مرسي يؤكد استمرار عملية سيناء.. ويدعو الــمعارضة إلى التوحّد
أكد الرئيس المصري، محمد مرسي، أن إطلاق الجنود السبعة، الذين كانوا مخطوفين في سيناء «هدف مرحلي»، وأن الجهود ستستمر لحفظ الأمن في سيناء، وأن العملية لن تكون قصيرة المدى، كما وعد بأن تكون هذه الحادثة نقطة انطلاق للتنمية الحقيقية في شبه جزيرة سيناء، ودعا الرئيس المعارضة إلى التوافق لما في مصلحة الوطن، وأكد أن «مصر قيادة واحدة وقوة متكاملة»، وأعرب عن شكره للقوات المسلحة والداخلية وأهل سيناء، ودعا جميع المصريين إلى الالتفاف حول الجيش وقوات الأمن، كما دعا المسلحين لتسليم سلاحهم، فيما أعلنت القوات المسلحة أن عملية تحرير الجنود تمت دون أي مساومات أو مفاوضات مع الخاطفين.
وفي كلمة ألقاها أمام عدد من المسؤولين وقيادات الجيش والشرطة والجنود المحررين، في مطار الماظة العسكري بالقاهرة، عقب استقباله لسبعة جنود مصريين، تم اطلاق سراحهم بعد أن خطفهم إسلاميون متشددون، وصف مرسي العملية الامنية التي أطلقت، أخيرا، في سيناء بأنها «عملية كبيرة ممتدة». وأضاف «مستمرون في تحقيق الأمن والاستقرار على أرض سيناء، هذه ليست عملية قصيرة الأجل وتنتهي».
وكان الخاطفون قد طالبوا بالافراج عن أعضاء في جماعة إسلامية، دينوا في سبتمبر الماضي، بشن سلسلة هجمات في شمال سيناء، عام 2011، أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص.
وذكرت صحيفة «الأهرام» الحكومية في بوابتها على «الإنترنت»، نقلا عن مصدر عسكرى لم تسمه، أن المخابرات الحربية نفذت «خطة خداع وتمويه»، على مدار الأيام الماضية «حتى نجحت فى استعادة الجنود السبعة».
ووجه مرسي الشكر إلى قيادات القوات المسلحة والداخلية والمخابرات العامة والعسكرية، لجهودها في الافراج عن الجنود «دون إراقة دماء». كما أثنى على جهود رجال قبائل سيناء، وقال «أهلنا في سيناء أصحاب الارض تعاونوا معنا في هذا، تعاونوا مع القوات المسلحة والداخلية ورجال المخابرات، لكي تتم هذه العملية ويخرج أبناؤنا بهذا الشكل الذي يحافظ على أمن الوطن».
ولم تتطرق كلمة مرسي الى مصير الخاطفين، وما اذا كانت تمت تلبية أي من مطالبهم، لكنه قال فقط «من أجرم لا بد وأن يحاسب». ودعا المسلحين في سيناء لتسليم سلاحهم، وقال «أدعو الجميع في سيناء من لديهم سلاح لتسليم السلاح، السلاح يجب ألا يكون إلا مع القوات المسلحة والشرطة».
وأفاد مصدر أمني، في سيناء وشيخ قبيلة شارك في الوساطة، بأن مطالب الخاطفين لم تنفذ. وأضافا أن المتشددين قرروا إطلاق سراح الجنود، خوفا من حدوث مواجهة مع القوات المسلحة.
وفي إشارة على ما يبدو للتكهنات حول وجود خلاف بين مؤسسة الرئاسة والقوات المسلحة، قال مرسي في كلمته «مصر جسد واحد، مصر قيادة واحدة، مصر قوة متكاملة».
ودعا المعارضة الى التوحد، وقال «يحب الانطلاق للامام، فالوطن اكبر وأهم منا جميعا، فكلنا جسد واحد»، مؤكدا انه «يفتح الأيادي للجميع الذين يحبون هذا الوطن، فالمصريون جسد واحد لتحقيق الامال». ودعا «الجميع للتحاور والاختلاف، لكن برسالة واحدة هي مصر». وأضاف «جئنا جميعا لنحقق نهضة وتنمية كبرى، دون النظر الى الخلف، ونتصالح مع المستثمرين».
