التضامن شهد الاسبوع الماضي مواجهات بعد ان منعت قوات الامن سلفيين من نصب خيم دعوية في الطريق العام.
وأغلقت قوات الامن والجيش التونسية، أمس، مداخل مدينة القيروان، وذلك بعد قرار السلطات حظر المؤتمر.
وقامت قوات الامن بتفتيش السيارات وأقامت حواجز على مشارف المدينة مانعة منذ، أول من أمس، سلفيين من دخولها، وأشارت وسائل اعلام محلية الى ايقافات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news