وتعهد مرسي مجددا في كلمته، أمس، بالعمل على تنمية سيناء، وقال «لا بد أن نحقق التنمية الحقيقية لسيناء».
وفي حين اتسمت ردود الفعل بالاشادة بجهود مرسي والأجهزة الأمنية في إطلاق سراح الجنود، انتقد معارضون عدم ذكر أي إشارة لمصير الخاطفين، وإفلاتهم من العقاب.
وقال رئيس الوزراء، هشام قنديل، الذي شارك أيضا في استقبال الجنود، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «تحية خالصة لقواتنا المسلحة والمخابرات ووزارة الداخلية، التي استطاعت استعادة أبنائنا المختطفين دون قطرة دماء».
وقال رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، التي ينتمي لها مرسي، سعد الكتاتني، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إن «إطلاق سراح الجنود المختطفين، يؤكد أن ثقتنا بالرئيس والمؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية كانت في محلها».
في المقابل، قال الناشط الشاب والبرلماني السابق مصطفى النجار على «تويتر»، إننا «نحمد الله على عودة الجنود سالمين، لكن إفلات المجرمين يعنى أن الدولة قد خضعت لابتزاز ما، فلا يوجد شيء دون ثمن ننتظر الشفافية من الرئيس والجيش».
وقال الناشط حازم عبدالعظيم «مفهوم جديد للعدل والعدالة، والجريمة، والحق، والقصاص، والعقاب، والإرهاب، وهيبة الدولة نعيشه الآن في مصرستان، تزاوج عسكري اسلامي قبلي عشائري».
كما طالب سياسيون ونشطاء بعدم الاكتفاء بالحل الأمني، والعمل على تنمية سيناء، للقضاء على اسباب التشدد.
ونقلت وكالة انباء الشرق الأوسط الرسمية عن رئيس حزب النور السلفي، يونس مخيون، قوله «حادث اختطاف الجنود جرس إنذار وتنبيه لخطورة الوضع فى سيناء، ما يستدعى التحرك السريع على المستويات كافة، ووضع خطة شاملة لتطوير سيناء، وإزالة كل الأسباب التى أدت إلى هذه الجريمة وغيرها».
وقال السياسي الليبرالي والبرلماني السابق عمرو حمزاوي، على «تويتر» «مواجهة الخلايا العنفية بنجاح ينبغي أن تجمع بين الضغط العسكري عليهم، وإطلاق جهود التنمية الجادة في سيناء لتحسين معيشة أهلها».
وذكر بيان نشر بصفحة المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد أحمد محمد علي، في «فيس بوك»، أن المخطوفين السبعة أطلق سراحهم «نتيجة جهود للمخابرات الحربية المصرية بالتعاون مع شيوخ قبائل وأهالى سيناء الشرفاء»، وأنهم في طريقهم للقاهرة.
وأكد أن «عملية تحرير الجنود تمت بتعاون كامل بين مؤسسات الدولة، دون أي مساومات أو مفاوضات مع الخاطفين».
وقال إن هناك معلومات محددة عن خاطفي الجنود السبعة المفرج عنهم، ولفت إلى تدمير 287 نفقا مع قطاع غزة.
وقال رئيس منفذ رفح البري بين غزة ومصر، اللواء سامي متولي، للتلفزيون المصري «فتحنا الميناء والحركة منتظمة (سفراً ووصولا)، والعمل منتظم وجميع الأجهزة الأمنية موجودة لتسهيل حركة المعبر». وأضاف أنه لا توجد «عقوبات على زملاء المخطوفين، الذين أغلقوا المعبر».
وهنأت حركة «حماس» وحكومتها في غزة الرئيس والجيش المصري، واعتبرت الأمر تثبيتاً للسيادة المصرية على سيناء.